للمعابد في مدينة "دورا أوروبوس" الأثرية ما يميزها عن غيرها من باقي المعابد القديمة، فكثرة عددها الذي تجاوز 18 معبداً والخليط الديني الذي يضم الوثني والمسيحي واليهودي شكلت حالة غريبة انعكست على تفاصيل المكان...

للتعرف أكثر على المعابد في مدينة "دورا أوروبوس" الأثرية وأهميتها الدينية التقت مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 11 شباط 2014، الباحثة التاريخية "سميرة زينة" التي تحدثت عن أهمية تلك المعابد الأثرية وتقول: «يتواجد في مدينة "دورا أوروبوس" 18 معبداً، منها المعبد الوثني والمسيحي واليهودي وغيرها من العبادات، لذلك كانت المدينة خليطاً من الديانات التي تعايشت مع بعضها بعضاً، ولكل من هذه المعابد طقوسه وعبادته الخاصة به، إضافة إلى العديد من الرسوم الجدارية الملونة والجميلة التي تدل بمعانيها على طريقة العبادة التي كانت تمارس، ومن هذه المعابد المميزة معبد "أتارغاتيس" الذي يقع وسط المدينة جنوبي الشارع الرئيسي وعلى بعد 400م من البوابة الرئيسية، ويلحق به بيت الكهنة ويفصله شارع صغير عن معبد "أرتميس"، ويعد من المعابد القديمة في المدينة حيث خصص لعبادة الإلهة "أتارغاتيس" الربة السورية التي توازي "أفروديت" اليونانية رمزاً للخصب والجمال، وهي المعروفة بـ"عشتار" في الشرق القديم».

وهناك أيضاً معبد "ميثرا الميثرايوم" وهو أول "ميثرايوم" ينقب في الشرق ويتميز برسومه الجدارية الجميلة المحفوظة جيداً وبنصوصه التي تقدم صورة حية عن حياة العابدين للإله "ميثرا"، وعن الطابع غير المألوف لهذه العبادة يماثل مخطط المعبد مخططات معابد الإله "ميثرا" المكتشفة في أماكن أخرى، والمؤلفة من قاعة رئيسية تحتوي القاعة الرئيسية مقاعد حجرية عريضة على الجانبين الطويلين للقاعة حيث يتكئ عليها المتعبدون للمشاركة في الطقوس الشعائرية، بينما يوجد وسط الجدار الخلفي كوة مقببة طلي سقفها باللون الأزرق وزين بالنجوم، أما مركزها فيشغله نقش حجري كان يغطيه في الأصل جص ملون ومذهب

وتتابع: «وهناك أيضاً معبد "ميثرا الميثرايوم" وهو أول "ميثرايوم" ينقب في الشرق ويتميز برسومه الجدارية الجميلة المحفوظة جيداً وبنصوصه التي تقدم صورة حية عن حياة العابدين للإله "ميثرا"، وعن الطابع غير المألوف لهذه العبادة يماثل مخطط المعبد مخططات معابد الإله "ميثرا" المكتشفة في أماكن أخرى، والمؤلفة من قاعة رئيسية تحتوي القاعة الرئيسية مقاعد حجرية عريضة على الجانبين الطويلين للقاعة حيث يتكئ عليها المتعبدون للمشاركة في الطقوس الشعائرية، بينما يوجد وسط الجدار الخلفي كوة مقببة طلي سقفها باللون الأزرق وزين بالنجوم، أما مركزها فيشغله نقش حجري كان يغطيه في الأصل جص ملون ومذهب».

معبد الإله بل

وتضيف: «كما عُثر في "دورا أوروبوس" على لوحات جدارية تمثل مشاهد تقديم الأضاحي في معبد "بل" الذي يقع في الزاوية الشمالية الغربية للمدينة، وهناك معبد "زيوس تيوس" الذي يحوي نفس عناصر معبد "أدونيس" المتمثلة بباحة وقاعة أمامية وقدس أقداس يتقدمه قوس فارسي النموذج وغرفة جانبية ومصليات صغيرة تتوضع كلها حول الباحة، ويحيط بكامل المعبد سور، كما تتواجد معابد تتميز بتنظيمها الخاص كمعبد "أدونيس" الذي يتميز بتنظيم خاص إلى حد ما، فهو يتألف من باحة متطاولة تنتصب الغرف الملحقة بها على طرفها الجنوبي الشرقي ويتقدم قدس الأقداس الذي تجانبه غرفتان قوس بقطر 4,75م، ويوجد وراء جداره الخلفي ممر لا يفضي إليه أي باب، وقد اقتبس المخطط العام للمعبد من معابد بلاد الرافدين باستثناء القوس المتقدم لقدس الأقداس فهو مقتبس من المعابد الفارسية المعاصرة لكنه مبني فوق قاعدة رافدية، وينتصب في الزاوية الشمالية الغربية لمعبد "أدونيس" بناء مشابه له».

تشتهر "دورا أوروبوس" بكثرة معابدها التي تمثل كافة الديانات الوثنية والتوحيدية هذا ما ذكره الدكتور "علي الشعيبي" في كتابه "دير الزور ماضٍ عريق وحاضر مشرق"، ويقول: «وهذا دليل على قدم المدينة وما سكنها من أقوام وشعوب وجدوا فيها التسامح الديني والعيش مع بعضهم بعضاً بإخاء للأديان والتقاليد رغم تخطيط المدينة على النمط اليوناني ودخول الرومان والفرس المنطقة إلا أن أغلب المعابد حافظت على نمطها الشرقي؛ فقد شيدت أساساتها بالحجارة والجص وجدرانها باللبن، ويتألف المعبد من باحة في الوسط تحيط بها مجموعة من الغرف، منها غرفة للهيكل مع صورة أو تمثال الإلهة بداخلها ومذبح لتقديم القرابين، وغالباً ما كانت الغرف تخصص للكهنة ورجال الدين، ومن هذه المعابد معبد "ازناتكونا" ويقع في الزاوية الشمالية الغربية للمدينة أنشأ عام 50 ميلادي، ووسع مرتين تبلغ أبعاده 40 - 35 متراً، وقد خصص لعبادة إله تدمر "بعل"، وعثر فيه على لوحات مرسومة بالألوان تمثل إلهة "تدمر" بلباسهم الحربي محفوظة في متحف "دمشق"، وجامعة "بيل" الأميركية، أيضاً هناك معبد "أدونتيس" ويقع في الجهة الشرقية أنشأ عام 152 ميلادي وقد كان الهيكل مزيناً بالرسوم الملونة».

سميرة زينة