«المصارعة رياضة يتنافس فيها خصمان، يحاول كل منهما تثبيت كتف الآخر على بساط فوق أرضية الحلبة. ويستخدم المصارعون مناورات حركية تُسَمى المسكات، للإمساك بالخصم والسيطرة على حركات». بهذه الكلمات عرّف "لعبة المصارعة" مدرب محافظة "دير الزور" سابقاً في هذه اللعبة، السيد "أحمد خيري الحسن" الذي التقاه eSyria لإعطائنا نظرة متكاملة عن هذه اللعبة، فقال لنا:

«بداية لابد من إعطاء نظرة تاريخية عن المصارعة إذ يعود تاريخ المصارعة إلى عصور ما قبل التاريخ، فالرسوم والنقوش التي عُثر عليها في الكهوف الفرنسية- والتي ترجع إلى فترة تتراوح ما بين 15,000 و20,000 سنة خلت- تُصوِّر المصارعين في أوضاع مختلفة، وقد دخلت المصارعة ضمن الألعاب الأولمبية لأول مرة عام 708ق.م، في اليونان، وعُرِفت مصارعة "السومو" في اليابان قبل القرن الثامن الميلادي، وكانت تقام منافساتها تحت رعاية إمبراطور اليابان حتى عام 1185م، وتُعد مصارعة "السومو"- حالياً- الرياضة الشعبية اليابانية.

هناك عشر فئات من الأوزان في كل من المصارعة "الحرّة" والمصارعة الإغريقية- الرومانية. تبدأ هذه الفئات من وزن 48 كجم أو أقل، وتنتهي بفئة لا تتجاوز 130كجم. يقسَّم المشاركون داخل كل فئة عن طريق القرعة إلى مجموعتين، وتجرى المباريات داخل كل مجموعة باعتبارها دورة منفصلة، ثم يلتقي الفائزون من المجموعتين في نهائيات البطولة

تتطلب المصارعة الناجحة القوة والسرعة والتوافق والتوازن واللياقة البدنية.

المدرب أحمد الحسن

وهناك أكثر من 50 نوعا من المصارعة، ولكل نوع قواعده الخاصة، ولا تحتاج كل هذه الأنواع تثبيتا للكتف لتحقيق الفوز، ففي المصارعة اليابانية "السومو"، مثلاً يحاول المصارع طرح خصمه أرضا، أو إجباره على الخروج من دائرة يبلغ طول قطرها 4,6 أمتار

وتُعد مصارعة الهواة رياضة شائعة في كثير من البلدان في كل أرجاء العالم، وتجرى بطولاتها على المستويين القومي والدولي سنوياً، وفي دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، يتنافس المصارعون مرةً كل أربع سنوات.

المدرب نمار الشامي

ويشرف الاتحاد الدولي لمصارعة الهواة على منافسات المصارعة الدولية للهواة، وعلى الرغم من أن مصارعة الهواة معروفة تقليديا بأنها للصبية والرجال، فإن الاتحاد الدولي لمصارعة الهواة أدخل، عام 1988م، لعبة المصارعة "الحرّة" للنساء فهي بذلك حديثة العهد بالمقارنة مع مثيلتها في الرجال، وتشبه قواعد اللعب فيها القواعد الخاصة بمصارعة الرجال.

أما الأنواع الرئيسية للمصارعة: فتعد كل من المصارعة "الإغريقية- الرومانية" والمصارعة "الحرّة" أكثر أنواع المصارعة شيوعا في العالم، وأقدمها مطلقا هي المصارعة "الحرّة".

المدرب أحمد خيري مع لاعبه محمد الأحمد في إحدى مباريات بطولة الجمهورية الأخيرة للشباب والناشئين

تشبه المصارعة "الحرّة" ذلك النمط الذي كان يمارسه الإغريق القدماء. وقد تطورت أساليب المصارعة الإغريقية- الرومانية، بعد أن قام الرومان بغزو اليونان وأدخلوا تعديلات في أساليبها. وتعد المصارعة الإغريقية- الرومانية أكثر أنواع المصارعة شيوعا في كل أنحاء أوروبا، وتشمل المنافسات الدولية، بما في ذلك المنافسات الأولمبية، كلا النوعين من المصارعة.

ومعظم قواعد وإجراءات اللّعب في المصارعة هي نفسها في كلا النوعين، ويكمن الاختلاف الجوهري يبنهما في استخدام الرجلين، ففي المصارعة "الحرّة"، يستطيع المصارعون استخدام أرجلهم لتثبيت ذراعي الخصم أو رجليه أو لعرقلة أو إيقاف رجليه، أما في المصارعة الإغريقية- الرومانية، فإنه لا يسمح للمصارع بأن يهجم على رجْلَي خصمه، أو أن يستخدم رجليه هو نفسه في الهجوم، بينما يُسمح باستخدام الرجْلين في الارتكاز عليهما فقط، وبذا تصبح قوة الجزء الأعلى من الجسم ومراكز القوة هما العاملين الرئيسيين في اللعب».

وبالنسبة للأوزان التي تحدد فئات المصارعة "الحرّة" والمصارعة "الرومانية" فلخصها "الحسن" بقوله: «هناك عشر فئات من الأوزان في كل من المصارعة "الحرّة" والمصارعة الإغريقية- الرومانية.

تبدأ هذه الفئات من وزن 48 كجم أو أقل، وتنتهي بفئة لا تتجاوز 130كجم. يقسَّم المشاركون داخل كل فئة عن طريق القرعة إلى مجموعتين، وتجرى المباريات داخل كل مجموعة باعتبارها دورة منفصلة، ثم يلتقي الفائزون من المجموعتين في نهائيات البطولة».

أما قوانين وشروط اللعبة فهي كما شرحها "الحسن": «تتكون كل مباراة من جولة واحدة مدتها خمس دقائق، إذ يبدأ المصارعان الجولة وقوفا متقابليْن وجها لوجه من الركنين المتقابلين لبساط الحلبة، ويكون هذا البساط على شكل دائرة طول قطرها 9 أمتار، وتحيط بالبساط منطقة إضافية ثُمانية الحواف تُسمى منطقة الوقاية يتراوح عرضها بين 120سم و150سم، ويبلغ طول قطر السطح المركزي للحلبة سبعة أمتار، ويفصل بين هذا السطح وبين منطقة الوقاية شريط أحمر عرضه متر واحد، يُسمى منطقة السلبية.

وينبغي على الحَكَم أن يقوم بمعاينة المتصارعيْن قبل بدء التحرك، وذلك ليتحقق من أنهما يرتديان الزي المناسب. ويُحظر في المباريات الدولية للمصارعة ارتداء أغطية الرأس أو واقيات الأذن، وينبغي ألا تكون في الأحذية المستخدمة في المصارعة قطع معدنية، وعلى الحكم أن يتحقق من أن المصارعيْن لا يتخطيان منطقة البساط ويرتديان أحذية المصارعة، وعليه كذلك التأكد من أنهما لا يتصببان عرقا ولا يدهنان جسميهما بأي مادة دهنية ولا يلبسان شيئا في أيديهما وأن أظافرهما مقلمة قصيرة، وبعد أن يتصافح المصارعان، يبدأ الحَكَم الجولة.

وتنتهي الجولة عندما يحدث تثبيت للكتفين أو يتفوق أحدهما على الآخر فنيا، وبإمكان الحَكَم أن يُوقف الجولة إذا لامست إحدى أقدام المتسابقين منطقة الوقاية أو إذا تناهت المسْكة إليها. وفي هذه الحالة يجب على المصارعيْن أن يستأنفا الجولة من وسط البساط وفقا لتوجيهات الحكم، وتحكم المباراة هيئة مكونة من ثلاثة أعضاء ينبغي أن يتفق اثنان منهم- على الأقل- على أي قرار يتم اتخاذه.

أما مصارعة المحترفين فأصبحت مجرد عرض مثيرٍ ومسلٍ لجمهور المشاهدين أكثر منها رياضة، وغالبا ما تحل استعراضات إبداء البراعة محل المهارة، وتجرى معظم مباريات مصارعة المحترفين في حلقة محاطة بالحبال لها أرضية مبطنة باللباد أو المطاط الرغوي وهي مشابهة لحلقة الملاكمة، ويرتدي كثير من المصارعين ملابس غريبة شاذة، ويتخذون لأنفسهم أسماء غير مألوفة، وتجمع كثير من المباريات في العادة بين خصمين لكل واحد منهما مشجعوه ومحبوه».

كما أخذنا لمحة عن المصارعة في "دير الزور" من خلال لقائنا باللاعب "أحمد سليمان" وهو بطل من أبطال الجمهورية بالمصارعة فقد سبق أن فاز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية لفئة الأشبال، كما فاز أيضاً بالمركز الأول لفئة الناشئين عام 2008، فقال لنا: «تأسست هذه اللعبة في "دير الزور" عام 1986 على يد المدرب الوطني "عبد الكريم رحمة" بإخضاع مجموعة من المتدربين لدورة لتعريفهم بهذه اللعبة، ومن المتدربين كان "محمد عسكر" مدرب كمال الأجسام الشهير، و"نمار الشامي" الذي أصبح فيما بعد مدرباً للمصارعة، و"مالك حاج حمد" وكان في الدورة بعض الأطفال كـ"فراس الحاج حمد" مثلاً، وبعد فترة من انتهاء هذه الدورة تم تسليم مهمة التدريب للسيد "نمّار الشامي" لكون ظرفه هي الأكثر ملاءمة بين ممارسي هذه الرياضة في المحافظة، وشاركت المحافظة أول بطولة جمهورية للناشئين عام 1989، وقد خرجت المحافظة العديد من الأبطال على مستوى القطر منهم "مالك حاج حمد" و"كمال حمزة" و"بلال ميزر" و"أحمد خزام" و"هيثم السيد" و"أحمد الحسن" و"أيمن المحمد" و"عروة الدولاني" و"بشار العمر" و"مهند حمام" و"أحمد سليمان"».