مازالت حكايات الذين مرّوا من ذلك التل الأثري على امتداد مئات السنين يتردد صداها؛ فتلّ "الذنيبة" أو "إزرع" الموغل في القدم، تحيطه الأحجار السوداء، والآبار التي كان يخترقها "وادي الذهب" ليصنع تلك الحضارة التي زيّنها مدرّج يضاهي "بصرى" بعظمته.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 أيار 2017، رئيس مجلس مدينة "إزرع" المهندس "عيسى عوفان"، الذي تحدث عن التل الأثري بالقول: «تعاقبت على المدينة حضارات مختلفة، شأنها في ذلك شأن بقية مدن الجزء الجنوبي من بلاد الشام، فهي صلة وصل بين "مصر القديمة" وحضارات "بلاد الرافدين" و"شمالي سورية".

يمرّ من جانب التل الشرقي "وادي الذهب"، حيث كانت الفترات القديمة للاستيطان البشري بالمناطق المرتفع بالقرب من أماكن وجود المياه، وهنا سكان التلّ كانوا يشربون من الوادي، لأن التلال بالعادة تكون نقطة مرتفعة للحماية من الغزوات والهجوم عليها، وكانوا يحصلون على ماء الشرب من الآبار والينابيع الموجودة بمدينة "إزرع القديمة"، وتحديداً من ثلاث آبار قديمة، أولها بئر "النعيرة"، وتقع إلى الشمال الشرقي من مدينة "إزرع القديمة"، جوانبها مكسوة بالحجارة البازلتية المنحوتة، ومن بئر "حلحلة"، وتقع شرقي "إزرع القديمة"، وعلى بعد 500 متر منها، وتستمد البئر ماءها من كهف بازلتي طبيعي، ثم بئر "أبو كلبة" الواقعة جنوبي "إزرع القديمة"، وهي محفورة في الصخر، إلا أن ماءها جمعٌ، وليس نبعاً

تتكون المدينة من "إزرع القديمة"، و"إزرع الجديدة" أو "المحطة"، وقرية "ذنيبة" التي بني التل الأثري فيها، ويعدّ وعرُ المنطقة الجنوبية الغربية من "اللجاة" الظهير الجغرافي للمدينة التي تجري فيها عملية التبادل الإنتاجي لكل من النمط الرعوي القائم في منطقة "اللجاة"، حيث تتصل بها الأرض السهلية الخصبة، وجزء من التل الأثري منحوت نحتاً رومانياً، وفيه كان مدخل كنيسة أو كاتدرائية لا تزال معالمها واضحة حتى هذا الوقت، ومنها سقوف منحوت عليها حيوانات، ويقال إن مدرّجاً رومانياً في منتصف التل يوازي ويضاهي مدرج "بصرى"، لكن سعته أقل، وفيه بالجهة الشمالية ما يسمى "قص" منخفضاً بحدود 20 إلى 30 متراً؛ وهو ما يدل على أن التل مبني على مستوى الأرض، وأن هناك أبنية مدفونة تحته».

التل الأثري

"ميلاد مطرود" رئيس شعبة آثار "إزرع"، تحدث عن أهمية التل الأثري بالقول: «تل "الذنيبة"؛ تل أثري مساحته تتراوح ما بين 4-5 دونمات، ويعدّ من التلال الأثرية المهمة في المنطقة، وتم وضع نظام ضابطة بناء خاصة به؛ وذلك لتعيين حدوده، وحدود مناطق الحماية له؛ وذلك حفاظاً على التل. ويوجد فيه عدد من المباني الأثرية الموجودة على التل الذي يحوي عدة سويات أثرية وعدداً من المنازل المحدودة، وجزء منه بيوت أثرية وحديثة ومدفونة. تعود فترة بنائه إلى العصور البرونزية وإلى فترة ما قبل الميلاد، ثم جاءت الفترة الرومانية، وكانت فترة ازدهار التل. ويوجد فيه مقبرة رومانية تعود إلى تلك الفترة، ثم مرت عليه الفترة الإسلامية.

الحجارة الموجودة عليه شبه أثرية مشذبة، وتوجد حجارة منقولة، وأكثرها عبارة عن أحجار زرقاء بازلتية يتم استخدامها في بناء البيوت الأثرية الحديثة، وهناك بيوت متصدعة ومهدمة. نسعى إلى استملاكه للقيام بمواسم تنقيب أثرية في حال توفر الاعتمادات».

أحد جوانب التل

قراءة تفصيلية لأماكن تزود التلّ بالمياه ومرور "وادي الذهب" من جانبه، قدمها المهندس "المطرود" قائلاً: «يمرّ من جانب التل الشرقي "وادي الذهب"، حيث كانت الفترات القديمة للاستيطان البشري بالمناطق المرتفع بالقرب من أماكن وجود المياه، وهنا سكان التلّ كانوا يشربون من الوادي، لأن التلال بالعادة تكون نقطة مرتفعة للحماية من الغزوات والهجوم عليها، وكانوا يحصلون على ماء الشرب من الآبار والينابيع الموجودة بمدينة "إزرع القديمة"، وتحديداً من ثلاث آبار قديمة، أولها بئر "النعيرة"، وتقع إلى الشمال الشرقي من مدينة "إزرع القديمة"، جوانبها مكسوة بالحجارة البازلتية المنحوتة، ومن بئر "حلحلة"، وتقع شرقي "إزرع القديمة"، وعلى بعد 500 متر منها، وتستمد البئر ماءها من كهف بازلتي طبيعي، ثم بئر "أبو كلبة" الواقعة جنوبي "إزرع القديمة"، وهي محفورة في الصخر، إلا أن ماءها جمعٌ، وليس نبعاً».

المنازل الأثرية على التل