تقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات (شامية)، وهي قريبة من مدينة "البوكمال" وسكانها كلهم من "الحسون" إلا فئة قليلة من "البوسرايا" ويسمون "الملالي" وبعض العوائل الأخرى، وسميت "بالحسرات" لانحسار نهر الفرات عنها وكذلك لحسرة المحتل الفرنسي من دخولها.

وتشتهر "الحسرات" بعادة قديمة لا تزال متوارثة بين أبنائها حتى يومنا هذا وهي "اجتماع العصر" عند بيت المختار لحل قضايا القرية.

يحيط "بالحسرات" بلدة "الغبرة"، وقرية "السيال" حيث تقع هذه البلدة بين بلدتين مرتبطتين بها ارتباطاً وثيقاً من جهة الدم والنسب والمكان والزمان، ويعتبر أهالي "الحسرات" أهل الضيافة والكرم والجود وأهل النخوة، والعرب تشتهر بكرم أهلها، خاصة إكرام الضيف والقيام بواجبه على أكمل وجه

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 15/6/2013 السيد "عبود فياض" من أهالي قرية "الحسرات" والذي تحدث بالقول: «تقع القرية على ضفاف نهر الفرات (شامية)، يبلغ عدد سكانها بحدود 25 ألف نسمة وجميعهم من عشيرة "الحسون" وفئة من "البوسرايا"، وفئة من "العويسات"، تعتمد في مصدر رزقها على الزراعة وتربية الأغنام والأبقار، وهناك شريحة كبرى من أبنائها يعيشون في الخليج العربي، وتشتهر "الحسرات" بعادة قديمة لا تزال متوارثة بين أبنائها حتى يومنا هذا، وهي "الاجتماع" بعد صلاة العصر كل يوم في ربعة المختار حيث يقدم القهوة والشاي وأحياناً الحلويات يناقشون من خلاله وضع القرية، أو حل الخلافات والمشكلات التي تقع في القرية، حيث تبقى الجلسة حتى وقت متأخر من الليل لينصرف بعدها كل واحد إلى عمله في الصباح».

الأغنام في القرية

ويضيف "فياض" بالقول:«يحيط "بالحسرات" بلدة "الغبرة"، وقرية "السيال" حيث تقع هذه البلدة بين بلدتين مرتبطتين بها ارتباطاً وثيقاً من جهة الدم والنسب والمكان والزمان، ويعتبر أهالي "الحسرات" أهل الضيافة والكرم والجود وأهل النخوة، والعرب تشتهر بكرم أهلها، خاصة إكرام الضيف والقيام بواجبه على أكمل وجه».

ويشير الباحث "عواد الجاسم" بالقول: «سميت "الحسرات" لانحسار نهر الفرات عن القرية وهناك رواية أخرى عن سبب تسميتها لحسرة الاحتلال الفرنسي الدخول إليها ولذلك سميت "الحسرات"، وهناك قصيدة تقول فيها (الحسرات ما ظبها نجيمان ولا داسها الروم بسلاح) ونجيمان ضابط فرنسي، وتمتاز "الحسرات" بجمال الطبيعة وطيبة أهلها وتعاملهم بعفوية وبساطة، وأهل "الحسرات" هم من "البوحمودي" أحـد أفـخاذ عشيرة "الحسون"، ويقال لهم "البوحمودي" نسبة إلى حمود الحسون السليمان الحمود الجمال (البوكمال) الغنام العلي السالم الصهيب، والبوحمودي يتفرعون ألى أفخاذ كثيرة منها "العساجرة" و"الشلال" و"العلاوش" و"المخاميش" و"الحجاج" وهــذه أغلب الأفــخــاذ من البوحمودي الموجودة في "الحسرات"، وهي بلدة من بلدات مدينة "البوكمال" الجميلة وتشتهر بالكرم وطيب الضيافة وتبعد عن المدينة حوالي 18 كليو متراً وعدد سكانها يفوق 25 ألف نسمة، وللـبـوحمودي دور كبير في مقاومة المحتل الفرنسي وقبله الانجليزي والعثماني حيث سطر أروع البطولات في مقاومة المحتل».

الحسرات على الخارطة والمحددة باللون الاحمر

وأضاف "عواد" بالقول: «في "الحسرات" عدد من كبار السن الذين تجاوزوا 100 عام لأنهم محافظين على نمط معين من الأكل "كالسمن العربي والحليب والتمور، وغيرها.. وهم يمثلون بركة القرية وتاريخها المحفوظ في ذاكرتهم، وهناك الكثير من الشعراء منهم من توفاه الله ومنهم من هو على قيد الحياة ومنهم شاعرها "متعب الخلف" وله عدة قصائد في النصر أثناء الاحتلال الفرنسي».