تزداد في أيامه الروابط الاجتماعية، والتمسك بالعادات التراثية القديمة وألفة الانتماء إلى هذا التراث، تجد الناس فيه فرصة لتنقية النفوس وحل الخلافات مهما كانت، وكثيراً ما كانت المشكلات الكبيرة لا تجد طريقاً إلى الحل إلا في أيام العيد الذي يفرض على كل الناس المحبة والتسامح.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 أيلول 2015، "محمود الدوس" أحد أبناء درعا، الذي حدثنا عن بعض عادات العيد في "درعا" بالقول: «تزداد في أيام العيد الروابط الاجتماعية ويتصافح فيها المتخاصمون، وتكثر الزيارات والجولات على بيوت الأهل والأصدقاء، فما زال يتميز العيد في "حوران" بالألفة والمحبة والعلاقات العائلية المتينة الممزوجة بالعادات التراثية القديمة، التي تجمع أفراد العائلة والأقارب، والعيد له طقوسه الخاصة، فالقهوة العربية مقدسةً ولها عاداتها الخاصة فلا يكاد يخلو منزل منها، فهي تدل على العادات العربية القديمة الأصيلة وكرم وطيب أهل "حوران"، وفي أول أيام العيد يتجمع الأهل في بيت العائلة الكبير، بيت كبير العائلة، فالصغير يذهب إلى الأكبر سناً، وضيافة العيد عند دخول المهنئين هي دائماً القهوة العربية».

ينشر عبيره وعاداته وطقوسه في أرجاء المحافظة، يحمل معه الفرحة والبهجة والسرور الذي يرتسم على وجوه كل من ينتظره، وقد جرت العادة أن يذهب أبناء العائلة و"العشيرة" إلى بيت من فقد ابنه أو زوجته أو ابنته أو أي قريب من الدرجة الأولى، في ذلك العام تعبيراً عن شعورهم معه. غير أن تحيتهم له تختلف عن غيره من الناس، فيقولون له: "تقبل الله طاعتكم" فقط، ولا يقولون: "كل عام وأنتم بخير"، وبعد الانتهاء من زيارة الأرحام يتوجه الناس لتهنئة جيرانهم وأصدقائهم. وفي عيد الأضحى تتماثل التقاليد والعادات، غير أنه يتميز بذبح الأضاحي "خاروف العيد" وتوزيعها على الأرحام حسب السنة

يوم العيد تجد الناس فرصة لتنقية النفوس وحل الخلافات، وهنا يقول المحامي "جواد المقداد" أحد سكان مدينة "درعا": «للعيد نكهة جميلة في "حوران" ويزداد التمسك بالعادات التراثية القديمة وألفة الانتماء إلى هذا التراث، وفي أيام العيد تكثر الولائم، وخاصة في عيد الأضحى، حيث نادراً ما يتناول الناس الطعام في بيوتهم منفردين كبقية الأيام، فالطعام مختلف عما كان سائداً، حيث تجد الناس فرصة لتنقية النفوس وحل الخلافات، مهما كانت وكثيراً ما كانت المشكلات الكبيرة لا تجد طريقاً للحل إلا في أيام العيد الذي يفرض على كل الناس المحبة والتسامح والأخوة والصفاء، فثمة مبادرات تبذل للقاء المتخاصمين، وهنا لا بد من القول إن العيد عيد حقيقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو حامل بشائر، وأجمل ما فيه أيضاً هو شراء الملابس والألعاب للأطفال لترتسم البسمة على شفاههم في أيام العيد».

جلسات الكبار

بعد العودة إلى البيت وخروج الأهالي من الجوامع وأداء صلاة العيد، يجتمع أبناء "الحمولة"* معاً ويزورون بناتهم كي يفخرن بهم أمام عائلاتهن، وعن هذه المظاهر حدثنا "خالد عويضة" وهو من أبناء المنطقة، الذي قال لنا: «قبل طلوع الشمس ومنذ الصباح الباكر في يوم عيد الأضحى، يتوجه الأهالي والشيوخ للصلاة في المساجد أو في الساحات العامة، فيؤدون الصلاة وخطبة العيد. بعدها يقبل الجميع على بعضهم مهنئين وداعين الله أن يتقبل طاعتهم، ويقولون: "تقبل الله طاعتكم"، وبعد خروجهم من المساجد، يذهب العديد منهم إلى المقابر، فيقرؤون القرآن لإيصال ثوابه إلى موتاهم ويترحمون عليهم، ويوزعون المال والحلوى والكعك وخبز العيد و"المعمول" عن أرواحهم، وخلال عودتهم إلى بيوتهم، يسلمون على كل من يمر بهم، وبعد العودة إلى البيت يجتمع أبناء "الحمولة" معاً ويزورون بناتهم كي يفخرن بهم أمام عائلاتهن، خاصة إذا كن متزوجات من عائلات غريبة وليست من نفس العشيرة، أو في قرى ومناطق "غرايب"، فهم يعدّون "سندهن وعزوتهن"، ويحمل الزائرون الهدايا والحلويات وخصوصاً خبز العيد الذي تكون قبل يوم أعدته النسوة للعناية، تعبيراً عن صلة القرابة التي تربطهم بهن».

ويضيف السيد "مروان العودة" بقوله: «ينشر عبيره وعاداته وطقوسه في أرجاء المحافظة، يحمل معه الفرحة والبهجة والسرور الذي يرتسم على وجوه كل من ينتظره، وقد جرت العادة أن يذهب أبناء العائلة و"العشيرة" إلى بيت من فقد ابنه أو زوجته أو ابنته أو أي قريب من الدرجة الأولى، في ذلك العام تعبيراً عن شعورهم معه. غير أن تحيتهم له تختلف عن غيره من الناس، فيقولون له: "تقبل الله طاعتكم" فقط، ولا يقولون: "كل عام وأنتم بخير"، وبعد الانتهاء من زيارة الأرحام يتوجه الناس لتهنئة جيرانهم وأصدقائهم. وفي عيد الأضحى تتماثل التقاليد والعادات، غير أنه يتميز بذبح الأضاحي "خاروف العيد" وتوزيعها على الأرحام حسب السنة».

السيد محمود الدوس

  • الحمولة هي العائلة الكبيرة التي تنتمي الى جد واحد معروف
  • خبز العيد بحوران