ارتوى الفراتي من ماء "الفرات" وروى الزرع والضرع منذ الأزل بطرق شتى مطورا أدواته من دلاء جلدية، وجرار فخارية يملؤها بنفسه ويفرغها في ساقية أرضه، إلى أن استعان بدواب الأرض مخترعا (الكرد أو الجرد) أو النصبة التي طورها لاحقا للغراف إلى أن وصل إلى النواعير التي يدورها الماء.

وللتعرف على الأدوات التي استخدمها "الفراتي" في نقل المياه من النهر ليستخدمها في كافة احتياجاته التقى موقع eDeiralzor بتاريخ 27/12/2011 الباحث "نوري علاوي" الذي حدثنا عن تلك الأنواع قائلاً: «بداية استخدم "الفراتي" الكرد أو النصبة وجمعها "كرود" عبارة عن أخشاب تنصب على شاطئ "الفرات"، ويركب عليها دلو يجر بواسطة الثيران أو البغال والدلو يحمل الماء من النهر، وبعد صعوده لسوية الأرض يصب ماءه في حوض ومنه يجري الماء في ساقية إلى المزروعات وإما أن يكون \الكرد\ ببكرة واحدة أو ببكرتين أو بثلاث بكرات».

عندما يمشي بغل الغراف تدور معه الشمعة التي يحركها القوس فتتبعها البكرة ويتبعها الشلبك وعليه دلال (سطول) الخشب والتوتياء معلقة بعضها ببعض كل سطل يتسع نحو 8 ل وعددها يتراوح بين /32/ إلى /48/ تصب ماءها في حوض موضوع في خلوة الشلبك ويجري منه في ساقية إلى الأراضي المزروعة

أما عن أقسام النصبة قال "علاوي": «النصبة وهي عبارة عن جسر وبدن شجرة التوت طولها 3م، وسمكها25سم عددها أكثر من 3 تركز هذه النصبات على الجرف بصورة مائلة 45درجة عن حافة النهر والنصبات تكون على عدد البكرات أما الدواكير فهي أخشاب انقص ثخنا واقل طولا من النصبات وظيفتها سند النصبات واحدة في اليمين والثانية في اليسار وثالثها الشمعة وهي ميل البكرة طولها ذراع تقريبا وقطرها 5سم تستند أطرافها على حافتي النصبات العليا وهناك الدلو والذي يكون عبارة عن قربة من جلد البقر سعته نحو 100 لتر له فتحتان العليا مستديرة بقطر 50سم، والسفلية قطرها 15سم الأولى لغرف الماء من النهر والثانية لتفريغ الماء في الحوض الذي يساق منه الماء لسقي المزروعات».

الباحث الاجتماعي نوري علاوي

وأضاف "علاوي" بالقول: «وهناك أيضاً الطماس وهو عبارة عن خشبتين متصالبتين تربطان بفم الدلو حتى لا يطبق على بعضه ويربط بالطماس العونة أي الحبل، أما الشاروفة فهي شريط معمول من جلد البقر اقصر من حبل العونات بمتر طرفه الأول مربوط بالثور والثاني مربوط بالدلو من الأسفل حتى ينسكب ماء الدلو في الحوض.

الباحث "غسان رمضان" حدثنا عن "الغراف" قائلاً: «"الغراف" عبارة عن دولاب يدور فتدور معه الحياة تدور معه أمانٍ ورغبات ووعود، والبعض يسميه \دولاب\ وهو عبارة عن دوائر خشبية متشابكة ببعضها بواسطة مسننات خشبية فيها دلاء مصنوعة من الخشب والحديد، وتدار هذه البكرات الخشبية بقوة الحيوان».

النصبة إحدى وسائل نقل الماء

وللتعرف على أقسام "الغراف" قال رمضان: «أولها "الشلبك" وهو عبارة عن دائرتين خشب بقطر 2م تربطهما قطع خشبية بطول 50سم وقطر 4سم تسمى \جوادات\ ويركب فيها الدلاء الخشبية، وهناك جبة وهي بدن شجرة توت طولها نحو 4م وسمكها 40سم وتكون قاعدة للشمعة، أما البكرة فهي دائرتان مفترقتان من خشب التوت بقطر متر ونصف يثبت على محيطها أصابع من خشب التوت \دندانات\ مربعة طول كل منها 15سم وقطرها 5سم، وهناك الشمعة وهي خشبة من بدن التوت مربعة الشكل طولها متران ونصف وعرضها 40سم برأسيها ميلين حديديين يسمى كل منهما قطب».

وأضاف "رمضان" بالقول: «ومن أقسام الغراف الجايز وهي أخشاب لارتكاز أقسام الغراف على طرفي البئر، أما القوس وهو عبارة عن خشبة طولها 3م تدخل في الشمعة ويربط بها بغل الغراف أما بئر الغراف فيحفر له دون مستوى الماء ويبنى من حجارة الكلس الفراتي بشكل دائري فيه فتحة جهة النهر تتصل بالنهر بساقية تسمى \راط \ ويركب على البئر دائرة الشلبك».

الباحث غسان رمضان

وشرح "رمضان" عن حركة الغراف قائلاً: «عندما يمشي بغل الغراف تدور معه الشمعة التي يحركها القوس فتتبعها البكرة ويتبعها الشلبك وعليه دلال (سطول) الخشب والتوتياء معلقة بعضها ببعض كل سطل يتسع نحو 8 ل وعددها يتراوح بين /32/ إلى /48/ تصب ماءها في حوض موضوع في خلوة الشلبك ويجري منه في ساقية إلى الأراضي المزروعة».

كان النجارون في الدير يعملون الغراريف لحسابهم ويعطونها لأصحاب الأرض مقابل بضعا من المحصول، ولبعضهم عدة غراريف، وكان هناك/86/ غرافا في الدير عام /1922/ و/31/ ناعورة على الخابور، وهذه الوسائط في الري تسقي أراض تبعد عن شاطئ النهر مسافة تتراوح بين 50 -400 م لا غير.