تنوعت أدوات حفظ الثياب في محافظة "دير الزور" وذلك وفقاً لمراحل زمنية عاشها أهل المنطقة وتطورت خلالها هذه الأدوات التي بدأت بـ"البقجة" وانتهت بـ"السكرتون"، وغرف النوم ذات الأشكال والأحجام المختلفة.

للتعرف أكثر على أدوات حفظ الثياب في محافظة "دير الزور" التقت مدونة وطن "eSyria" في 27 آذار 2014 المدرسة "أماني المعطي" من حي "علي بك" فقالت: «كان الأثاث في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي في محافظة "دير الزور" بسيطاً يتناسب مع صغر المدينة، ويختلف من منزل إلى منزل ومن عائلة إلى أخرى، وذلك وفقاً للوضع الاجتماعي والاقتصادي، وكان لحفظ الملابس أدوات تحميها من الغبار والرطوبة ولها زوايا وأماكن مخصصة في المنزل توضع فيها، فقد اعتمدوا في بداية الأمر في حفظ الملابس على "البقجة" وهي المنديل المتسع المربع طول ضلعه نحو متر غالباً داخلها من الخام ووجهها من الأطلس المطرز بالخيطان أو القصب، وكانت النساء تعتني بها وتحفظ فيها الثياب النسائية والرجالية، وهناك أنواع من "البقج" التي يتم وضع الملابس فيها أثناء السفر والترحال كما كانوا يحملونها أيضاً إلى الحمام، ولذلك اهتموا بطريقة صنعها وزخرفتها وكانت توضع في البيت في "الطاقة" وجمعها "طوق" داخل الحائط، والطاقة هي "الإيوان" أو باللهجة الديرية (الليوان) الذي يوضع فيه اللحف الصوفية والفراش، كما توجد في المنزل "القفة" وهي ذات شكل مكور لوضع الخيطان والمقص وبعض الأشياء الضرورية للخياطة».

تطورت النجارة بعدها التي أصبحت تسمى "موبيليا" وهي مهنة فنية دقيقة اختصت بصنع "السكرتور" وهي خزانة خشبية ذات أبواب عمودية وتسمى أيضاً "سكرتون" و"خرستان" وهي كلمة تركية يتم تداولها في عدد من المحافظات وليس فقط في محافظة "دير الزور"، كما تفننوا في صنع غرف النوم وحاملات المرايا و"الكومودينات"، ومن أشهر من عمل بالموبيليا: "هنري شكور، وحسين العاني، وعمر الأمين، ومحمد السيد، ويوسف الأبكع"

الصندوق الخشبي حل محل "البقجة" هذا ما أضافته "المعطي" بالقول: «تم الاستغناء عن "القفة والبقجة" في بعض المنازل حيث دخل الصندوق الخشبي ذو القوائم العالية، والعائلات الميسورة استوردوا الصندوق المطعم بالصدف من "دمشق"، فقد حدثتني والدتي كيف كان الجيران في الحي الواحد يقومون بزيارة بعضهم بعضاً لرؤية هذا الصندوق الخشبي للتعرف على شكله وطريقة تصميمه، ويفاخر بعضهم بالصناديق المطعمة بالصدف وأحياناً بالفضة، ولا يزال هذا الصندوق من أثاث البيت الديري بأشكال وأحجام كنوع من أنواع الزينة وحفظ للتراث وخرج من غرفة النوم ليزين الصالونات».

البقجة

الباحث "كمال الجاسر" تحدث عن أسباب تطور أدوات حفظ الثياب بالقول: «كان دخول الصناعات والمهن المتنوعة إلى محافظة "دير الزور" السبب في تطوير أدوات حفظ الملابس، ومن بين هذه المهن النجارة التي كانت في بداية الأمر تختص بصنع الأبواب والشبابيك وسقوف البيوت، وتحولت فيما بعد إلى صنع جميع مستلزمات البيوت من كراسٍ وطاولات إضافة إلى صنع أدوات تحفظ الثياب، واعتمدوا في صناعاتهم على الأخشاب المستوردة مثل: (الشوح، والزان، والسنديان، والجوز)، وأيضاً على الأخشاب المحلية من شجر (الحور، والغرب، والتوت)، فقد صنعوا "الماصة" الخشبية ذات الأدراج (السحابات) التي توضع في غرفة النوم ولها مرآة، وكانت من الأشياء الغريبة وسميت "ماصة" لامتصاص الأشياء واتساعها، فشبهوها بأنها تمتص الأشياء امتصاصاً، وقد كانوا يزينون سطح "الماصة" بأدوات بلورية من كؤوس ولمبات وغيرها، وتنصب المرأة فوقها أدوات التجميل من عطور وكحل وأمشاط، ولا يزال لهذه "الماصة" ومرآتها آثارها في المنازل، ومن أشهر الصناع في ذلك الوقت: "علي النجار، وحسن الدللو، وعبد الله العكيلي، وبرهان الدين بعاج"».

ويتابع "الجاسر": «تطورت النجارة بعدها التي أصبحت تسمى "موبيليا" وهي مهنة فنية دقيقة اختصت بصنع "السكرتور" وهي خزانة خشبية ذات أبواب عمودية وتسمى أيضاً "سكرتون" و"خرستان" وهي كلمة تركية يتم تداولها في عدد من المحافظات وليس فقط في محافظة "دير الزور"، كما تفننوا في صنع غرف النوم وحاملات المرايا و"الكومودينات"، ومن أشهر من عمل بالموبيليا: "هنري شكور، وحسين العاني، وعمر الأمين، ومحمد السيد، ويوسف الأبكع"».

الصندوق الخشبي
كمال الجاسر