تميزت أسوار "صالحية البوكمال" بأنها بنيت لتلائم التضاريس المحيطة بالموقع من هضبة وصحراء معاً، و"الفرات" الذي يجري من تحتها، ما دفع "نيكاتور" مؤسسها إلى إحاطة المدينة بسور ضخم ليضمن قوتها وليحميها من الأخطار.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3/11/2013 رئيس دائرة الآثار في "دير الزور" السيد "يعرب العبد الله" الذي تحدث عن أسوار "صالحية البوكمال" وقال: «من خلال الدراسة الأثرية والتحليلية للأسوار في "دوا أوروبوس" أو ما يعرف بـ"صالحية البوكمال" نجد أنه تم استخدام الحجر المحلي من الموقع نفسه لتشييد الجدران وهي من النوع الجبسي، كما دلت الدراسة بأن التشييد كان يتم بشكل أفقي أي بناء مسافة (4-5) أمتار يتم رفعها إلى المستوى المطلوب ثم يتم تشييد الجدار المجاور، وما يميز الأسوار الإغريقية بأنهم استفادوا كثيراً من الإيجابيات الدفاعية للموقع وعليه كان يتم إلغاء الأبراج أو الاستغناء عنها إذا كان جدار السور مشيداً على كتف الوادي وبالتالي فالجدار بعيد عن متناول آلات العدو، لذلك كان الخطر الذي يهدد الجدران قليلاً، أما البوابات وخاصة الرئيسية منها فكان يتم تدعيمها ببرجين مجاورين للمدخل وبتجهيزات يكبر حجمها بالمقارنة مع باقي الأبراج وذلك لحماية المدخل الذي يعتبر نقطة ضعف في الأسوار لذلك تم الاهتمام بالأبراج المجاورة بضخامتها من الناحية الدفاعية ومن ناحية جمالية تعطي هيبة وعظمة للمدينة».

من الميزات التي نجدها في الأسوار الإغريقية هي الأبراج فقد تم تشييد الأبراج الداعمة للجدران وتم تشييدها بشكل متداخل مع السور أي إن البرج مشيد داخل السور إلى خارجه، كما تم تزويد هذه الأبراج بالفتحات والأبواب اللازمة كمرامي السهام وغيرها ومداخل وسلالم لدخول الجنود وخروجهم وصعودهم إلى أعالي البرج والجدران المزودة بالفتحات الدفاعية لرمي السهام والمجانيق وغيرها

وأضاف :«أهم ما ميز عمارة الأسوار في "دورا أوروبوس" أنها تتبع التضاريس الطبوغرافية للموقع، فكانت الجدران تشيد على الأطراف التي تفصل بين الهضبة والوادي ولا تشيد هذه الجدران أبداً ضمن الوديان ما يشكل نقطة ضعف لها، كما تم تشييد الجدران وفق نمط معين في الأسوار الهلنستية أو الإغريقية فنجد ثلاثة أنماط من الجدران:‏ الأول الجدران المشيدة بالحجارة المضلعة، التي تبنى من الحجارة القاسية جداً التي يتم جمعها من السطح مباشرة دون أي عمليات استخراج، فقط تحتاج إلى بعض النحت، أما النوع الثاني فهو الجدار الكتلة: وهو الجدار الذي يشيد بالاستعانة بالحجارة الكلسية الطرية التي يتم نحتها بشكل متشابه من حيث الأبعاد والأحجام ويتم رصفها فوق بعضها بعضاً وفق نظام محدد ترصف فيه الحجارة بشكل طولاني في المدماك الأول ثم بشكل عرضاني في المدماك الذي يليه، وفي هذا النمط نجد أنهم استخدموا الحجارة الكلسية الطرية التي يسهل نحتها واستخراجها ونقلها من المقالع إلى أماكن البناء ثم تم نحتها بشكل متشابه، والثالث هو الجدار الصندوق: وهو يشيد بشكل تأخذ جدرانه شكل مربعات فارغة تملأ بالحشوة الطينية مع الحجارة، وفي هذا النمط يشيد الجدار بشكل تتناوب فيه الحجارة الطولانية أو المربعة في نفس المدماك حيث نجد حجرة طولانية تليها حجرة مربعة ثم طولانية يقابلها في الطرف الثاني الترتيب نفسه مما يشكل الصندوق الذي يملأ بالحشوة».

خبير الآثار "عمار كمور"

أما الباحث "عبد القادر عياش" فقد أشار في مجلة "صوت الفرات" إلى أن "دورا أوروبوس" تعتبر أحد المدن الإغريقية في "سورية"، لكون الموقع الذي يبعد عن "دير الزور" /85/ كم، يتمتع بمركز استراتيجي واقتصادي وجغرافي، ما دفع الإغريق وحتى الرومان إلى الاهتمام ببناء الأسوار لكونهم جاؤوا من خارج البلاد واحتلوا هذه المنطقة فكانوا بحاجة ماسة إلى تشييد المدن والأسوار لزرع ثقافتهم وتثبيتها، ويحوي سورها الذي بناه "نيكاتور" مساحة /13/ هكتاراً فشكلت الأسوار هاجساً وأولوية مهمة في حياتهم، فاهتموا بها وتم تشييدها بالطريقة التي تضمن القوة والثبات أولاً في وجه العدو الخارجي وهم "البارثيون"، وثانياً ضد السكان المحليين».

كما تحدث الباحث "رامز علوان" عن ميزات عمارة الأسوار وقال: «من الميزات التي نجدها في الأسوار الإغريقية هي الأبراج فقد تم تشييد الأبراج الداعمة للجدران وتم تشييدها بشكل متداخل مع السور أي إن البرج مشيد داخل السور إلى خارجه، كما تم تزويد هذه الأبراج بالفتحات والأبواب اللازمة كمرامي السهام وغيرها ومداخل وسلالم لدخول الجنود وخروجهم وصعودهم إلى أعالي البرج والجدران المزودة بالفتحات الدفاعية لرمي السهام والمجانيق وغيرها».