وجبة يومية على مائدة السحور في رمضان، تصنعها النساء في "دير الزور" بطريقة سهلة، مكوناتها: "تمر، وسمن عربي، وبيض"؛ تساعد الصائم على تحمل العطش والجوع خلال النهار.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 حزيران 2015، "سلوى المحمد" من أهالي "دير الزور"؛ التي تحدثت عن أكلة "الحنيني"، وتقول: «جرت العادة أن تقوم النساء بإعدادها في رمضان، بسبب قيمتها الغذائية العالية، فهي توفر كمية كبيرة من الطاقة للصائم، وتتكون من مواد شديدة الفائدة للجسم؛ هي السمن والبيض والتمر، حيث نقوم بوضع السمن على النار ثم نضع فيه حبات التمر المنزوعة النوى ونقوم بتحريكه حتى يصبح التمر طرياً أكثر، وبعدها نقلي معه البيض حسب الرغبة، ويقدم الطبق عند السحور ساخناً مع الشاي.

هناك من يعد "الحنيني" بالتمر والسمن العربي فقط، وفي المدة الأخيرة أضيف إليها البيض لكسر شدة الحلاوة، وتؤكل مع الخبز ويفضل الديريون خبز التنور أو خبز "الصمون"

"الحنيني" وحده كافٍ لإمداد الصائم بكل ما يحتاج إليه من غذاء، وعادة يؤكل إلى جانبه المربى والجبن، وهذان في الحقيقة يجعلان طعمه ألذ خاصةً إذا كان سيد المائدة "خبز التنور"».

الباحث خالد الحسين

تقول "مجد الشيخ" من "حي القصور": «أذكر أن والدي منذ ثلاثين عاماً، عند قدوم شهر "رمضان" كان يجلب إلى المنزل نوعين من التمور ويقول: (هذا للحنيني، وهذا للأكل)، ويكون النوع الخاص بـ"الحنيني" اسمه "معجون" حيث يتصف بالطراوة، أما اليوم وبسبب غلاء أنواع التمور فنقوم بجلب نوع واحد يلبي الغرضين».

وتضيف: «هناك من يعد "الحنيني" بالتمر والسمن العربي فقط، وفي المدة الأخيرة أضيف إليها البيض لكسر شدة الحلاوة، وتؤكل مع الخبز ويفضل الديريون خبز التنور أو خبز "الصمون"».

للرجال أيضاً رأيهم في الموضوع، فيقول "وائل الجاسم": «عندما كنا صغاراً، كان "الحنيني" وجبة سحور يومية في رمضان، حتى كنا نصفها بالإجبارية، ونطالب بالتنويع، لكن هذه المطالبات لا تلقى آذاناً مصغية عند والدتنا التي كانت بفطرتها تعرف أنه الأنسب للصائم، أما في أيامنا هذه فيزور "الحنيني" مائدتنا الرمضانية أحياناً».

ويتابع: «"الحنيني" ليس حكراً على الديريين، حيث يصنع في عدد من المحافظات، إلا أنهم يحتكرون طريقتهم الخاصة في صنعه، فقديماً كان السمن العربي أساساً في تحضير "الحنيني" وتكون كمية السمن كثيرة عليه لاعتقاد الديريين أن السمن يقطع العطش ويسد الجوع».

الدكتور يحيى العبودي

ويبيّن الباحث الاجتماعي "خالد الحسين" أن سبب تسمية هذا الطبق بـ"الحنيني" تعود إلى كونه طعاماً مريحاً للصائم؛ بمعنى أنه حنون على المعدة، ويقول: «و"الحنيني" هي وجبة يعرفها أهالي "دير الزور" ريفاً ومدينةً ولا يوجد اختلاف في تحضيرها سوى أن بعض الناس استبدلوا السمن البلدي بالسمن النباتي لكونه يناسب مرضى الكوليسترول والسكر أو من لا يحب تناول السمن البلدي».

أما الطبيب "يحيى العبودي" فيقول: «"للحنيني" دور كبير في تدعيم القيمة الغذائية لوجبة الصائم، فالسمن البلدي يحمل شحوماً وسعرات حرارية عالية لا تصرف بسرعة ويحتفظ بها الجسم طوال النهار، كما أن تناول "الحنيني" يقلل من الشعور بالعطش لعدم وجود سكريات عالية فيه».