هكذا سموها لكثرة خيراتها ووفرة محاصيلها وهي واحدة من أجمل وأخصب المواقع في درعا وسورية رمزاً للحب والعشق بدلالة الأغنية الشعبية: "حبل العشق ممدود من هون لطفس عروستك يا الغالي حمامة بقفص- وآني شو طالع بيدي.. غير العشق يا سيدي- طول ما جانا.. زعلانة جومانة".

تتربع مدينة طفس على ضفاف وادي الهرير الشرقية شمال مدينة درعا بحوالي 12 كم وجنوب دمشق العاصمة بحوالي 100 كم بين ناحية داعل الواقعة في الشرق وناحية المزيريب الجاثمة في الغرب. وهذا ما حرمها من الكثير من الميزات والخصائص الخدمية والإدارية فلا تزال طفس أم الأربعين ألف نسمة تتبع لناحية المزيريب التي لا يتجاوز تعداد سكانها خمسة عشر ألف نسمة. وبالمناسبة فإن طفس تعتبر المدينة الثالثة بعدد سكانها في محافظة درعا بعد درعا المدينة ونوى عاصمة الجيدور وواحدة من اكبر التجمعات السكانية في جنوب سورية.

تشتهر بزراعاتها الصيفية والشتوية وان كانت البندورة الرمز الخالد لها وذلك لكثرة المساحات الشاسعة المزروعة والكميات الهائلة المنتجة.

مراكزها الخدمية: تحتوي طفس على الكثير من المراكز الخدمية وهي أصبحت في عداد المدن الهامة والمكتفية بكل شيء ففيها ما يقارب 20 مدرسة تضم كامل المراحل الدراسية، ومقسم هاتف آلي بوشر ببنائه عام 1984 ووضع في الاستثمار الكامل عام 1995 وذلك لظهور كميات كبيرة من المياه أعاقت العمل، وحدة إرشادية ومصلحة أراضي جمعية فلاحية، ورشة كهرباء، مركز ثقافي متطور فيه مكتبة وصالة محاضرات قوامها 400 مقعد، وحدة مياه، سوق هال يعد الأكبر في درعا، مشفى وطني قيد الافتتاح يتم تجهيزه بكل الوسائل الطبية الممكنة والكادر المختص ومن المنتظر افتتاحه خلال أيام، مركز للأنشطة الطلابية، مركز ضخم للتبغ، مركز منطقة صحية ومركزان للرعاية الأولية، إضافةً للاستثمارات الخاصة كالمطاعم وعددها أكثر من عشرين ومراكز الكمبيوتر والإنترنت والموبايلات ومخبر طبي متطور، والأسواق التجارية، ومحطتين للوقود.

يبدو أن المدينة سكنت في القرن الثاني قبل الميلاد على أقل تقدير أي في الفترة الهلنستية (اليونانية الشرقية) وذلك من خلال بعض الكنوز الأثرية وأنها استمرت مسكونة في العصر الروماني حيث وصلت الى مرحلة متطورة من خلال وجود أبنية جميلة كبيرة الحجم، تزينها الأشكال النباتية والهندسية.

امتد السكن حتى العصر البيزنطي ولا تزال شواهده قائمة حتى الآن حيث أشكال الصليب الغائر الصغير الحجم من المرحلة الأولى والنافر الكبير الحجم من المرحلة المتأخرة القرنين الخامس والسادس الميلاديين، ويحكى أن المدينة كانت تحتوي على ثلاثة كنائس يمثل الجامع القديم أهمها، في مركز المدينة بعد أن كان معبدا وثنيا في الفترة الرومانية.

يقول الشاعر عبد الكريم كيوان بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لاستشهاد البطل المجاهد طلال حريذين بقصيدة طويلة نقتطف منها الأبيات التالية:

أهلاً طلال أبا منصور يارعشاً

من الضياء وراح الدمع ينبجـــــس

كأنما الأرض ماجت أخضراً عطراً

وضرعها الدر لا غور ولا حبس

وأشقر النور قد جاب الذرى وسرى

في مقلة الحب واجتاح المدى عرس

يا طلة الخير في ساحي وفي وطني

كما تفجر صبح ليله دمس.

زارها الباحث شوماخر عام 1885م فوصف أهلها ورسم أهم أبنيتها وأورد: أنها موقع أثري مشابه للمزيريب وتحتوي على مئة بيت من البازلت الأسود المحلي، يقطنها حوالي 250 شخصاً.

في وسطها جامع له مئذنة تشبه البرج وان فيها بيت فخم سماه بيت شيخ طفس.