شهد الكثير من محال الألبسة "بدير الزور" بكافة أنواعها وماركاتها، عروض إجراء تنزيلات قبل موعدها وذلك لكسر حركة الركود التي تخيم على أسواقها.

عند النزول إلى أسواق "دير الزور" تلاحظ اختلاف في الأسعار والعرض والتنسيق لواجهات المحال، فمحلات تعلن عن تنزيلات تبدأ /20،40،50،70%/، وأخرى تعرض ثلاث قطع أوأربعاً بألف ليرة، كما تقرأ عبارات أخرى "تنزيلات مرعبة" وأخرى "مخيفة"، وهناك من يطلق على نفسه "قاهر الأسعار"، وكذلك تعرض بعض المحال على واجهاتها عروضاً مختلفة تنص على أخذ قطعة والثانية مجانا، أو أي قطعة في المحل بمبلغ معين (499،699)، أو تحمل الواجهات عبارة بالخط العريض "تخفيضات".

من يحدد التنزيلات هو المستهلك والزبائن هم الأقدر على تقدير ذلك، أما واجبنا كجهة رقابية فهي خدمة المواطن وحمايته من الغش

وللتعرف على أراء المستهلكين والباعة حول موعد التنزيلات المبكر وهل ستنجح في تنشيط الحركة التجارية في الأسواق؟ التقى "eSyria" بتاريخ 27/12/2011 "قاسم العطا الله" صاحب محل للألبسة النسائية بشارع سينما فؤاد والذي قال: «إقبال الناس على شراء الألبسة تراجع بنسبة 70% على الأقل مقارنة بالشتاء الماضي، حيث لمسنا تراجعا في القدرات الشرائية للمواطنين، ما انعكس على تراجع المبيعات، وهذا ما دفعنا إلى فتح باب التنزيلات قبل موعده إلا أن حركة البيع لا تزال ضعيفة رغم العروض والتنزيلات التي قدمناها».

أما السيد "براق عبادي" صاحب سلسلة محال لبيع الألبسة فقال: «تعاني الحركة التجارية "بدير الزور" من الركود منذ انتهاء عيد الأضحى المبارك، حيث لم نعد نشاهد الزبون إلا عند الضرورة، فالتنزيلات لا تحقق شيئاً لصاحب المحل سوى التخلص من البضاعة برأس المال، لكي لا تبقى مكدسة في المخازن للسنة القادمة ويصبح موديلها قديماً وتبطل موضتها ولا يشتريها أحد».

وأضاف "عبادي بالقول: «على الرغم من أن خسائري تصل من التنزيلات إلى30% بسبب الضرائب المترتبة على المحل وأجور العاملين وفواتير الكهرباء، إلا أنني أقوم بالتنزيلات ليتمكن أصحاب الدخل المحدود من شراء البضائع ولتجديد البضاعة».

بسام الهزاع مدير الاقتصاد.

وعن مدى إيمان الزبون بحقيقة التنزيلات أو رضاهم عنها التقينا السيد "أحمد يساوي" والذي قال:«التنزيلات مفيدة في الأعياد والمناسبات لكن معظم أصحاب المحلات يرفعون الأسعار في تلك المناسبات كونها مواسم ربح بالنسبة لهم ولا يعلنون عن التنزيلات إلا بعد توقف الناس عن الشراء أو انتهاء الموسم».

أما السيد "محمد سوعان" موظف في مؤسسة المياه يقول: «التخفيضات تناسب أصحاب الدخل المحدود، فهم ينتظرونها وخصوصاً إذا كانت حقيقية، وفي هذا العام جاءت التخفيضات مبكرة لكن ارتفاع أسعار الخضار والفواكه، لم تعد بإمكان رب العائلة من أن يدخر شيئاً لأيام التنزيلات».

أما السيد "عكل عكل" وكيل عدد من الماركات في "دير الزور" قال: «للتنزيلات دور كبير في تنشيط حركة الأسواق خاصة أن الموسم الحالي يشهد حالة من الركود، وتنزيلات الماركات لا نتحكم بها بل تتبع لسياسة الشركة الرئيسية في البيع وتحديد وقت التخفيضات التي تتراوح مابين40% إلى70%، وفي أيام التخفيضات تكون نسبتنا من الربح قليلة ولكن تصريفنا كبير».

وحول المدة المحددة للتنزيلات ومدى مصداقيتها من وجهة نظر الجهة الرقابية أشار مدير التجارة والاقتصاد "بدير الزور" قائلاً: «حددت وزارة التجارة والاقتصاد فترة زمنية للتنزيلات تبدأ من الأول من آب وحتى العاشر من أيلول على الملبوسات الصيفية ومن 28 كانون الثاني وحتى نهاية شباط للشتوية وفي أغلب الأحيان تقوم الوزارة بتمديد تلك المدة للتسهيل على المواطنين وإعانتهم خصوصاً أصحاب الدخل المحدود».

وأضاف "هزاع" بالقول: «تعلن التنزيلات بنسبة مئوية متفاوتة تتراوح ما بين20% إلى40% محررة الأسعار ماعدا ألبسة الأطفال فأسعارها مراقبة من قبل مديرية التجارة والاقتصاد، أما بالنسبة للألبسة النسائية والرجالية فتتم مراقبة أسعارها من خلال تدقيق الفواتير وبطاقة البيان ونسحب عينات من القطع ونطابقها».

وحول وجهة نظره حول حقيقة تلك التنزيلات قال "هزاع":«من يحدد التنزيلات هو المستهلك والزبائن هم الأقدر على تقدير ذلك، أما واجبنا كجهة رقابية فهي خدمة المواطن وحمايته من الغش».