يستقبلك بوجهه البشوش، والبسمة التي لا تفارق محياه، لم يؤثر عليه فقدانه لساقه بل زاده ذلك إصراراً على الإبداع في مختلف المجالات الرياضية منها والفنية، وكذلك التطوعية، ليصبح مضرباً للمثل بين أبناء جيله من الشباب.

موقع eSyria التقى الشاب "حسين الجاسم" ليحدثنا عن حياته التي يعتبر نفسه فيه إنساناً طبيعياً لاتوجد لديه أي إعاقة حيث قال: «أنا مواليد 1990 درست من الصف الأول الابتدائي وحتى الأول الإعدادي في مدارس محافظة "درعا"، وذلك لأن والدي كان يعمل هناك، ثم انتقل مركز عمل والدي إلى "دير الزور"، وأكملت دراستي في مدرسة "ريس الفرحان" الإعدادية، والمرحلة الثانوية في ثانوية "الفرات"».

الموهوب "حسين" زرع في روح رفاقه الكثير من القوة والمثابرة على تحقيق أهدافهم، وهو يعمل بشكل طبيعي ولم تؤثر عليه الإعاقة أبداً بل زادته إصراراً على مجاراة رفاقه، والتفوق عليهم في أغلب الاحيان، ودائماً يكون مثالاً لتحدي الإعاقة

وعن أعماله اليومية وهواياته قال: «أتابع حياتي الاعتيادية والطبيعية مع زملائي في المدرسة وفي الشارع، وأمارس هوايتي في ركوب الدراجة الهوائية العادية، وأحرك دواستها بساق واحدة ولا أجد صعوبة في ذلك، وكذلك ألعب كرة القدم في المدرسة وكذلك في الأحياء، ويعتمد علي أعضاء الفريق أثناء المباريات، وشاركت في مسرحية "ألو أنا من غزة" وأيضاً العمل المسرحي مع طلاب معهد النور للمكفوفين والذي يحمل عنوان "أمنا غزة"».

باسل الحسن

أحرز الشاب "حسين" العديد من المراكز في ألعاب رياضية مختلفة، ونال من خلالها الميداليات، وحظي بالتتويج أمام رفاقه، الأمر الذي أعطاه دافعاً وأملاً في تحدي إعاقته، حدثنا عن هذه النقطة الهامة بقوله:

«حصلت على المركز الثالث في رمي الرمح على مستوى المحافظة في عام /2007/، وأيضاً المركز الثالث في رفع الأثقال والسباحة في /2008/، ونلت المركز الأول في الجري على مستوى المحافظة في عام /2008/، وكذلك المركز الأول في السباحة في عام /2010/، وكلما حصلت على تفوق زادني ذلك ثقةً بنفسي وإصراراً على المتابعة».

مالك الجاسم

لم يكتف بهذه الإبداعات بل شارك في المعسكرات والملتقيات التطوعية، شرح لنا هذه المشاركات بقوله:

«شاركت في المعسكر البيئي العربي على مستوى الوطن العربي، والذي تم انعقاده في محافظة السويداء في /2009/، وحصلت على تكريم من ممثلي دولة "قطر"، وكذلك شاركت في المعسكر البيئي العربي السادس عشر، والذي أقيم في "إدلب"، وتم تكريمي من ممثل "المملكة العربية السعودية"، وكنت أحد أعضاء "كشّاف سورية" في دورته التي أقيمت في "حماة" /2009/، وكان لي شرف المشاركة في معسكر الخدمات الوطنية الذي أقيم في "دير الزور" /2010/».

الأستاذ "باسل الحسن" أمين رابطة الشهيد" أحمد هويدي" قال: «الشاب "حسين الجاسم" من الشباب المميزين في الرابطة، وهو جاد في عمله ولم تؤثر عليه الإعاقة في أداء واجبه كفرد من أفراد هذا الملتقى الشبابي، ويمثل الرابطة في الكثير من المباريات الرياضية والنشاطات الفنية، وتم تكريمه في أكثر من مناسبة، ولنا الفخر بوجود هذا الشاب بين صفوف رابطة الشهيد" هويدي"، ونتمنى له دوام التقدم والنجاح في حياته».

الأستاذ "مالك الجاسم" مسؤول التنظيم في الرابطة قال: «الموهوب "حسين" زرع في روح رفاقه الكثير من القوة والمثابرة على تحقيق أهدافهم، وهو يعمل بشكل طبيعي ولم تؤثر عليه الإعاقة أبداً بل زادته إصراراً على مجاراة رفاقه، والتفوق عليهم في أغلب الاحيان، ودائماً يكون مثالاً لتحدي الإعاقة».