اختار "صالح محمد" الموجة الصعبة فكان سباحاً للمسافات الطويلة لأنه طمح للتحدي باكراً، وكافأته البحار التي جابها، فأحرز العديد من الميداليات وأصبح بطلا آسيوياً تعرفه مياه القارة الأكبر في العالم، موقع eSyria أجرى حواراً مع البطل "صالح" للتعرف على لعبته وإنجازاته فيها:

  • حدثنا عن بداياتك واتجاهك لسباحة المسافات الطويلة؟
  • أمر عظيم لقد تمرنت معه وكنت قريباً منه دائما كي أستفيد وأهم شيء أنني رافقته في المحاولة نفسها التي نجح بها بين "قبرص" و"اللاذقية"... هو إنجاز وإعجاز بنفس الوقت

    ** «أبي كان سباحاً وهو أوّل من علمني هذه الرياضة، وبدأت التمرين في نادي "اليقظة" "بدير الزور"، ثم انتقلت إلى نادي "الوحدة" بدمشق وأصبحت أمثل المنتخب الوطني وحققت عددا من الإنجازات في تلك الفترة إلى أن انتقلت إلى نادي "المحافظة" عام /2007/».

    البطل "صالح محمد"

  • بدأتَ كسباح في المسافات القصيرة، ثم انتقلت إلى الطويلة ترى ما السبب؟
  • ** «وجدت نفسي بالمسافات الطويلة ربما لأن مستقبلها أفضل ومجال التطور والتحدي فيها أكبر، أما في القصيرة فلا يوجد مجال للتميز كثيرا، ولا يوجد إنجازات عربية فيها إلا فيما ندر».

    خلال تكريمه من السيد رئيس مجلس الوزارء المهندس "محمد ناجي عطري"

  • ماذا عن الفَرْق من حيث التمارين وطريقة خوض السباق بين المسافتين القصيرة والطويلة؟
  • ** «المسافات الطويلة تحتاج لقوة تحمل أعلى وجَلَدْ وصَبر في التمرين، صباحا من 3/4 ساعات وكذلك مساءً، بينما في المسافات القصيرة لا تتعدى ساعات التمرين يوميا /4/ ساعات، في كلتا الحالتين يحتاج السباح للخبرة والسرعة والخطط والتكتيك».

  • من هو مدربك؟ حدثنا قليلا عن الخبرة كيف تتراكم في السباحة؟
  • ** «مدربي في نادي "المحافظة" والمنتخب الوطني هو "نضال حلبي"، والخبرة يكتسبها اللاعب من الاحتكاك والمشاركات، وتوجيهات المدرب أثناء السباق تساهم في تحديد سير المتسابق وطريقة تعامله مع السرعة وتنظيم الجهد».

  • كيف تتعامل مع سباقات المسافات الطويلة مثل سباق 30 كم...؟
  • ** «من حيث الراحة في هذا السباق كما في غيره لا يوجد راحة بمعنى الكلمة، بل كل نصف ساعة يأخذ السباح غذاء خفيفا فيستلقي على ظهره ويحصل على راحة لثوان قليلة فقط حتى لا يفقد المجموعة، وهذا السباق يحتاج لتمرين قبل ثلاثة أشهر كل يوم سباحة 15/20 كم صباحا ومساء ومحاولات أسبوعية في البحر للمسافة ذاتها أو حتى لنصفها، وفيما يتعلق بالتكتيك يجب ألا يخرج السباح عن المجموعة ويتزود بالتعليمات دائما من المدرب».

  • وماذا عن الإصابات التي تحدث للسبّاحين؟
  • ** «الإصابات أثناء السباحة تؤدي أحيانا إلى الخروج من السباق نتيجة تراكم إصابات سابقة، أو تشنج مفاجئ أو نتيجة جهد أو إصابة في تمارين الحديد أو تمارين الجري، وبالمناسبة... أسوأ لحظاتي الرياضية عندما انسحبت من سباق بإيطاليا بسبب الإصابة.

  • بعد أسابيع قليلة ستسافر إلى فرنسا للإجراء معكسرات متلاحقة حدثنا عن هذه الرحلة؟
  • ** «حصلت على منحة من الاتحاد الدولي للسباحة حيث سأتدرب في فرنسا لمدة سنة و/8/ أشهر تحت أشراف الاتحاد الفرنسي ويتضمن هذا المعسكر تحضيري لأولمبياد لندن، لكن سأشارك بكل البطولات باسم بلدي سورية محليا وعالمياً».

  • ما طموحك في المدى المنظور؟
  • ** «أكيد التأهل للاولمبياد وأمثل بلدي سورية خير تمثيل».

  • ننتقل لمحور آخر في الحديث: بالنسبة لانجاز السباح البطل "فراس معلا" عندما قَطَعَ المسافة بين "قبرص" و"اللاذقية"، كيف نظرت لهذا الانجاز؟
  • ** «أمر عظيم لقد تمرنت معه وكنت قريباً منه دائما كي أستفيد وأهم شيء أنني رافقته في المحاولة نفسها التي نجح بها بين "قبرص" و"اللاذقية"... هو إنجاز وإعجاز بنفس الوقت».

  • وهل يوجد انجاز مماثل في السباحة لإنجاز "المعلا"؟
  • ** «لا يوجد سباح بالعالم قطع هذه المسافة، والبطل "فراس" لديه رقم قياسي آخر هو السباحة لمدة /24/ ساعة في مسبح، ربما هناك سباح استرالي وصل إليه، وأريد أن أخبرك بأنني كثيرا ما شعرت بالفخر عندما يهتم السباحون الأجانب بهذا الانجاز ويسألونني عن تفاصيله لمجرد علموا أني رافقته».

  • هل أصبح لديك طموح مماثل لهذه التجربة في السباحة؟
  • ** «بالتأكيد لدي هذا الطموح فمجرد ما سبحت معه تغيّر كل شيء بداخلي، أعطاني دافعاً لزيادة التمرين والتفكير بتحديات قادمة خصوصاً أن الأستاذ "فراس" عاد بعد انقطاع عن السباحة وهذه روح رياضية عالية لا يتمتع بها سوى الأبطال، وأنا عليَّ أن أصعد السلم درجة.. درجة».

    يذكر أن البطل "صالح محمد" من مواليد "دير الزور" /1986/ نال العديد من الميداليات محليا وعربيا وآسيويا وفي بطولات كأس العالم للسباحة أبرزها:

    المركز السابع على العالم عام /2006/ ضمن سلسلة كأس العالم "بدبي" مسابقة /10/ كم، كما حصل على لقب أفضل لاعب بالدورة الآسيوية عام /2008/ حيث شارك بسباقي /5/ كم و/10/ كم وحصل على ميداليتين ذهبيتين عام /2009/، وحقق المركز الخامس في بطولة العالم في "نابولي" بايطاليا مسافة /35/ كم عام /2009/، والمركز الخامس في سلسلة كأس العالم في "المكسيك" مسابقة /9/كم، ونفس المركز في "الدانمارك" /10/ كم، والسابع "بدبي" بمسابقة /10/ كم، وفي عام 2010، في الدورة الآسيوية الشاطئية ذهبية /5/ كم وفضية /10/ كم في "مسقط" في "عُمان".

    السباح والبطل العالمي "فراس معلا" تحدث عن تجربة السباح "صالح محمد" بالقول: «"صالح محمد" نجم الرياضة السورية المطلق لعام (2010) وهو البطل السوري الذي حقق ذهبية وفضية في دورة الألعاب الآسيوية وذهبية العرب وذهبية البطولة الآسيوية في سباحة المسابقات الطويلة... ولإنجازاته التي ذكرناها يستحق أن نطلق عليه لقب نجم الرياضة السورية للمرة الثانية بعد أن كان نجماً متألقاً في عام (2008). لقد كان بطلاً في أخلاقه قبل بطولاته ونجماً بإنجازاته الرياضية الوطنية التي حققتها بجدارة واستحقاق وبإنجازات لم يسبقه إليها أحد من الرياضيين السوريين ليس في مجال السباحة وإنما لمطلق الألعاب الرياضية».