"رياض المغير"، اسمٌ بات يعرفه الصغير والكبير في "دير الزور"، ريفاً ومدينة، ارتبط اسمه بفوجِ الإطفاء، كونه يمتلك من القوة والشجاعة الشيء الكثير للتعامل مع أيّ طارئٍ، كان يتصدى لأكثر المهمات صعوبة وخطورة، وفي ذاكرته الكثير من القصص عن ذلك رغم مرور السنوات الطويلة على تفاصيلها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 22 تموز 2019 التقت "رياض المغير" فقال: «ما زلت أتذكر عندما كنت موجوداً في محافظة "اللاذقية" لاتباع دورة في الغطس والإنقاذ وتمّ إبلاغنا بوجود حالة غرق في بئر على عمق أكثر من 40 متراً، وتصديت لهذه المهمة رغم خطورتها، وبالفعل نزلت إلى البئر وقمت بإخراج جثة الرجل، وتمّ تكريمي من قبل وزير الإدارة المحلية آنذاك ومن قبل محافظ "اللاذقية" ومحافظ "دير الزور" وقائد فوج الإطفاء في "اللاذقية".

"رياض المغير" واحد من الرجال الأوفياء الذين يعملون بلا كلل أو ملل خدمة لبلدهم ووطنهم وأهلهم، متفانٍ في عمله، ومحبٌّ لزملائه، وعلى استعداد تام للتضحية والبذل الدائم لإنقاذ أرواح أبناء وطنه، عمله وتفانيه جعلاه يتمتع بشعبية كبيرة لدى أبناء "دير الزور" الذين يذكرونه دوماً بالخير ويكنون له كل الحبّ والتقدير

أما الحادثة الثانية التي أتذكرها فهي عندما تمّ إبلاغنا بوجود حادث لشاب في بئر على عمق 167 متراً في منجم ملح "دير الزور"، ووجود الجثة على هذا العمق وكانت الساعة الحادية عشرة ليلاً، ورغم خطورة الوضع والعمق الكبير إلا إنّني تصديت لهذه المهمة، وقمت بواجبي وأخرجت جثة الشاب، وكذلك قمت بإخراج طفل من بئر ارتوازي وهذا الطفل تمّ إخراجه حياً واستغرقت عملية إخراجه من البئر سبع ساعات».

خلال انتشال أحد الغرقى

يضيف "المغير": «رغم الظروف الصعبة التي عانت منها محافظة "دير الزور" أثناء فترة الحصار من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، فضلت البقاء لمتابعة واجبي في عملي المسند إلي، وأثناء وجودي كنت أقوم بتنظيف أحواض المياه، وتعاملت وبقية زملائي مع العديد من الحرائق، وكذلك قمت بإخراج عدد من الغرقى، لكن الحادثة الأخطر في الحرائق كانت عندما شبّ حريق في أحد المطاعم، وكان فيه 12 أسطوانة غاز وتعاملنا مع هذا الحريق الكبير وسيطرنا عليه، وبعد الانتهاء من إخماده تمّ إسعافي نتيجة الإرهاق والتعب، وخلال سنوات عملي تعاملت مع أكثر من 450 حالة غرق، وقمت وزملائي بإخماد أكثر من 1500 حريق، إضافة إلى تدريبي لعدد من المتطوعين في فرع الهلال الأحمر بـ "دير الزور"».

ويختم "المغير" حديثه بأمنية لتزويد محافظة "دير الزور" بتجهيزات حديثة وزيادة عدد الغطاسين وتأمين زوارق إنقاذ كون المحافظة على ضفاف نهر "الفرات"، وإحداث مركز إنقاذ نهري في المحافظة.

يغوص في "الفرات" رغم العكارة

عنه يقول الصحفي "إبراهيم الضللي": «"رياض المغير" واحد من الرجال الأوفياء الذين يعملون بلا كلل أو ملل خدمة لبلدهم ووطنهم وأهلهم، متفانٍ في عمله، ومحبٌّ لزملائه، وعلى استعداد تام للتضحية والبذل الدائم لإنقاذ أرواح أبناء وطنه، عمله وتفانيه جعلاه يتمتع بشعبية كبيرة لدى أبناء "دير الزور" الذين يذكرونه دوماً بالخير ويكنون له كل الحبّ والتقدير».

يذكر أنّ "رياض مغير" من مواليد "دير الزور" عام 1972.

الصحفي ابراهيم الضللي