قديمة قدم مدينة "ماري"، بنيت على "الفرات" وأخذت من صفاته لتسميتها، أُطلق عليها الكثير من الأسماء تبعاً للفترة التي كانت تعيشها، ولم يستقر اسمها حتى عام 1864م.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 شباط 2015، أستاذ اللغة العربية "حسـن حُسني" في الندوة الدولية لتاريخ "دير الزور"؛ الذي تحدث عن المدينة ويقول: «اسم "دير الزور" مؤلف من كلمتين "دير" وهو المكان الذي يسكنه الرهبان المسيحيون، و"الزُّور" وهو المكان الموجود على مقربة من النهر وتكثر فيه النباتات الطبيعية "كالغرب والطـرفاء" على شكل غابة نهرية صغيرة، وهناك من يقول إن جميع الأديرة كانت تقع على قمم التّلال بوجه عام إلا هذا الدير، فقد إزور أو انحرف فبُني داخل تل والمساكن فوق التل، وهذه المساكن تُسمّى دير العتيق، ومن هنا جاءت تسمية "دير الزور"».

هناك العديد من الآراء حول معنى لفظة "الزور"، فذهب بعضهم للقول إنها من زئير الأسد، وقال آخرون إن لفظة "زور" من ازورار أي مال واعوّج؛ لازورار نهر "الفرات" عند موضع المدينة

أما المهندس الزراعي "محمد خضر" والمهتم بتراث "دير الزور" فيقول: «تعددت الآراء حول نشوء "دير الزور" وتسمياتها، لكن الرأي الأكثر قبولاً يفترض وجودها كقرية أو مدينة صغيرة تكمن تحت تلة اصطناعية تعرف بـ"الدير العتيق" تقع حالياً بالقرب من مجلس المدينة والساحة العامة، تخفي من الآثار ما لم يكتشف منها سوى محراب يعود إلى العهد العباسي».

المهندس محمد خضر

ويضيف: «تذكر المصادر أن تسميتها في عهد مملكة "ماري" الآمورية في الألف الثاني قبل الميلاد كانت "لاقا"؛ وهذا يؤكد عراقتها ووجودها خلال تلك الحقبة، ثم دعاها الرومان "آزدرا"، ومن تسمياتها "دير بسير"، وقيل إن العرب سموها "الفراض"، وتعني المرفأ النهري، وكذلك قالوا إنها "دير الرمان"».

ويشير الباحث "عبد القادر عياش" في مجلة "صوت الفرات" بالقول: «ذكر المؤرخ السوري "أحمد سوسة"، أن أقدم الأسماء التي منحت لـ"دير الزور" هي "شورا" أو "جديرته"؛ وهي كلمة سريانية تعني الحظيرة، وخلال العصر السلوقي سُميّت "ثياكوس"، أما بعد قيام الدولة الأموية فدعيت للمرة الأولى "دير بصير"، وقيل إن الدير المذكور هو دير قريب اسمه "دير البصيرة"، لاحقاً تغير الاسم إلى "دير حتليف" وهو اسم الدير الذي استقرّ به في عهد "عبد الملك بن مروان" حين جاز "الفرات" لمحاربة "مصعب بن الزبير"، ونقل البطريرك "إغناطيوس يعقوب الثالث" أن "دير الزور" تعني "الدير الصغير"، ونقل بعضهم أن "الزور" في لهجة المدينة العاميّة تعني الغابة».

جمال مدينة دير الزور

ويذكر "ياقوت الحموي": «كانت "الدير" تسمى في القرن الثالث عشر "دير الرمان" لاشتهار المدينة بهذه الثمار التي لا تزال تزرع بها إلى اليوم وإنما بدرجة أقل، أما العثمانيون فقد أسموها في القرن السادس عشر "دير الرحبة" نسبة إلى قلعة "الرحبة" التي تقع بالقرب من مدينة "الميادين"، ومع بداية القرن التاسع عشر كان اسم المدينة هو "دير الشعار" لكثرة الشعراء فيها، كما أسماها بعض الرحالة الأوروبيين الذين جازوا المدينة خلال تلك الحقبة "دير العصافير" لكثرة ما فيها من البلابل على وجه الخصوص، وأما اسم "دير الزور" فقد أطلق عليها عام 1864م أي أواخر العصر العثماني».

ويشير الباحث "علي الشعيبي" في كتابه "دير الزور ماضٍ عريق وحاضر مشرق" بالقول: «هناك العديد من الآراء حول معنى لفظة "الزور"، فذهب بعضهم للقول إنها من زئير الأسد، وقال آخرون إن لفظة "زور" من ازورار أي مال واعوّج؛ لازورار نهر "الفرات" عند موضع المدينة».

الباحث عبد القادر عياش