يعتبر شارع "التكايا"، من أقدم شوارع مدينة "دير الزور"، ويقع بالتوازي مع الشارع العام من الجهة الجنوبية، ويمتد من موقف "شواخ" شرقاً حتى قرنة "جعفر" غرباً، ويكتسب هذا الشارع أهمية كبيرة نظراً لموقعه المتوسط، والذي يربط أربعة أحياء مع بعضها بعضاً وهي: "الحميدية"، و"علي بك"، و"الجبيلة"،و "الرشدية"، إضافة إلى المعالم الأثرية والدينية التي يضمها، والتي سنتعرف عليها من خلال مجموعة اللقاءات التي أجراها موقعeDeiralzor مع ساكني هذا الشارع وأصحاب الشأن.

وكانت البداية مع الشيخ "إياد النقشبندي" مدير أوقاف "دير الزور" ومفتي المحافظة الأسبق، والذي حدثنا عن أهم المعالم الثقافية والأثرية وأسباب تسمية الشارع باسم "التكايا" قائلاً:

من الشخصيات المشهورة في هذا الحي "أم وجيه" وهي من النساء الأوائل التي افتتحت محل بقالة لتؤمن عيش أولادها، كما افتتح في هذا الحي محل لبيع الأسطوانات والأشرطة الغنائية اسمه تسجيلات "النظائر" لصاحبه "جاسم الحديدي" وهو من أوائل المحلات التي افتتحت في مدينة "دير الزور"، ويوجد في بداية الشارع من جهة الشرق موقف نقل داخلي يعرف باسم "موقف شواخ" نسبة لعائلة "شواخ" التي كانت تسكن أمام هذا الموقف. ويضم الشارع اليوم على امتداد جانبيه محال تجارية لمختلف المهن والحرف، وبدأت تطغى على الشارع في هذه الأيام محال الألبسة

«سمي بهذا الاسم نسبة "للتكايا" –المساجد- الموجودة فيه، حيث يضم الشارع تكية الشيخ "ويس النقشبندي"، والتي تم بناؤها قبل عام 1885 من قبل الشيخ "أحمد العزي النقشبندي الكبير"، ثم أعاد بناءها أيضاً، في بداية القرن العشرين ما بين عامي 1900- 1905.

تكية الشيخ عبدالله

تبلغ مساحتها 562 م2، جدرانها من الحجر الكلسي البلدي المقطع، مع مادة الربط "الجص الأسود"، في حين بنيت القباب من حجر السهل البلدي المتساوي الحجم، و"الجص الأسود" البلدي أيضاً، أما الأعمدة فهي على شكل أميال رخامية، تعلوها تيجان منحوتة على شكل وريقات شجر جميلة ومهذبة، وللحرم بوابة شمالية تطل على باحة المسجد والتي ضُمت إلى المسجد لاحقاً لضيق المكان، وله من الجهة الغربية بوابتان تطلان على إيوان، ثم يليه من الغرب أيضاً غرفتان إحداهما الديوان للدرس والذكر.

أما مئذنة المسجد فهي تتوضع بمسقطها المربع على الضلع الشرقي بجوار البوابة الرئيسية.

حديقة الوحدة.

وقد قدمت هذه المئذنة وثلاث أخرى على نفس الطراز في المدينة، هدية من السلطان "عبد الحميد"، وتتألف المئذنة من قاعدة مربعة تماماً في الضلع الغربي، ويتم الصعود إليها بدرج دائري داخلي حجري من أصل بناء المئذنة، وجميع أحجار المئذنة من الكلس الأصفر.

هذا وقد اعتمدت تكية "النقشبندي" الكبير موقعاً أثرياً إسلامياً بمدينة "دير الزور"».

تكية الشيخ ويس

وعن التكية الثانية الموجودة في هذا الشارع تابع "النقشبندي" حديثه قائلاً:

«يوجد في هذا الشارع أيضاً تكية الشيخ "أحمد النقشبندي" الصغير، وقد بنيت عام 1906 عدا المئذنة التي تم بناؤها مؤخراً في عام 1978، وتقع شرقي تكية "النقشبندي" الكبير على بعد ثلاثمئة متر تقريباً عن التكية الأولى، جدارها القبلي يطل على شارع "التكايا" والجدار الشرقي يطل على شارع فرعي.

وهي تشابه تكية "النقشبندي" الكبير من حيث نموذج القباب والأعمدة والغرف والصالة، وبناؤها من الحجر الكلسي والسهل مع الجص البلدي، يحتوي الحرم على محراب ومنبر ويحتوي العقار على ثلاث غرف يوجد في إحداها قبر الشيخ "أحمد النقشبندي" الصغير.

كما يوجد فيها إيوان وفسحة لأداء الصلاة ودرج حجري للطابق الأول المؤلف من غرفتين وصالة.

وقد اعتمدت التكية من الأماكن الأثرية الإسلامية في المحافظة عام 2004 عدا المئذنة».

كما التقى الموقع الباحث "مازن شاهين" عضو لجنة جمع التراث "بدير الزور"، والذي حدثنا عن معالم هذا الشارع قائلاً:

«يضم الشارع أول ثانوية للبنات كانت تسمى "البنات الأولى"، ويعود تاريخ إحداثها إلى العام 1924، ولعبت هذه الثانوية دوراً كبيراً في تخريج أجيال كثيرة دارسة ومثقفة، أثرت كثيراً في الحياة الاجتماعية، وقد تحولت المدرسة فيما بعد إلى ابتدائية ثم أصبحت حالياً تعرف باسم إعدادية الشهيد "مصطفى الأمين"، ويوجد في الجهة الشرقية من هذا الشارع حديقة "الشيخ ياسين"، والتي تقع على مساحة عشرة دونمات تقريباً، وتحوي مساحات خضراء وأشجار حراجية متنوعة، وخصص قسم منها لألعاب الأطفال، أطلق عليها في عام 1958 تسمية حديقة "الوحدة"، نسبة للوحدة التي كانت قائمة بين "سورية" و"مصر"، وفي الجهة المقابلة للحديقة يقع نادي "الاخوة" الرياضي والذي تعود ملكيته لعائلة من أصل "تركي"، وقد أعيد بناء هذا النادي وبات اليوم يعرف باسم نادي "اليقطة" الرياضي، يتألف من ملعب يستخدم لألعاب اليد والقدم والسلة، وقد خصصت واجهته المطلة على شارع "التكايا" بعدد من المحال التجارية يعود ريعها للنادي، كما أقيم في الطابق الثاني مقهى ومحال تجارية أيضاً».

كما التقينا الحاج "عبد العزيز المصطفى" مختار حي "علي بك" الأسبق والذي حدثنا قائلاً:

«من الشخصيات المشهورة في هذا الحي "أم وجيه" وهي من النساء الأوائل التي افتتحت محل بقالة لتؤمن عيش أولادها، كما افتتح في هذا الحي محل لبيع الأسطوانات والأشرطة الغنائية اسمه تسجيلات "النظائر" لصاحبه "جاسم الحديدي" وهو من أوائل المحلات التي افتتحت في مدينة "دير الزور"، ويوجد في بداية الشارع من جهة الشرق موقف نقل داخلي يعرف باسم "موقف شواخ" نسبة لعائلة "شواخ" التي كانت تسكن أمام هذا الموقف.

ويضم الشارع اليوم على امتداد جانبيه محال تجارية لمختلف المهن والحرف، وبدأت تطغى على الشارع في هذه الأيام محال الألبسة».