تعددت مواهبه الفنية والأدبية، واستطاع أن يحجز لنفسه حضوراً لافتاً في الساحتين الفنية والأدبية من خلال أعماله ونشاطاته المتميزة، هو الفنان التشكيلي والشاعر الغنائي "أكرم حويج".

عنه قال التشكيلي "صفوان جمول": «فنان متفرد بأسلوبه وجرأته بالألوان، يتميز بهوية خاصة لا أحد يشبهه فيها، جمع بين الجرأة والوضوح، ملون من الطراز الأول، يعمل بمواده الخاصة التي يطبقها على الحجر والفخار والخشب، أخذ خطوط "بيكاسو وجواد سليم"، وأخرجها برؤيته وألوانه التي تتميز بجرأتها وتآلفها بالرؤية والتشكيل، أعطى شيئاً مميزاً بالنحاس والفضة، حيث خلط المثيولوجيا مع الحداثة، والدمشقي مع الفرعوني، هو شخص مقنع يتميز بأخلاقه العالية، في رصيده أكثر من "1500" منتج، يملك الإرادة القوية؛ فرغم كل الصعوبات التي واجهته مازال مواظباً على العطاء والعمل».

لم تقتصر اهتماماتي على الفن التشكيلي؛ بل شملت الأرابيسك وتنفيذ الديكورات، إلى جانب موهبتي الأدبية في الشعر الغنائي وكتابة الحوار والسيناريو

مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 10 آذار 2015، وتحدث بالقول: «لم تقتصر اهتماماتي على الفن التشكيلي؛ بل شملت الأرابيسك وتنفيذ الديكورات، إلى جانب موهبتي الأدبية في الشعر الغنائي وكتابة الحوار والسيناريو».

أسلاك النحاس مع المينا على الحجر

وعن بدايات موهبته الفنية يقول: «بدأت موهبتي بالرسم منذ الطفولة، فقد نشأت في بيئة فنية كنت خلالها أراقب باهتمام ما يصممه والدي وهو نجار موبيليا، إضافة إلى التصاميم التي كانت تبدعها والدتي على الوسائد من الرسم والطباعة، ومن هنا بدأت أرسم الأشجار والبيوت الريفية على دفتري، وقد شجعني والدي بشراء دفتر وألوان خشبية للرسم، وتطورت موهبتي في المرحلة الابتدائية من خلال حصة الرسم والأشغال؛ حيث ظهر تميزي عن باقي زملائي من حيث الدقة والجمالية للأعمال التي كنت أنجزها، وبدأت أضع بصماتي وأسلوبي بالعمل بإضافة أسلاك النحاس إلى مجسمات الخشب التي أصنعها، إضافة إلى تلبيس الفخار بالنحاس والفضة، أما لوحاتي التي كنت أرسمها فقد كنت أستعمل الألوان المائية والزيتية، وأحببت وضع بصمة جديدة، فبدأت التجارب وأصبح لي طابعي الخاص بإدخالي أسلاك النحاس إلى لوحاتي، ومحاولة مني لتطوير عملي بدأت الرسم بأسلاك النحاس على الحجر والفخار والخشب، وقمت بتلبيس اليقطين اليابس وأضفت إليه مادة "المينة" لتعطي العمل صلابة أكثر».

ويضيف: «لم يقتصرعملي الفني على الرسم بالألوان والأسلاك النحاسية، بل كانت لي بصماتي في التنجيد والموبيليا، وديكورات المنازل والمحال في العديد من المناطق مثل: "دير الزور، والرقة، ودمشق، ودول الخليج كالإمارات والسعودية"، حيث أدخلت الأرابيسك إلى العديد من الديكورات لكونه يحمل الطابع الشرقي».

لوحة بعنوان دمشقيات

ويتابع القول: «لم تقتصر نشاطاتي على الجانب الفني بل كان لي نشاطي الأدبي الذي بدأ معي من الصف الثالث الإعدادي، حيث كنت أتابع الأغاني العراقية وأقوم بكتابتها وأنا أسمعها فترسخت بذهني، وكانت إحدى محاولاتي لكتابة كلمات أغنية وأسمعتها لأستاذ الموسيقا المرحوم الملحن "محمود إسماعيل" عندها طلب مني الالتحاق بفرقة المسرح المدرسي حيث التحقت بمجموعة الكورال، ثم انتقلت إلى فرقة "الرقص الشعبي" وبقيت في المسرح المدرسي حتى الثالث الثانوي، ومن ذلك الوقت وأنا أكتب الشعر الغنائي، وأول أغنية كتبتها تقول كلماتها:

"جيت ومريت ديارك

أشدها شلون أخبارك

كل الحارة ردت لي

محد يعرف أسرارك"».

ويتابع: «قدمت العديد من الأعمال الغنائية لعدد من المطربين السوريين أغنية "مريت ديارك" للمطرب "كابي شهرستان"، وأغنية "مالك عذر" للمطربة العراقية "رباب"، وأغنية "مصير الحي يتلاقى" للمطرب اللبناني "نزيه حمادي"، إضافة إلى ثلاثة أعمال باللهجة المصرية، وأغنية "مالك سعد" للمطرب السعودي "محمد عمر"، وأغنية "ياصويحبي" لفرقة نقابة المعلمين بـ"دير الزور"، وأغنيتين للانتفاضة الفلسطينية عام 1991».

التشكيلي صفوان جمول

من بعض كلمات أغنية "حجرك مدفع":

"مرات أريدك تبتعد بيدي

أدور فراق مرات

أريدك تحترق وتلسعك الأشواق

وارجع اصبر بالقلب

يوم الأحن واشتاق".

ويتابع عن مجال كتابة السيناريو بالقول: «كتبت الكثير من القصص القصيرة، واللوحات الكوميدية المستمدة من الواقع المعاش، ومنها: "الوقوف في المكان الخاطئ، عداد ونص، شركة إنتاج، النصاب، موظف بالواسطة"، إضافة إلى مسلسل بدوي بعنوان "الهارب"، وقد شجعني على كتابة السيناريو صديقي المخرج "عصام المانع، وغسان بريجان"».

  • يذكر أن الفنان التشكيلي والشاعر الغنائي "أكرم حويج" من مواليد 1955، ولد ضمن أسرة متوسطة الحال بمحافظة "دير الزور"، درس فيها للمرحلة الثانوية، ثم التحق بجامعة "دمشق" كلية الآداب، قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية، لكنه لم يتابع دراسته الجامعية بسبب سفره خارج القطر.