يكتسب السفر بالقطارات السريعة أهمية خاصة لدى الكثير من المسافرين، إذ يحقق الأمان والسلامة والسفر المريح مهما كان طول المسافة والظروف الجوية .

وتحبذ العائلات السفر بين محافظات سورية بالقطارات السريعة لتحقيق أكثر من غاية، تقول السيدة عائشة وهي قادمة من حلب إلى دمشق ومعها أولادها الثلاث، مضيفة أن السفر بهذه القطارات يكون أكثر أمانا ً من البولمانات ويستطيع أفراد العائلة التحرك بسهولة ويسر ضمن القطار، كما أن القطارات تقدم الكثير من الخدمات التي لا تتوفر في الحافلات والباصات السياحية مثل وجود مطعم ومنامة ودورات مياه وأمكنة للعب الأطفال ورضاعتهم، والأهم من كل ذلك وجود مقاعد كبيرة وواسعة.

وعن أسباب رغبتها السفر بالقطارات السريعة تقول السيدة عائشة "هناك أسباب عدة تجعلني أحبذ السفر بهذه القطارات، فبالإضافة إلى ما ذكرت، فإنني لا استطيع تأمين متطلبات ثلاثة أولاد عندما أسافر بالباصات أو الحافلات مهما كانت جودتها، وهناك سبب أساس يدفع الكثير من الناس للسفر بالقطار وهو أن احتمال وقوع حوادث على الطريق يكاد يكون معدوما ً مقارنة بالحوادث التي تقع أثناء السفر بالباصات خاصة في حالات الطقس السيئ مثل الثلوج والضباب والعواصف "

وعن الفرق بين السفر بالقطار السريع ووسائل النقل الأخرى تؤكد السيدة عائشة "إن

الفرق واضح لجهة الخدمات والراحة والأمان، فالذي يجرب السفر مرة واحدة بمثل هذه القطارات فإنه سيكرر العملية في المستقبل نظراً لوجود عوامل عدة تشجع المرء على ذلك".

الطفلة شيرين : نشعر بالأمان وتوجد خدمات كثيرة

أما الأولاد فلهم كلمة أيضا في هذا الخصوص، شيرين التي كانت تتجول كما تشاء في القطار تقول "إننا نشعر بالأمان عندما نسافر بالقطارات ونجد الكثير من المتعة ونحن نتجول في القطار ونحصل على ما نريد من الخدمات من مشاهدة التلفاز وتقديم طاقم القطار الضيافة لنا ومساعدتنا في كل شيء وإعلامنا بمحطات القطار"

الطفل شادي : خدمات متعددة وفرصة لمشاهدة مناطق جديدة

أما الطفل شادي الذي كان يفضل الجلوس عند النافذة فيقول " إن السفر على خطوط السكك الحديدية يتيح لي الفرصة لمشاهدة مناطق جديدة من بلدي العزيز سورية، إضافة إلى التعرف على الناس في مثل هذه الرحلات التي تستغرق نحو خمس ساعات، إلا أنها مريحة، فلا نمّل من طول المسافة قط بسبب وجود وسائل ترفيهية وخدمات متعددة داخل القطار وتعاون الكادر مع المسافرين وكأن الجميع هنا عائلة واحدة".

السيدة عائشة : فرصة لتعرّف العائلات المسافرة على بعضها البعض

وتؤكد التجارب أن الكثير من العائلات تعرفت على بعضها البعض من خلال وجودها في العربة نفسها أو الرحلة نفسها. وفي هذا الصدد تروي السيدة عائشة أنها تعرفت عبر أولادها الصغار على عائلة من دمشق أثناء قدومها من حلب قبل ثلاث سنوات، ومنذ ذلك الحين هناك زيارات متبادلة فيما بينهم، فتقول: هذا أمر جيد يساعد المرء على بناء علاقات واسعة قائمة على الاحترام والمحبة .

واللافت للانتباه في رزمة الخدمات التي تقدمها خطوط السكك الحديدية للزبائن، أنه لدى وصولهم

إلى محطة القدم بدمشق بعد رحلة ممتعة، فهناك العديد من الحافلات بانتظارهم لتقلهم مجانا ً إلى قلب العاصمة دمشق التي تفتح ذراعيها لضيوفها لتستقبلهم بحرارة.

ومن خلال تجربتها تدعو السيدة عائشة إلى تكريس هذه الخدمة والبحث دائما ً عن أفضل السبل لتأمين راحة الزبائن، لتبقى عبارة " الحمد لله على السلامة" التي يوجهها كادر القطار للركاب عند وصول القطار إلى المحطة الأخيرة في القدم هي العنوان الأبرز للرحلات ومسك ختامها كلمة"الأمان" التي تحمل دلالات عدة في عالم السفر الذي نريده دائما ً للجميع سالما ً وممتعا.ً