إن كان تسلم المرأة لمنصب إداري يتطلب منها أن تكون على درجة من الخبرة والثقة بالنفس، فإن وجودها فيه -أي المنصب- يعطيها مزيداً ومزيداً من الثقة بالنفس، هذه الثقة التي تجدها واضحة في شخصية السيدة "سامية العلي" والتي تشغل حالياً منصب إدارة المصرف العقاري منذ عام 2006.

متزوجة من السيد "خالد نويصر" لديها خمسة أبناء وتنتظر أن تصبح جدة قريباً، حاصلة على شهادة البكالوريوس في التجارة والاقتصاد من جامعة "دمشق"، شهادة محاسب قانوني.

لا توجد صعوبات كبيرة إن أتقن الإنسان عمله وامتلك المرونة التي تمكنه من استغلال خبرته التي استطاع تحصيلها عبر الجهد الذاتي والتسلسل الوظيفي

التقاها eSyria في مقر عملها وحول ما إذا كان منصب من هذا النوع دخل سابقاً ضمن طموحاتها أجابتنا: «قبل الوصول إلى إدارة البنك كنت قد مررت بعدة مناصب متدرجة في السلم الوظيفي منذ عام 1980 من رئاسة محاسبة ومسؤول مالي إلى معاون مدير ثم منصب الإدارة، ولم أسع إلى أي منها كان همي دائماً إدارة عملي بإتقان هذا العمل الذي أحببته دائماً وجعلني أشعر بذاتي واستقلاليتي وقدرتي على مساعدة الآخرين، أما المنصب فكان تحصيل حاصل كما أعتقد نتيجة المثابرة وحب العمل من جهة وتقدير الإدارة العامة وثقتها بي من جهة ثانية».

الأستاذ خالد عبد السلام

وعن صعوبة التوفيق بين عمل يستلزم الكثير من الوقت والجهد وبين مسؤوليات الحياة الاجتماعية والأسرية تابعت قائلة: «من البديهي أن النجاح المهني لا بد أن يؤثر على الأسرة بدرجة ما والعكس ممكن، لكن هذه المهمة أوكلت لي بعد أن كبر أولادي وبالتالي صارت التزاماتي معهم أقل وقدرتهم في الاعتماد على أنفسهم أكبر، أما لو كانت الإدارة أوكلت لي في صغرهم لكان الأمر متعباً جداً بالنسبة لي ومؤثراً جداً –لاشك- بالنسبة لهم، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن زوجي هو الآخر مدير دائرة مما جعله يتفهم بشكل كبير طبيعة عملي ويساندني على الصعيدين الأسري والاجتماعي».

وعن الصعوبات التي تواجهها على المستوى المهني تابعت: «لا توجد صعوبات كبيرة إن أتقن الإنسان عمله وامتلك المرونة التي تمكنه من استغلال خبرته التي استطاع تحصيلها عبر الجهد الذاتي والتسلسل الوظيفي».

الأستاذ عدنان الابراهيم

وحول الدور الذي تشعر أنها تؤديه في خدمة قضايا المرأة أضافت: «لا بد أن ما كنا نسمعه في طفولتنا وشبابنا من عبارات وشعارات تتعلق بمطالبة المرأة بحقوقها لا بد أن يعاد النظر فيه الآن، فالحقوق تؤخذ ولا يطالَب بإعطائها، صحيح أننا نعيش في مجتمع ذكوري له أحكامه العامة ولكن تمتلك غالبية النساء اليوم القدرة على التجاوز والإنجاز، فالفرص صارت متاحة للمرأة إلى حد كبير في مختلف المجالات وعليها اقتناصها، وعليها أن تدرك أن مشكلتها الحقيقية ليست في المجتمع الذكوري فقط بل في التمسك بقيمه أحياناً من قبل المرأة أكثر من الرجل».

وحول نجاح السيدة "سامية" إدارياً حدثنا الأستاذ "خالد عبد السلام" معاون مدير المصرف العقاري ورئيس دائرة المعلوماتية: «أعمل مع السيدة "سامية" منذ عام 1983 وحين طرحت فكرة الإدارة رشحتها لهذا المنصب وتمنيتها فيه، لا لشيء فقط لأنني أدرك أنها أكثرنا -أي نحن العاملين في المصرف- خبرة ومرونة بل وأستطيع أن أقول أنها الأكثر ذكاء، إضافة إلى إخلاصها الشديد في عملها قبل أن تتولى الإدارة وكان هذا كافياً لأن تكون الأفضل، وهذا ما حدث بالفعل».

أما السيد "عدنان تركي الابراهيم" رئيس قسم الدراسات فقد حدثنا عن علاقاتها الاجتماعية خلال السنوات الطويلة التي قضاها في العمل معها: «من أكثر ما يميز السيدة "سامية" هي قدرتها على إدارة العلاقات بصورة ناجحة وبطريقة تجعلها محببة إلى الآخرين وقادرة على تجاوز الكثير من الصعوبات الاجتماعية بالأخص تلك التي تولدت بعد توليها الإدارة».

أما على الصعيد الإنساني فقد حدثتنا عنها صديقتها الآنسة "نادية الضللي" مديرة المصرف التجاري: «"سامية العلي" إنسانة طيبة ومحبة، ما تزال تحافظ على الكثير من القيم التي بدأت تختفي بينما نحن في أمسّ الحاجة إليها، وهي متفانية على كل الأصعدة، تعجبني مرونتها ولطفها الشديد وقدرتها على احتواء الآخر بذكاء والتعامل معه بمرونة».