بطل تخشاه حلبات المصارعة ويهابه الكبار، عشقته رياضته كما عشقها وأغناها بأدائه المتميز وحسّه الرياضي المرهف، يعدّ من أبرز اللاعبين الذين عرفتهم المصارعة السورية، زيّنت صدره عشرون ميدالية متنوعة حصدها في مختلف المسابقات العالمية.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 1 تشرين الأول 2018، النجم "رجا أكراد" في بيته بمدينة "درعا"، ليتحدث عن بداية حكايته مع المصارعة، فقال: «لعبة المصارعة من الألعاب القديمة في المحافظة، أحببتها نتيجة نشرها بين أفراد العائلة عن طريق عمي المدرّب الوطني "محمد أكراد" بطل المتوسط باللعبة، ولحصول أبطال المصارعة على مراكز متقدمة على مستوى القطر من عائلتي، لذلك رغبت بالاستمرار باللعبة ومتابعتها حتى تفوقت فيها، وبجميع المستويات والأوزان الخفيف والثقيل، وكل هذا النجاح جاء نتيجة المتابعة والحرص الشديد على التدريب، فرياضة المصارعة من الرياضات الفردية التي تحتاج إلى الجسم المتناسق والتدريبات القاسية، وعندما انضممت إلى صفوف نادي "الشعلة" كنت ملمّاً بقوانين اللعبة وحركاتها؛ وهذا ما جعلني خلال ستة أشهر أحصل على لقب بطولة الجمهورية».

ربما أول تلك الانعطافات المهمة في حياتي الرياضية كانت تشجيع الأسرة الكبير لي، وخاصة والدي الذي كان له الفضل في إقناع والدتي بالسماح لي بالسفر ومتابعة البطولات والمشاركة فيها، وإحرازي أول ميدالية التي فتحت لي باب البطولات

وعن بداية انطلاقته وإحرازه الميداليات الملونة في المحافل العربية والخارجية، قال: «بدأت مسيرتي مع الذهب في بطولة العرب للناشئين في "الأردن" في آذار عام 2003، وكان عمري آنذاك سبعة عشر عاماً، بعدها نلت فضية الدورة العربية عام 2007 في "مصر"، ونلت بعدها ذهبية بطولة دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط لفئة الشباب بـ"قبرص"، ثم الميدالية الذهبية في الدورة العربية التي جرت بـ"الأردن" لفئة الشباب، وذهبية الجيوش العربية في "سورية" عام 2010، وعدت وأحرزت ذهبية دورة ألعاب المتوسط للمصارعة الحرة الشاطئية التي جرت في "إيطاليا" عام 2015، بعد فوزي في المباراة النهائية على بطل "آسيا"، وتخطي أبطال ثلاث قارات وصولاً إلى الذهب، وحققت الميدالية الذهبية في الدورة العربية التي جرت في "قطر"، وبرونزية الدورة العربية في "الجزائر"، والميدالية الفضية في المصارعة الحرة في دورة ألعاب "المتوسط" التي جرت في "إيطاليا"، وأحرزت الميدالية البرونزية لوزن 125 كيلو غراماً بمنافسات المصارعة الحرة في بطولة العالم العسكرية، التي أقيمت في العاصمة الروسية "موسكو"».

أكراد في الحلبة

وعن المراحل التي يعدّها أساسية في مسيرته الرياضية، يقول: «ربما أول تلك الانعطافات المهمة في حياتي الرياضية كانت تشجيع الأسرة الكبير لي، وخاصة والدي الذي كان له الفضل في إقناع والدتي بالسماح لي بالسفر ومتابعة البطولات والمشاركة فيها، وإحرازي أول ميدالية التي فتحت لي باب البطولات».

وعن شعوره بالفوز بعد كل هذا التعب والتدريب، يضيف: «رفع العلم الوطني في المحافل الدولية كانت لحظات لا تنسى، وسعادتي كانت كبيرة، وهذا شعور لا يدركه أي شخص إلا من كان في مكان الحدث، وعندما رفعت علم الوطن بين مجموعة كبيرة من الأبطال على المستوى العربي والآسيوي والدولي، أحسست بأنني ولدت من جديد، وكان فخري كبيراً بأنني ابن "سورية" التي تحدت كل العالم، وزاد الأمر من ثقتي بنفسي وإصراري على تحقيق نتائج متقدمة في المشاركات القادمة، وتفوق الرياضي يأتي نتيجة جهود اللاعبين ومدى انسجامهم مع المدرّب، والتزامهم بتعليماته مع إشراف كامل للنادي، هذه الأمور مجتمعة تؤدي إلى تحقيق الميداليات في أقوى البطولات، ليظهر لجميع المشاركين مدى تطور الرياضة، وخصوصاً لعبة المصارعة التي أثبتت نفسها في العديد من البطولات الخارجية، وأنها بسمة الرياضة السورية».

مع مدربه وأشقاءه

وفي كلمة أخيرة، يقول بطلنا الذهبي "الأكراد": «يا للأسف الشديد، يبدو أن القائمين على رياضة المصارعة لا يرون في تاريخي وإنجازاتي ما يؤهلني لكي أساهم في بناء المصارعة السورية، فتجاهلوني وهمشوني لأسباب أجهلها، ويجب أن نعرف أنه لا يمكن أن يولد بطل إلا بإشراف بطل يدربه، وكل ما أطلبه أن يكون كل منا في مكانه الذي يستحق، المكان الذي يمكن لنا أن ننجز من خلاله لكي تعود المصارعة السورية متألقة، ويمكن أن أعتزل أول العام القادم بسبب وضعي الصحي بعدما تمّ تكليفي عضواً للاتحاد السوري للمصارعة، والتفرغ للعمل الإداري».

"بشير عبود" رئيس فرع الاتحاد الرياضي في محافظة "درعا"، قال عن إنجازات "أكراد": «الكابتن "رجا" لاعب مجدّ وملتزم بالتدريبات المتواصلة والمعسكرات التي يشارك فيها وتوجيهات مدربيه، وهذا من أهم أسباب نجاح وتطور أي لاعب، إنجازات كبيرة ومميزة حققها لاعبنا الخلوق كما عودنا في جميع البطولات الخارجية التي يشارك فيها مع منتخبنا الوطني، حيث لا يعود من بطولة إلا ويكون صدره مزيناً بالميداليات البراقة المتنوعة، وأثبت أن لعبة المصارعة بسمة الرياضة السورية التي تشارك في الدورات الخارجية، ميداليات متعددة جعلت منه الرقم واحد على مستوى اللعبة محلياً وخارجياً».

يرفع كأس التفوق بالبطولات الخارجية

بقي أن نذكر، أن اللاعب "رجا أكراد" من مواليد عام 1985، يلعب بنادي "الشعلة" منذ صغره، وهو في صفوف منتخبنا الوطني منذ سنوات، وهو موظف حالياً في فوج إطفاء "درعا"، ومفرغ للمنتخب الوطني.