صقلت موهبته الشعرية على يد كبار الشعراء في محافظة "دير الزور" فكان لشعره جمال الطبيعة وسحرها، فامتاز أسلوبه بالمتانة والرصانة ونقد السلوكيات التي تعبر عن تقلبات أحوال الناس، إنه الشاعر "محمد صالح البنكي".

وللتعرف أكثر على حياة الشاعر "محمد صالح البنكي" ومسيرته الشعرية مدونة وطن "eSyria" التقت في 18 حزيران 2014، الشاعر "خالد عبد الجبار الفرج" من حي "الجبيلة"، الذي حدثنا عنه بالقول: «بدأت مسيرة الشاعر "محمد البنكي" الشعرية والأدبية منذ مطلع الستينيات، وكان ينشر نتاجه الشعري في عدة صحف ومجلات محلية، مثل: "الجندي، جيش الشعب، المعلم العربي، الفرات، الثورة، الاتحاد السكني"، فقد كانت الطبيعة وعشقه لمسقط رأسه "دير الزور" هما الملهم الأول لشعره، حيث جاء شعره تعبيراً عن مراحل عمره وهمومه الذاتية، وهموم أمته ووطنه العربي، له شعر في الحنين إلى مدينته "دير الزور" ووصف الطبيعة على أرضها حيث كان يلاحظ كل ما حوله من جمال وطبيعة ساحرة، فينعكس ذلك السحر والجمال على شعره، فتغدو الكلمات موسيقا وألحاناً جميلة تتغنى وتتغزل بروعة المكان، ويصور ويرسم ما يرى على شكل كلمات وأحاسيس، ففي كل قصيده له تجد الحكمة وفي كل بيت تجد معنى جديد، ومن قصائده قصيدة (بلدي) حيث يقول فيها:

مارس عدة مهام قيادية، عضو مكتب فرعي لنقابة المعلمين، رئيساً للمكتب الفرعي لنقابة المعلمين، رئيساً لمكتب التربية في قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بـ"دير الزور" منذ عام 1977 لغاية نيسان 1980

"تظل الدير في خلدي وفكري... فأرسم سحرها بشذى وعطر

الشاعر خالد الفرج

وأغمرها بفيض من حناني... وأنظم حسنها بقصيد شعري

نسائم صبحها ريح الخزامى... وأنفاس الربيع غداء فجر".

ويضيف "الفرج": «"البنكي" شعره ممزوج بالقهوة العربية وحبات الهيل ونكهته عطر الخزامى والقيصوم، إنه شعر الأصالة شعر المآثر والقيم، فقد كان للشاعر "عبد الجبار الرحبي" والشاعر "محمد الفراتي" الأثر والدور الأكبر في صقل موهبته الشعرية. تميز شعره بنقد بعض الأوضاع والسلوكيات التي تعبر عن تقلبات أحوال الناس، وكتب حاثاً أمته العربية على مواجهة مكائد الصهيونية وكشف زيف ادعاءاتهم حول السلام، كما كتب مشيداً بأطفال الحجارة والشهداء على أرض فلسطين، وله شعر في التوسل والتضرع إلى الله تعالى، وفي الدعوة إلى الاهتمام بالمعلم، كما كتب في الغزل، اتسمت لغته بالطواعية مع ميلها إلى مجاراة الفكرة، التزم الوزن والقافية فيما كتب من الشعر، ومن قصائده الجميلة قصيدة "إلهي"، حيث يقول:

"أتيتك طالباً يارب عفواً... فما من غافرٍ ذنباً سواكا

تجدد همتي وتزيل همي... وتعفو عن فقير قد أتاكا

أتيتك طالباً يا رب عوناً... وعوناً لا أروم سوى رضاكا

تبدد كربتي وتشد أزري... وتغمرني بعطف من نداكا".

وقد ذكر الأديب "محمد رشيد رويلي" في كتابه "الحركة الثقافية في محافظة دير الزور خلال القرن العشرين من أدباء ومفكري وكتاب محافظة دير الزور" لمحة عن مسيرة وأعمال الشاعر "محمد صالح البنكي" بالقول: «ولد الشاعر "محمد صالح بن محمد رشيد البنكي" بـ"دير الزور"، وتلقى علومه الابتدائية في مدرسة فيصل، والإعدادية في ثانوية الفرات وحصل على الشهادة الإعدادية ليعمل معلماً وكيلاً بعد مسابقة انتقاء المعلمين، وعين في قرية "السويدة" التابعة لمحافظة "الرقة"، وما لبث أن التحق بدار المعلمين بـ"حلب" وتخرج فيها عام 1952، وعين في مدرسة "طارق بن زياد" عاماً ثم التحق بخدمة العلم، ثم انتقل بين المدارس معلماً ومديراً منها: "اليرموك، الرازي، خالد بن الوليد، دار الأرقم، منهل، صقر قريش، ميتم الفرات". انتسب بعدها إلى جامعة دمشق كلية الآداب قسم اللغة العربية، وتخرج فيها عام 1972، وعاد إلى التدريس في إعدادية "مصطفى الأمين" ثم مديراً لثانوية أمية والصف الخاص، ثم مديراً للمعهد الصناعي الأول، ثم مديراً للمعهد الصناعي الثاني حتى عام 1990، حيث أحيل إلى التقاعد».

ويتابع: «مارس عدة مهام قيادية، عضو مكتب فرعي لنقابة المعلمين، رئيساً للمكتب الفرعي لنقابة المعلمين، رئيساً لمكتب التربية في قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بـ"دير الزور" منذ عام 1977 لغاية نيسان 1980».

الجدير بالذكر، أن الشاعر "محمد صالح البنكي" من مواليد محافظة "دير الزور" 1930، وتوفي فيها 2002. له ديوان عنوانه: "ما قبل الرحيل" اتحاد الكتاب العرب، وله عدد من القصائد المخطوطة التي يعكف على طباعتها ولده الخطاط المشهور "عبيدة البنكي".