"الودك" هو إذابة الشحم وحفظه، وهو معروف تاريخياً ومنذ القدم في "دير الزور" حيث يستخدم كبديل من السمن في الطبخ، ويستخرج عن طريق صهر دهن الأبقار أو الماعز أو الغنم.

للحديث عن طريقة تحضير "الودك" واستخداماته التقت مدونة وطن "eSyria" في 27/2/2013 السيدة "كفى العمر" من قرية "الصبحة" فقالت: «"الودك" هو الشحم المذاب، وهناك طريقة لصنعه حيث نستخدمه في اغلب مناطق "دير الزور" وبالأخص في الريف والقرى كبديل من السمن في الطبخ لطعمه المميز الذي يشبه طعم السمن العربي، ويتم تحضيره بعد ذبح الخروف حيث نأتي بالدهن المتواجد فيه وهي "اللية" لأنها الأفضل في صنع "الودك" من الناحية الصحية، ونقوم بتقطيعها إلى قطع صغيرة حتى تسهل إذابتها، وبعد التقطيع نضع القطع الصغيرة في القدرية ومن ثم نضعها على نار هادئة وطبخها لمده من ساعتين إلى ثلاث ساعات، وغالبا ما يتم وضعها على المدفأة في الشتاء حتى تذوب القطع الصلبة وتتحول إلى دهن يسمى "ودك"، وعادة ما يوضع مع الشحم أثناء الطبخ قطع من البصل لتعطيه رائحة زكيه ولتكون الدليل على استوائه عندما ينقلب لون البصل إلى اللون البني حتى لا يحترق».

كان الأولون يهتمون بالشحم قبل اللحم وذلك لقيمته الغذائية الغنية بالطاقة والتي كانوا يحتاجونها في البرد، وكان القصاب في ذالك الوقت يبيع الشحم أغلى من اللحم وكان يغش الشحم باللحم، ولكن مع مرور الزمن والتطور الحاصل بدأ الكثير من الناس يستغنون عن صنع "الودك" لتوافر الكثير من المنتجات البديلة من السمن والدهون، ونحن في المنزل مازلنا إلى الآن نستعمل "الودك" بدل السمن بالطبخ والكل يتفق أن ليّة الخروف ليست شحماً مضراً خاصة إذا لم يستعمل بكميات كبيرة وبكثرة

تتابع السيدة "كفى" الحديث: «وبعد أن ننتهي من عملية الطبخ وتذويب القطع نقوم بتصفية الدهن ونسكبه في أطباق بلاستيكية، ونجمده بالفريزر، أو نسكبه في قارورة ونحتفظ به في مكان جاف بعيد عن الضوء والحرارة لحين الحاجة لاستعماله، أما الذي يتبقى في القدرية فهو قطع الشحم وهي قطع صغيره بنيه اللون تسمى "خلع" وتؤكل بعد الطبخ والبعض يصنع "الودك" من دهن البقر والماعز وعند طبخه يضعون "الريحان" و"المحلب" و"الشنان" لتصبح رائحته مقبولة وطيبة، لكنه ليس صحياً للأكل مثل "ودك" الغنم، ولكن يمكن استخدامه لدهن الأيدي أو الأرجل لتطريتها، وأيضاً يوضع على الشعر ليصبح أكثر نعومة».

اثناء تحضير الودك

القصاب "يوسف العثمان" من حي الحويقة يقول: «كان الأولون يهتمون بالشحم قبل اللحم وذلك لقيمته الغذائية الغنية بالطاقة والتي كانوا يحتاجونها في البرد، وكان القصاب في ذالك الوقت يبيع الشحم أغلى من اللحم وكان يغش الشحم باللحم، ولكن مع مرور الزمن والتطور الحاصل بدأ الكثير من الناس يستغنون عن صنع "الودك" لتوافر الكثير من المنتجات البديلة من السمن والدهون، ونحن في المنزل مازلنا إلى الآن نستعمل "الودك" بدل السمن بالطبخ والكل يتفق أن ليّة الخروف ليست شحماً مضراً خاصة إذا لم يستعمل بكميات كبيرة وبكثرة».

مدرس اللغة العربية "عبد المنعم خليل" يقول: «تم شرح كلمة "الودك" في الكثير من المعاجم والقواميس ومعنى "الودك" في قاموس "المعاني" هو الدسم من اللحم ودهنه الذي يستخرج منه، و"الودك" شحم الإلية والجنبين في الخروف والعجل، وفي "لسان العرب" قيل "الودك" هو دسم اللحم لذلك اتفقت القواميس على معنى هذه الكلمة وهي الدهن والدسم، وهناك قاعدة "لابن وافد الأندلسي" من القرن السابع للهجرة علينا حفظها لأهميتها تقول: "كل زيت لا طعم له ولا رائحة فإنه يسبب السدد في الجسم"، ويعلل هذا العالم العربي الذي عاش في ازدهار الأندلس أن الطعم والرائحة هو الذي يساعد الزيت على التغلغل في الجسم».

اللية قبل ان تصبح ودك
كفى العمر