على نهر "الفرات" تقع "دورا أوروبوس" تلك المدينة الأثرية التي بُنيت قبل 2300 سنة، فيها "باب تدمر" ممر المشاة والفرسان والقوافل في الفترة "الهلنستية"، وما له من أهمية تاريخية...

مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث "كمال الجاسر"، بتاريخ 7 شباط 2014، الذي تحدث عن "دورا أوروبوس" المدينة الأثرية و"باب تدمر" الموجود فيها، وقال: «تعد مدينة "دورا أوروبوس" مدينة "هلنستية" خالصة، دخلتها بعض الخصائص الرومانية، وعلى الرغم من ذلك عثر فيها على سويات تاريخية وأثرية سابقة لها أو متأخرة، ويمكن إجمالها بكل من: الفترة الآشورية، الفترة الهلنستية، الفترة الرومانية، الفترة البارثية، الفترة الإسلامية».

تعد مدينة "دورا أوروبوس" مدينة "هلنستية" خالصة، دخلتها بعض الخصائص الرومانية، وعلى الرغم من ذلك عثر فيها على سويات تاريخية وأثرية سابقة لها أو متأخرة، ويمكن إجمالها بكل من: الفترة الآشورية، الفترة الهلنستية، الفترة الرومانية، الفترة البارثية، الفترة الإسلامية

ويتابع: «أما "باب تدمر" فيمثل صرحاً عظيماً كان يمر عبره المشاة والفرسان والقوافل في الفترة "الهلنستية"، أما في الفترة "البارثية" فقد أصبح مجرد مكان للعبور، وبذلك فقَدَ الباب أهميته إلى أن دُمر جزئياً في القرن الثالث الميلادي أي نحو 235م إثر الحروب الساسانية والرومانية، ويتميز "باب تدمر" هذا المبنى الضخم بمخطط مربع الشكل تقريباً طول ضلعه نحو 23م، ويقع مدخله على محور واحد مع برجين ويمتد هذا المحور من الشرق إلى الغرب محدداً ممر الشارع، ويضم المبنى مدخلين مقببين يبلغ عرضهما نحو 5م، ويتجاوز علو عتبتيهما 80سم».

باب تدمر

"باب تدمر" مكان يختصر العالم والثقافات؛ هذا ما تحدث به الباحث الأثري "ياسر شوحان"، ويقول: «بنيت مدينة "دورا أوروبوس" عام 300 قبل الميلاد، وتُعد "بوابة تدمر" البوابة الرئيسة للمدينة، وتقابل تماماً بوابة أخرى تدعى بوابة "دورا أوروبوس"، وعند هذه البوابة جرت معركة ظهرت دلائلها عام 2004، والموقع عبارة عن مكان يختصر تاريخ العالم كله حيث إن الرومان كانوا يجندون المرتزقة من بلاد الغال والقبائل الجرمانية ومنطقة حوض المتوسط، بينما كان الفرس يجندون المرتزقة من شمال إيران وغربها وجنوب هضبة التيبت، وكان لزاماً على المرتزقة أن يأتوا بأسلحتهم الخاصة التي يملكونها، وعندما دارت المعركة وحطت رحالها واندثرت البقايا أظهرت التنقيبات الأثرية أسلحة من كل ثقافات العالم، وألبسة تخص مناطق مختلفة من العالم أيضاً، وهذا دليل على توسط وأهمية "دورا" في العالم القديم، موضحاً أنه تم ترميم البوابة عام 2002».

الجدير بالذكر، أن مدينة "دورا أوروبوس" الأثرية تقع على الضفة اليمنى لنهر "الفرات"، وتبعد عن مدينة "دير الزور" 90كم، وعن مدينة "البوكمال" 40كم، وكانت مطمعاً لجميع أقوياء عصرها من مقدونيين وروم وفرس؛ بسبب موقعها الاستراتيجي الهام المطل على طرق القوافل التجارية، إضافة إلى ما تتميز به من دفاعات حصينة وقوية.

الباحث كمال الجاسر
الباحث ياسر شوحان