لم تمكنه ظروفه الاجتماعية من متابعة تحصيله العلمي فانقطع عن الدراسة ليعين والده وهو الابن الأكبر للعائلة، لكنه عوّض ذلك بحب شديد للمعرفة ورغبة بمساعدة كل من يطلبها فعرف في مدينته "ديرالزور" بحبه للعلم وشغفه بكل ما يتعلق بتراث المدينة، نشر في العديد من الدوريات التي تعنى بمنطقة الفرات مثل مجلة "المنارة" وجريدة "الفرات"، يلجأ إليه الكثير من الصحفيين والباحثين للاستفادة من الحصيلة المعرفية التي جمعها عبر سنوات فيما يتعلق بالطب البديل والتراث الفراتي والشريعة الإسلامية.

موقع eSyria التقى الباحث "عامر النجم" في محله الكائن في سوق العطارين بتاريخ 27/1/2010 ليحدثنا عن الأسباب التي دفعته إلى الاهتمام بالتراث الفراتي بصورة خاصة فأفادنا قائلاً: «ما دفعني إلى الاهتمام بالتراث بشكل أساسي هو الإحساس بالمسؤولية تجاه مدينتي ومنطقة الفرات عموماً، فمنذ بدأت أعي تفاصيل الحياة "الفراتية" بتراثها وقيمها وعاداتها، بدأت أشعر بواجب الحفاظ على كل ذلك وصيانته من الضياع، وزاد من الإحساس بهذه المسؤولية قلة أبناء "دير الزور" الذين توجهوا هذه الوجهة في العقود الماضية».

يهتم الأستاذ "عامر" بالطب البديل ولا أستطيع أن أقول الآن أنني مع أو ضد هذه الظاهرة لأن الشرح فيها يطول، ولكن يعجبني في الأستاذ "عامر" اهتمامه بالأبحاث العلمية وعدم المبالغة في هذا المجال، الأمر الذي قد يساعد على تنظيم هذه المهنة

وفيما يتعلق بإصدار كتاب يضم ما جمعه من تراث المنطقة وتأخره في إنجاز هذه الخطوة فقد أضاف قائلاً:

الأستاذ تميم قرواني

«لا أعتبر نفسي تأخرت إذا أخذت بعين الاعتبار الغاية العظيمة التي أصبو إليها، وعلى العموم لدي كتابان الأول يوثق لسورية في فترة الانتداب الفرنسي حيث ظل هاجس البحث والتوثيق يلح عليّ حتى أنجزته، وهو الآن قيد الطباعة وقد حاولت التعريج فيه على الكثير من التفاصيل والشخصيات التي لا أقول بأنها أهملت ولكنها لم تأخذ حقها من الاهتمام، وكتاب آخر يتعلق بالطب البديل».

وعن بداية التفكير بدراسة الطب البديل وما فعله لتحصيل المعرفة التي تمكنه من ممارسة هذه المهنة حدثنا قائلاً: «يعمل والدي في مهنة العطارة والتي تقوم على بيع مواد العطارة بالأخص لأبناء الريف والبادية وبعد حصولي على الثانوية العامة كان يجب أن أتحمل المسؤولية التي كان يتحملها أي ابن أكبر في إعانة الأسرة فاضطررت لترك دراستي والعمل في محل العطارة، ولكن هاجس العلم والمعرفة ظل يلح عليّ بشدة فلبيته من خلال الاطلاع على الطب البديل الذي بدأت بدراسته على يد علماء في "دمشق" مثل الأستاذ "غسان العاني"، استمرت الدراسة ثلاث سنوات تقريباً، وفي عام 1997 كنت قد عرفت مبادئ الطب البديل وتمكنت من اقتناء المراجع العلمية الخاصة بكليات الهندسة الزراعية والطب والصيدلة بالإضافة إلى بحوث خاصة بمنظمة "إيكاردا" ومراجع طبية أخرى، وفي عام 2002 حصلت على كتاب من منظمة الصحة العالمية فيه طلب يتضمن تنظيم عملية الطب البديل موجه إلى وزارة الصحة وهذا ما نتمناه أن يحدث، فالطب البديل -بغض النظر عن الموقف منه- صار اليوم أمراً واقعاً مما يحتم ضرورة تنظيمه».

ولمعرفة الأستاذ "عامر النجم" كما يراه أصدقاؤه التقينا بالسيد "تميم قرواني" موظف في كلية الزراعة حيث قال: «الأستاذ "عامر" إنسان اجتماعي إلى درجة كبيرة واستطاع من خلال اهتمامه بالبحث التراثي الجاد أن يستقطب حوله الكثير من الأشخاص المهتمين بهذه المسألة، كما أنني أشعر أن دراسته للشريعة الإسلامية وعلم النسب لسنوات طويلة قد أعطى لشخصيته الكثير من التميز ولاهتماماته الكثير من الاتساع».

أما الدكتور "فاتح عبد الحليم" فقد حدثنا قائلاً: «يهتم الأستاذ "عامر" بالطب البديل ولا أستطيع أن أقول الآن أنني مع أو ضد هذه الظاهرة لأن الشرح فيها يطول، ولكن يعجبني في الأستاذ "عامر" اهتمامه بالأبحاث العلمية وعدم المبالغة في هذا المجال، الأمر الذي قد يساعد على تنظيم هذه المهنة».