رائد من رواد اليقظة العربية الإسلامية الحديثة، وعمل على إغناء الفكر الإسلامي وجعله يتماشى مع متطلبات العصر الحديث، أحبّ وطنه فشارك في الثورات المحلية ضد الانتداب الفرنسي، وانتخب للمجلس النيابي السوري عدة مرات.

إنه الشيخ "محمد سعيد العرفي" الذي ولد في مدينة دير الزور, على "نهر الفرات"، وهو ابن الحاج "أحمد العرفي"، الذي ينتمي بنسبه الهاشمي إلى السادة الأشراف.

عرف عن "العرفي" أنه مارس المحاماة مدة من الزمن، وتقديرا له افتتحت وزارة الثقافة السورية بيت العلامة "محمد سعيد العرفي" الواقع في "حي القنوات" وجعلته بيتأ ومتحفاً للثقافة، وذلك ضمن مشروع تخصيص بيوت بعض الأعلام السوريين وتحويلها إلى متاحف لنشر الثقافة ودور للقراءة

للحديث عن هذا العلامة التقت مدونة وطن ""eSyria بتاريخ 7/1/2013/ المدرس "إسماعيل العثمان" فقال عنه: «عاش العلامة "محمد سعيد العرفي" ستين عاماً اتصف خلالها بالسعي للعلم. ويعتبر أول من أرسى قواعد الثقافة, حيث أنشأ المكتبة الوطنية التي هي نواة مكتبة المركز الثقافي بدير الزور, وأسهم أيضا في تأسيس الجمعية الخيرية بدير الزور لفقراء والمحتاجين، إضافة إلى الكثير من الأعمال الخيرية كبناء المدارس والمستشفيات والمساجد.

المدرس "اسماعيل العثمان"

كان رجل علم فقد انتخب عام 1924 كعضو في المجمع العلمي العربي بدمشق، وكان يتقن اللغة التركية والفارسية والهندية مع بعض المعرفة باللغتين الفرنسية والانكليزية. وأثناء وجوده في "مصر" ساهم في تأليف كثير من الكتب والتعليق عليها وشرحها وتحقيقها ككتاب "المفـصّل- لابن يعيش"، والتعليق على "بستان العارفين- للنووي"، و"تاريخ بغداد- للخطيب البغدادي"، وكتاب "الروض النضير- شرح المجموع الفقهي الكبير"، و"الكامل في التاريخ"، و"ترجمة البخاري" ، وروايتا "العصر المظلم"، و"البائس الشرقي" وغيرها.

وكان رجل دين ورجل دعوة وإصلاح من خلال الدفاع عن الأمة العربية الإسلامية في مختلف الميادين والمجالات الدينية والدعوة للأخذ بأسباب العلم والمعرفة، والعمل والتعاون في محاربة الظلم والجهل والأمية والفقر والمرض والفساد والتحجر، وله الفضل في محاربة البدع والخرافات والتعصب المذهبي.

الشيخ "محمد سعيد العرفي"

كذلك انتخب مفتياً لمحافظة الفرات عام 1939، وكان مشرفاً على أوقاف دير الزور وتسيير أعمال مجلسها المحلي. وقد ألف في هذا المجال عدة مؤلفات محفوظة منها: "تفسير القرآن الكريم"، و"الموسوعة الدينية"، وكتاب "تقمص الخوارج في المذاهب الإسلامية"،

وأيضا كان رجل سياسة حيث حارب الفرنسيين فسجنوه مدة ثم أبعد نفياً إلى أنطاكيا ومصر من عام /1922/ إلى عام /1931/، وانتخب عام /1936/ نائباً عن مدينة دير الزور في المجلس النيابي السوري، وكان عضواً في مؤتمر الوحدة العربية المنعقد بمكة، وعضواً في مؤتمر بلودان المنعقد عام 1937 لبحث القضية الفلسطينية، وعضواً في المؤتمر البرلماني العالمي المنعقد في القاهرة عام 1938.

وقد ألف أيضا عدة مؤلفات سياسية أهمها: كتاب "رسائل الاستعباد ودسائس الأوربيين"، ورسالة "في الرد على من أفتى بكفر الفلاسفة"، وكتاب "تاريخ دير الزور"، وكتاب "ثورة النحاة"».

الكاتب "صهيب الجابر" أضاف: «عرف عن "العرفي" أنه مارس المحاماة مدة من الزمن، وتقديرا له افتتحت وزارة الثقافة السورية بيت العلامة "محمد سعيد العرفي" الواقع في "حي القنوات" وجعلته بيتأ ومتحفاً للثقافة، وذلك ضمن مشروع تخصيص بيوت بعض الأعلام السوريين وتحويلها إلى متاحف لنشر الثقافة ودور للقراءة ».

يشار إلى أن العلامة "محمد سعيد العرفي" ولد عام /1896/ في دير الزور، ونشأ وترعرع وتعلم وتثقف في عروبتها، وفيها كانت حياته.

ومن مؤلفاته :

– سرّ انحلال الأمة العربية ووهن المسلمين.

– بماذا يتقدم المسلمون / محاضرة /.

– اللغة العربية رابطة الشعوب الإسلامية. / محاضرة /.

– موجز الأخلاق المحمدية. / محاضرة /.

– مبادئ الفقه الإسلامي. / العبادات /.

– موجز سيرة خالد بن الوليد.

_ هتلر والعرب المسلمون.

– المقالات الدينية.

أما كتبه الجاهزة للطبع فهي: "سيرة خالد بن الوليد"، والجزء الثاني من "المقالات الدينية"، وجزآن من "شرح رياض الصالحين"، ومجموعة محاضرات ومقالات ورسائل.