وعودٌ كثيرة أطلقتها إدارة نادي "البوكمال" الرياضي قبل انطلاق الموسم الكروي الفائت، وأمنياتٌ مُزينة بورق الغار؛ أحلامٌ وردية كانت تُلقي بظلالها فوق فسحة الأمل التائه لدى أبناء هذا النادي لسنوات طويلة، فبات الوسط الرياضي مُقتنعاً بأن ناديهم تجاوز الامتحان السهل وصعد رجال كُرَتهم إلى الدرجة الثانية قبل أن يُختبَروا، وأمام حالة الأمنيات وأحلام اليقظة استفاقوا تحت سطوة صافرة الحكم ليعلن على مسمع الجميع بقاء النادي ضمن أندية الدرجة الثالثة في وقتٍ لا يزال فيه هؤلاء مبتهجين من نشوة الانتصار الذي طال انتظاره ولم يتحقق بعد.

نادي "البوكمال" الرياضي وللمرةِ الثانية يفشل في تحقيق حلمه بالهروب من مستنقع الدرجة الثالثة، لكن من كان وراء تحطيم أحلام محبي النادي؟ وما هي الأسباب الحقيقية والخفية للإخفاق المتكرر؟ أسئلةٌ كثيرة أجابنا عليها من هم الأقرب والأعرف بظروف النادي وشؤونه. فالبداية كانت مع رئيس النادي الأستاذ المحامي "محمد العلي" الذي عبّر عن حزنه الشديد لهذه النتيجة المؤسفة التي حكمت على النادي بالبقاء في مصافي الدرجة الثالثة؛ حيث قال: «كل ما رسمناه وخطّطنا له لم يكن إلا سراباً ويبدو أننا تمادينا في الحلم بعض الشيء، فقبل انطلاق الدوري أيقنّا بأننا سنصعد للدرجة الثانية بدون أدنى شك؛ لكن الواقع كان قاسياً وعلّمنا درساً في الثقة المفرطة، فإن عرضّنا أسباب هذا الفشل سنجد بأن الإدارة قدّمت كل ما بوسعها لتوفير الظروف الملائمة لّلاعبين حتى لا يكون هناك أي تقصير من جهتنا كإدارة، لكن وبكل أسف لم يظهر هؤلاء اللاعبون بالمستوى الذي كانوا يظهرون فيه أثناء التمارين اليومية، فأنا شخصياً كرئيس للنادي أُلقي اللوم على بعض اللاعبين للتقصير الذي بدَرَ منهم أثناء المباريات؛ كذلك غياب بعضهم الآخر بداعي الإصابة أثّر على أداء الفريق، وبالنهاية انتهى الدوري وبقي النادي في مكانه ضمن أندية الدرجة الثالثة ونتيجة ذلك قمنا بحل فئة الرجال والبحث والتخطيط لاستقطاب لاعبين جدد من أجل استقبال الموسم الكروي القادم بحلةٍ جديدة، ونعتبر ما حصل ليس إلا كبوة جواد ونعِد الجماهير بنتائجٍ أفضل إن شاء الله».

حتى هذه اللحظة لا أصدق بأننا سنلعب موسماً آخر في نفس الدرجة؛ فكل شيء كان يسير بشكلٍ جيد قبل انطلاق الدوري الكروي والإدارة قدّمت لنا ما نريد؛ وتعاقدت مع أفضل مدرب للإشراف على تدريبنا، لكن ما الذي حصل خلال المباريات لا أدري!! ربما يكون الاستهتار من بعض اللاعبين هو السبب المباشر؛ فالثقة العمياء بأنفسهم جعلهم يدفعون الثمن باهظاً لكن الندم الآن لا يفيد وعلى الإدارة أن تبدأ من جديد بالبحث عن أوراقٍ رابحة لإبرازها في الموسم القادم

الكابتن "عثمان الوسمي" إداري ومساعد مدرب لكرة الرجال؛ أسند أسباب فشل النادي إلى عدة أمور أبرزها عدم إخلاص اللاعبين للقميص الذي يلبسونه؛ فقد قال: «عند فشل أي نادٍ رياضي يبدأ الجميع بالتأفف من الوضع المادي وتقصير الإدارة في تأمين مستلزمات اللعبة، أما بالنسبة لنادي "البوكمال" فالجانب المادي بالتحديد لم يكن سبباً من أسباب الفشل؛ بل العكس تماماً فكل الأمور الضرورية كانت متوفرة؛ من رواتب ومكافآت ولباس وكرات وحتى أرضية الملعب تم تعشيبها قبل انطلاق الدوري، لكن عدم إخلاص بعض اللاعبين واستهتارهم داخل المستطيل الأخضر هي القشة التي قصمت ظهر البعير وعلى أثرها غرق النادي في بحر الآهات والحسرات وبقي يمنُّ النفس بالنجاح في السنة القادمة، أمرٌ آخر كان أحد أسباب الفشل وهو إخفاق الإدارة في التعاقد مع المدرب "بسام النوري" لا لأنه غير مؤهل؛ بل لأن مستواه الفني والفكري أعلى بكثير من مستوى لاعبينا الذين تم اختيارهم ليمثّلوا رياضة مدينة "البوكمال" فالكابتن "بسام" جاء بأفكار جديدة حتى يحقق نتائج إيجابية؛ لكن لم يلق من يترجم خبرته التدريبية داخل أرض الملعب، أما السبب الأخير باعتقادي فهي الأيادي الخفية التي كانت كطابور خامس للنادي وذلك بنشر أكاذيب وإثارة خلافات مفتعلة بين كوادر النادي من لاعبين وإداريين وربما نجحوا في تحقيق مآربهم».

المحامي "محمد العلي" رئيس النادي

لاعب خط وسط النادي "محمد النوار" هو الآخر اعترف بتقصير زملاءه في التعامل مع المباريات التي خاضوها؛ فقال: «حتى هذه اللحظة لا أصدق بأننا سنلعب موسماً آخر في نفس الدرجة؛ فكل شيء كان يسير بشكلٍ جيد قبل انطلاق الدوري الكروي والإدارة قدّمت لنا ما نريد؛ وتعاقدت مع أفضل مدرب للإشراف على تدريبنا، لكن ما الذي حصل خلال المباريات لا أدري!! ربما يكون الاستهتار من بعض اللاعبين هو السبب المباشر؛ فالثقة العمياء بأنفسهم جعلهم يدفعون الثمن باهظاً لكن الندم الآن لا يفيد وعلى الإدارة أن تبدأ من جديد بالبحث عن أوراقٍ رابحة لإبرازها في الموسم القادم».

"باسل العران" الحارس الأسبق للنادي وأحد محبيه، يقول: «من خلال متابعتي لأمور النادي منذ بداية الموسم الكروي لم أجد أي تقصير من جهة الإدارة ككل، انطلاقاً من رئيس النادي وانتهاءً بالأعضاء الإداريين، بل العكس؛ فقد كان واضحاً تماماً الجدية في عملهم تجاه كل الأمور التي تخدم مصلحة النادي، لكن يدٌ واحدة لا تُصفق، فمع كل التسهيلات التي قدمتها هذه الإدارة إلا أن غرور بعض اللاعبين والاستهانة بقدرات خصمهم أثناء المباريات قضت على أحلام كل من كان متفائلاً بالنجاح وأولهم الإدارة التي صُدمت بالمستوى الهزيل الذي قدمه لاعبوها».

السيد "عثمان الوسمي" إداري ومساعد مدرب لرجال كرة "البوكمال"
من إحدى مباريات النادي خلال الموسم الكروي الفائت