بدايته كانت مع القصة، لكنه تحول إلى كتابة الشعر، لأنه وجد فيه عالماً واسعاً لما يشعر به، هو ابن "الفرات" الذي لم يغب عنه لحظة واحدة؛ بسمائه، وأشجاره، ونهره الذي ينساب برقة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 18 آب 2018، التقت الشاعر "ياسر شكري ياسين" ليتحدث عن بداياته، فقال: «عشت مع القصة سنوات، لكنني اتخذت من الشعر طريقاً لأدبي، فقد سكن تحت جوانحي، وتأصل في ذاتي، وتوثقت عرى محبته في فؤادي، وتعززت وشائج عشقه في صدري. وكان الوطن حاضراً ولم يكن -أبداً- ليغيب عني، حملته معي في غربتي، ويكاد لا يفارقني، ينساب في أعماقي ماءً فراتياً؛ فهو القمح، والطين، والورد، والياسمين.

"ياسر شكري" يتميز بألفاظه الجزلة، ومفرداته العذبة، يقتنص الصورة ببراعة ويوظفها من خلال القصيدة بأسلوب جميل، يدخل إلى القلب من دون استئذان ليحكي مضمون القصيدة ببراعة، وعلى الرغم من تعصبه للشعر العمودي، إلا أنه كتب قصيدة التفعيلة وأبدع بها

كان الشعر ماءً وطعاماً يتدفق في جسدي، يغوص تارة في عمق المأساة، وينهل تارة أخرى من معين الألم الطافح في وجدان الأمة».

الشاعر ناظم علوش

وعن إصدارته يتابع بالقول: «لدي خمسة دواوين شعرية، هي: "جسدي رصيف الحلم، من المنفى إلى المنفى، الرقص على اللهب، يوميات الحصار، أحزان".

أكتب في عدد من الصحف والمجلات والدوريات المحلية والعربية، وحصلت على العديد من الجوائز، منها: الجائزة الأولى في المسابقة الأدبية المركزية لنقابة المعلمين لأعوام 2004-2008-2009-2010، والجائزة الثانية في مسابقة "ربيعة الرقي" للشعر لعام 2006، والجائزة الثالثة للنقد الأدبي في مسابقة اتحاد الكتّاب العرب لعام 2002».

وجاء في إحدى قصائده:

"غضبٌ

وفي شفتي غضبْ

أحلام قلبي...

تستلبْ

من أين أبدأ قصتي

وأنا المسافرُ

في اللهب؟!

هذي الدماءُ حملتها

لأصبّها

فوق التُربْ

لا تسألوا..

وطني هناك

وقد تسامى

في السّحُب

إن غابَ عنّي لحظة

فعصيرُ دمّي ينسكبْ".

ويعود من صمته ليقول: «إليك يا فرات أيها الحبيب، فليست مناجاتك بالأمر الغريب، فما زلت أحمل في أعماق ذاتي نغماً آسراً، ومعادلاً موضوعياً عن محنته، تجرعت أوزارها في مأساة أمتي المستمرة، في هذا الجدب المتأزم والماحق معاً، فحسبي في هذا الليل المعتكر أن أذكرك..

فبالرغم من الألم الذي أصابك والجرح النازف الذي ترك بصمة حزينة في جسدك، تبقى قمراً مشعاً في كبد السماء...

وأنت أيها الوطن الغالي ستظل تنساب كالماء القراح في جسدي، تستعذبك الأفئدة الظمأى إلى رشفه من منهل صاف في ركام سديمي عجيب، تعج به مكتباتنا في ليل الغربة والظلام الذي غمر كل شيء من حولنا».

عنه يقول الشاعر "ناظم علوش" عضو اتحاد الكتّاب العرب في "ديرالزور": «"ياسر شكري" يتميز بألفاظه الجزلة، ومفرداته العذبة، يقتنص الصورة ببراعة ويوظفها من خلال القصيدة بأسلوب جميل، يدخل إلى القلب من دون استئذان ليحكي مضمون القصيدة ببراعة، وعلى الرغم من تعصبه للشعر العمودي، إلا أنه كتب قصيدة التفعيلة وأبدع بها».

يذكر أن الشاعر "ياسر شكري ياسين" من مواليد "دير الزور" عام 1952، حاصل على إجازة في الآداب، قسم اللغة العربية من جامعة "حلب".