بعد خروج العثمانيين 1918م من "دير الزور" بقيت المدينة بلا سلطة، وخوفاً من النهب والسلب، كان من الضرورة أن توجد سلطة قوية تحمي المدينة، فأوجد الأهالي فيما بينهم مجلساً محلياً سموه "حكومة الحاج فاضل الأولى"، لكونه رئيساً للبلدية آنذاك، وأطلق عليها "الديريون" اسم "حكومة الفلتان" لأنها لم تكن تتبع إلى أي سلطة مركزية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 كانون الأول 2013 المعمر "مروان المحمد" الذي تحدث عن "فاضل العبود" بالقول: «هو فاضل بن عبود الحسن من عشيرة البو عبيد الحسينية التي تنتمي إلى قبائل البكارة "العبد الكريم"، ولد في "دير الزور" عام 1872م، بعد خروج العثمانيين من المدينة سنة 1918 نشأت الفوضى فيها جراء غياب الحكومة ونجم عن هذه الفوضى ضرورة الحفاظ على أمن البلد وضبط الأمور ما أدى إلى بروز حكومة "حاج فاضل" لتدير أمور المدينة».

هو فاضل بن عبود الحسن من عشيرة البو عبيد الحسينية التي تنتمي إلى قبائل البكارة "العبد الكريم"، ولد في "دير الزور" عام 1872م، بعد خروج العثمانيين من المدينة سنة 1918 نشأت الفوضى فيها جراء غياب الحكومة ونجم عن هذه الفوضى ضرورة الحفاظ على أمن البلد وضبط الأمور ما أدى إلى بروز حكومة "حاج فاضل" لتدير أمور المدينة

وأشار الباحث "محمد عواد" بالقول: «بعد رحيل الأتراك عن "دير الزور" وجد أهالي "دير الزور" أنفسهم دون سلطة مركزية تتبع لها متصرفيتهم، التي نشأت في نهايات الحكم التركي، وكان الخوف الذي يشعرون به من المحيط العشائري الذي يسور مدينتهم، فالعشائر اعتادت الغزو والنهب والسلب سواء من بعضهم بعضاً، أم بدخول المدن ونهب البيوت، فكان من الضرورة أن توجد سلطة قوية تحمي المدينة وأهلها، وريثما يتفقون على السلطة التي يريدون تابعيتها، اتفقوا على تشكيل حكومة محلية تضبط أمور الأمن، وتسير شؤون المدينة مؤقتاً فأوجدوا فيما بينهم مجلساً محلياً سموه "حكومة الحاج فاضل الأولى"، لأن رئيسها هو رئيس البلدية الحاج فاضل العبود، أو ما سماه أهل البلد، "حكومة الفلتان" لأنها لا تتبع سلطة مركزية وبعد نقاشات بينهم اتفقوا على تشكيل المجلس على أن يضم 21 عضواً سبعة أعضاء عن كل حي تتناوب رئاسته ما بين زعماء الأحياء الثلاثة في المدينة: حي الشرقيين، وحي الوسطيين، وحي أهل الغرب، واستمرت الحكومة 23 يوماً حتى الأول من كانون الأول من عام 1918 ثم أفل نجمها بوصول الشريف ناصر ابن عم الأمير فيصل بن الحسين في 4 كانون الأول ثم وصول مرعي باشا الملاح في السابع من شهر كانون الأول 1918؛ حيث انتهت مهمة تلك الحكومة وأصبحت "دير الزور" تابعة إلى "دمشق"، لقد ضرب الأهالي بتلك الحكومة الأمثال فقالوا: (مثل حكومة حاج فاضل)».

الباحث عمر صليبي.

الباحث "عمر صليبي" كتب في كتاب "معالم وأعلام ونضالات في الجزيرة والفرات في العصر العثماني" خلال لقائه ابنة "فاضل العبود" وحفيدها الأستاذ "فؤاد محمد الجدعان" بالقول: «ما حصلت عليه من معلومات ووثائق تؤكد بروز سمات القيادة فيه بشكل واضح منذ نعومة أظفاره وعلى مختلف الصعد، فقد كان ناجحاً في القيادة بعد تسلمه لها، وناجحاً في التجارة وإدارة الاقتصاد على الرغم من أنه لم يتلق تعليماً آنذاك فهو ليس غريباً؛ فهو ابن عبود الحسن صاحب الديوان الشهير والرجل المعروف في هذا البلد وكان شريكاً تجارياً كبيراً مع السيد "حمود العزاوي" اللذين كانا قد أقاما علاقات تجارية واسعة مع الأتراك والحلبيين كآل "العكام والصلاحية" ومع أبناء عمومته "النجار" وآل "طيفور" في "حماة"».

وأضاف: «الفضل يعود إلى الحج فاضل في تأسيس حكومة شرعية حمت مدينة "دير الزور" إبان المرحلة التي تلت خروج العثمانيين من المنطقة وتلتها حكومته الثانية بعد الدخول الفرنسي إلى المنطقة، وقد قادته الثورات المتلاحقة في "دير الزور" إلى السجن في قلعة "حلب" التي التقى فيها المناضل الكبير "إبراهيم هنانو" ومن ثم نفي إلى جسر الشغور وقد عاد منها إلى "دير الزور" ليلتقي مع الزعماء الوطنيين آنئذ وعلى رأسهم تاج الدين الحسني" الذي أصبح رئيساً للجمهورية فيما بعد، له أربعة أولاد وهم: "بشير، عبد الله، بدري، محمود" الذين عملوا بالتجارة والزراعة ما عدا الدكتور "بدري" توفي فاضل رحمه الله عام 1936م».

يقول "عبد الرزاق الحسني": «كانت متصرفية "دير الزور" ملحقة بالآستانة مباشرة فلما جلا الأتراك عن مدينة "عانا العراقية" عين الإنكليز أحد ضباطهم حاكماً عليها حتى يبت في أمر الحدود ولما بلغ مسامع الديريين قيام الحكومة العربية في الشام، طلبوا إلى الشريف "علي ناصر" أن يتوسط لديها لاحتلال مدينتهم وإلحاقها بها، فرتبت الحكومة العربية المذكورة مفرزة من لواء الهجانة احتلت "دير الزور" في منتصف كانون الأول عام 1918م، وعين "علي مرعي باشا الملاح" متصرفاً للواء كما عين الشريف علي ناصر قائداً للدرك فيها ولما دخل الإنكليز إلى المنطقة بعد تحريرها واصطدموا فيها استنجدوا بحاكم الرقة "رمضان شلاش" الذي دخل إلى "ديرالزور" وحررها من الإنكليز بعد 10 كانون الأول عام 1919م».