تعبّر المتاحف في محافظة "درعا" من خلال محتوياتها عن غنى الإرث التاريخي لهذه المنطقة، وحقيقة واقع الإنسان الذي عاش ولا يزال في هذه الأماكن، ومنها متحف "بصرى" المكشوف الذي يضم الآثار المكتشفة في المدينة.

المتحف يقع داخل إيوانات البرج السابع في قلعة بصرى الأثرية، تتحدث "وفاء العودة" مديرة آثار "بصرى" السابقة لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تشرين الأول 2016، وتقول: «يعود تاريخ المتحف إلى 611 هجري، 1214 ميلادي، ويمثّل قسماً من سلسلة أبراج القلعة الأيوبية المبنية حول المدرج، ويطلق عليه المتحف المكشوف، ويقع في الساحة الواقعة في الجهة الشمالية بين البرج العاشر والتاسع، وتبلغ مساحته 350 متراً مربعاً تقريباً بالقرب من مسرح "بصرى"، وقد اختير هذا البرج بسبب تصميمه المعمارى الذي يأخذ شكل البناء العربي المتأثر بالطراز الفارسي، حيث ينقسم إلى ثلاثة أواوين مع غرف جانبية وفسحة متوسطة وممر متدرج، جدران المبنى ثخينة مزودة بنوافذ متسعة تسمح بإنارة المبنى الطبيعية».

تجاوز عدد اللقى الأثرية التي يضمها متحف "بصرى" 1117 قطعة متنوعة ما بين فخار وقطع حجرية ومعادن من الذهب والفضة والبرونز والنحاس، إضافة إلى القطع الزجاجية التي يبلغ عددها في خزائن العرض 759 قطعة، و283 قطعة في المخازن، بينما يبلغ عدد القطع المعروضة في المتحف المكشوف 75 قطعة أثرية

وتتابع حديثها بالقول: «تجاوز عدد اللقى الأثرية التي يضمها متحف "بصرى" 1117 قطعة متنوعة ما بين فخار وقطع حجرية ومعادن من الذهب والفضة والبرونز والنحاس، إضافة إلى القطع الزجاجية التي يبلغ عددها في خزائن العرض 759 قطعة، و283 قطعة في المخازن، بينما يبلغ عدد القطع المعروضة في المتحف المكشوف 75 قطعة أثرية».

السرج الفخارية أهم المكتشفات الفخارية في "بصرى"، والمعروضة في المتحف، وتتابع هنا حديثها: «عدد القطع الفخارية في المتحف يبلغ 391 قطعة تتنوع ما بين سُرُج وجرار وأباريق، إضافة إلى الأواني المنزلية والمدامع والقوارير والقنابل اليدوية الأيوبية، والسرج الفخارية أهم المكتشفات الفخارية في "بصرى"، حيث تعدّ من أقدم القطع التي وجدت في المدينة، وتعود إلى عصر الحديد، كما يوجد بعض الجرار العائدة إلى فترة البرونز الحديث، وعدد من السرج العائدة إلى الفترة الهيلنستية، والباقي يعود إلى الفترات الرومانية والبيزنطية والإسلامية».

أبرز المعروضات في المتحف تماثيل لإلهة النصر "تيكة" ودافع الشر "غورغوريون" وهنا تقول "وفاء": «يشمل المتحف 150 قطعة حجرية تتنوع ما بين تماثيل وتوابيت وأعمدة وقطع إكساء تعود إلى الفترات الرومانية والبيزنطية والنبطية، وبعضها تماثيل لإلهة النصر "تيكة" ودافع الشر غورغوريون، و"الإله أبوللو"، إضافة إلى احتوائه على تماثيل لشخصيات مهمة ولوحات فسيفسائية، مثل: لوحة "دير العدس"، والنقوش الكتابية اليونانية واللاتينية والنبطية والإسلامية، وهي عبارة عن نصوص تأسيسية للمباني الأثرية».

"وفاء العودة"

المتاحف أتاحت الفرصة للأجيال للاطلاع عليها، يقول هنا "ياسر السعدي" مدير السياحة في محافظة "درعا": «اهتمت الشعوب منذ الأزل بالحفاظ على موروثها الشعبي وتراثها الفكري وخلاصة إنجازاتها، وبذلت الجهود الكبيرة في سبيل ذلك، ووفرت كل الإمكانيات والمستلزمات الضرورية لصيانتها، وأقامت لها دور العرض والمتاحف لإتاحة الفرصة للاطلاع عليها، ومنها متحف "بصرى" الذي يضمّ الكثير من اللقى والأوابد الأثرية في مدينة الحضارات "بصرى"، التي تعدّ أهم وأجمل المدن الأثرية والتاريخية في بلاد الشام، والتي مازالت صروحها شامخة حتى يومنا هذا».

بعض المكتشفات المعروضة بالمتحف