نشأ في كنف أسرة رياضية تعشق لعبة كرة القدم، وبرزت موهبته في التهديف بشكل واضح مع ناديه "الفتوة"، وكان لأهدافه دور مهم في إهداء فريقه بطولة الدوري، وإنقاذه من الهبوط للدرجة الثانية في أحد المواسم الكروية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 تموز 2019، تواصلت مع المهندس "عيسى شريدة" ليتحدث عن مسيرته الرياضية، حيث يقول: «انطلاقتي كانت ضمن فرق الأحياء الشعبية بكرة القدم، وفي سن مبكرة، حيث تفتحت عيناي وأنا أشاهد في حي "الحميدية" عدداً من نجوم كرة القدم في "دير الزور"، ثمّ انتسبت إلى نادي "الفتوة" عام 1975، وشاركت معه في أول دوري لفئة الأشبال للأندية السورية، ثمّ تدرجت في كل الفئات العمرية حتى شاركت مع فريق الرجال مدة 8 سنوات متتالية، كما مثلت خلال تلك الفترة فرق "دير الزور" المدرسية والأهلية على اختلاف مراحلها».

خلال مسيرتي الكروية حدثت معي بعض الطرائف، ومنها عندما كنا نلعب مع نادي "تشرين" في ملعب نادي "جبلة"، وقتها لم يكن الملعب مسوّراً، والجمهور كان يقف على خطوط الملعب؛ انفردت بالمرمى حين راوغت الحارس "السنكري"، وعندما واجهت المرمى فوجئت بنزول أحد الجمهور ووقوفه بالمرمى، فقمت بمرواغته أيضاً ووضعت الكرة في الشباك وسط تصفيق الجمهور الذي أعجب بهذه اللقطة الجميلة

وعن الانتصارات التي حققتْها الفرقُ التي لعب لها يتابع القول: «في عام 1976 أحرزنا المركز الثاني في تجمع فئة الناشئين الذي جرى في "حلب" و"دير الزور"، وسجلت معظم أهداف "الفتوة"، وفي عام 1979 أحرزنا بطولة "سورية" لفئة الناشئين، وهذه أول بطولة رسمية يحققها نادي "الفتوة" بتاريخه، وقد أحرزت هدفاً بالمباراة النهائية، وصنعت الهدف الثاني، وفزنا بهدفين نظيفين، وفي عام 1982 عندما كان يشرف على تدريبنا المدرب "حامد ويس" الذي كان يحبني كثيراً، وقد تأخر في إشراكي في المباراة التي جمعتنا مع نادي "الكرامة"، وفور نزولي لأرض الملعب تمكنت من تسجيل أول أهداف المباراة، وكذلك أحرزت أهدافاً كثيرة في مباريات صعبة، منها على أندية "تشرين"، "الحرية" و"الاتحاد"، ومن أهم الأهداف التي سجلتها كان على فريق "بتروليم" الروماني الذي زار "سورية" في منتصف الثمانينيات، عندما قام بجولة على كافة المحافظات، ولعب عدة مباريات، حيث فاز بها على معظم الأندية السورية بنتائج كبيرة، لكن نادي "الفتوة" وقتها نجح بفرملة انتصاراته وفرض عليه التعادل في مباراة كانت جميلة، حيث سجلت هدفاً وساهمت في صناعة الهدف الثاني».

مع نادي الفتوة

ويضيف: «خلال مسيرتي الكروية حدثت معي بعض الطرائف، ومنها عندما كنا نلعب مع نادي "تشرين" في ملعب نادي "جبلة"، وقتها لم يكن الملعب مسوّراً، والجمهور كان يقف على خطوط الملعب؛ انفردت بالمرمى حين راوغت الحارس "السنكري"، وعندما واجهت المرمى فوجئت بنزول أحد الجمهور ووقوفه بالمرمى، فقمت بمرواغته أيضاً ووضعت الكرة في الشباك وسط تصفيق الجمهور الذي أعجب بهذه اللقطة الجميلة».

الدكتور "عامر جهادي" من مشجعي نادي "الفتوة" يقول عنه: «الكابتن "عيسى شريدة" لاعب استثنائي، يمتلك عبقرية نادرة في اللعب، ومهندس داخل الملعب كما هو خارجه، كان دخوله في معظم الأحيان يساهم في تغيير مجرى المباريات، والأمثلة كثيرة، ولذلك كان محبوب جماهير النادي الكثيرة حيث تعلقوا به حتى الهيام، لكنه تعرض للظلم من قبل بعض المدربين الذين لم يقدّروا موهبته ولم ينصفوه، وخلال فترة تألقه في النادي تلقى عروضاً عديدة من أندية عريقة محلية وعربية، لكنه رفضها حباً ووفاء لناديه، وقد أطلق عليه النقاد ألقاباً كثيرة منها "العبقري الكروي"، و"اللاعب المعجزة"، إضافة إلى ذلك فهو يمتلك الأخلاق العالية التي جعلت اسمه محفوراً في قلوب المحبين، وكان يشكل ظاهرة كروية لم تتكرر في تاريخ نادي "القتوة"، ولو أعطي الفرص التي يستحقها لأصبح من أبرز اللاعبين على المستوى العربي حينها».

من إحدى المباريات الجماهيرية

الإعلامي "زياد رداوي" عضو إدارة نادي "الفتوة" السابق، يقول عن الهداف "شريدة": «يجمع الكابتن "عيسى شريدة" في شخصه صفات كثيرة، منها السيرة الحسنة، والفن في اللعب والتهديف والثقافة العالية، وكان من أبرز المهاجمين الذين مروا على كرة نادي "الفتوة"، وقد لفت الأنظار منذ صغره عندما مثّل النادي بفئة الأشبال، وكانت له مساهمةٌ فعالةٌ في الحصول على أول لقب لناديه بفئة الناشئين، بعدها رُشِح لتمثيل منتخب "سورية" عن هذه الفئة، ونتيجة لتميزه نال ثقة المدرب "حامد ويس" الذي أشركه بفئة الرجال، وأثبت كفاءة عالية، كما يحفل سجله بالمساهمة في تسجيل أهداف مؤثرة في مرمى أندية "تشربن"، و"الكرامة"، و"الاتحاد"، وفي المشاركة بتحقيق نتائج كبيرة لنادي "الفتوة"، ومنها الفوز بأول لقب في بطولة كأس الجمهورية».

يذكر أن الكابتن "عيسى شريدة" من مواليد "دير الزور" 1962، يحمل شهادة الهندسة الزراعية.

الإعلامي زياد رداوي