خطوة جيدة وغير مسبوقة قام بها مجلس مدينة "دير الزور" بإعادة تأهيل شارع حيوي وهام بمدينة "دير الزور"، شارع "التكايا" أخذت ملامحه تتغير، فتم قشط الزفت القديم (لأول مرة في المحافظة) وإزالة الأرصفة، وتحويل الكهرباء من الأعمدة إلى التمديد الأرضي، وكذلك إلغاء "المزاريب" وتحويلها إلى نوازل مطرية كل هذه الأعمال أتت دفعة واحدة .

العمل بدأ في هذا الشارع منذ منتصف شهر تموز 2009، وكانت حالة الارتياح تعم المواطنين بهذا العمل الجديد من نوعه، إلا أنه وبمرور الوقت وبالفوضى التي عاشها أهل المنطقة، بدأت الأصوات ترتفع مطالبة الإسراع بإنجاز العمل وتحسين جودته.

الحجارة لم تأخذ حقها من الإسمنت والتثبيت ورش المياه

ولتسليط الضوء على هذه الشكوى ، قام موقع eDair-alzor بتاريخ 20أب 2009 بجولة على الشارع واستطلع بعض آراء أصحاب المحال التجارية الذين عبروا عن مجموعة من الملاحظات الميدانية:‏

تأخر تنفيذ الشارع

**المواطنون يشتكون‏

سوء تنفيذ الأرصفة

الزميل الصحفي" رياض أمين" قال:

«أشكر مجلس المدينة على هذه المبادرة الطيبة، إلّا أنه وللأسف هناك بطء شديد في العمل، فهل من المعقول أن ندخل في الأسبوع السادس من العمل، و لا زال هناك الكثير لم ينجز، فهذا الشارع هام ويعتبر عصب حيوي في المدينة، وعلى البلدية أن تراعي ذلك بزيادة عدد الورش العاملة، فقد أصبحنا نعاني من العجاج مرتين، مرة العجاج العام والثانية عجاج الأتربة التي تثيرها السيارات والمارة علينا»‏

محمد السلوم

أما التاجر "محمد السلوم" صاحب وكالة أدوات منزلية قال:

«هي خطوة مشكورة، لكننا كنا نتمنى أن يكون العمل صباحاً و مساءً، حتى لا تتعطل مصالح المواطنين وأصحاب المحال التجارية، أنا كنت أفتح الوكالة حتى يوم الجمعة، أما الآن فقد آثرت إغلاقها بسبب الأعمال الجارية، ونحن نعاني من الغبرة والعجاج وازدادت هذه المعاناة الآن (حدث ولا حرج) ناهيك عن النظافة التي ساءت بسبب العمل الجاري»‏.

يتدخل المواطن" طلعت الرباح" قائلاً:

«للأسف يبدو أن الأمر لم يخطط له جيداً، حيث كان يجب أن يكون هناك تخطيط مسبق بين الجهات المختصة من شركة كهرباء ومياه وبلدية قبل البدء بالعمل، كما أن هناك أياماً لم يجر فيها أية أعمال»‏.

أما "معاوية الساجر" من قاطنين الشارع عرض لنا جانباً من تنفيذ حجر الرديف، وأظهر لنا سوء التنفيذ قائلا:

«الحجارة لم تأخذ حقها من الإسمنت والتثبيت ورش المياه».‏

أما "جمال الطه" صاحب محل في مجمع نادي "اليقظة" يتساءل:

«أنا قمت بتأهيل الرصيف أمام محلي وكلفني ما يقارب 10 آلاف ليرة سورية، والآن قامت الورشات بتكسيرها لتعيد بناءها من جديد، فما ذنبي حتى أخسر هذه الأموال وتذهب هباءً منثوراً، ثم إنني أبيع ألبسة رياضية والغبرة تضر هذه الألبسة وتؤثر على جودتها وعلى إقبال الناس عليها، فلماذا لا يقوم صهريج البلدية برش الشارع بالمياه للتخفيف من الغبار المثار».‏

**مع رئيس مجلس المدينة‏

ولمعرفة رأي مجلس مدينة "دير الزور" قصدنا السيد "مروان الحسبات" رئيس المجلس وعرضنا عليه هذه الشكاوي فرد قائلا:

«بأن المجلس يقوم الآن بخطوات جديدة لم تعهدها المحافظة من قبل، فسابقاً كان التزفيت يقوم على قاعدة (زفت وامشي) دون مراعاة القشط وتأهيل الأرصفة، وهذا ماجعل شوارع المدينة تبدو بالشكل الحالي، وللأسف الشديد أقول: ليس لدينا شارع في "دير الزور" مؤهل بشكل جيد، لذلك قررنا إعادة تأهيل بعض الشوارع الرئيسية والحيوية هي (شارع "التكايا" الذي يتم تنفيذه حاليا ثم شارع "الانطلاق"، وبعده شارع "الرديسات")».

**ابتدأ المشوار‏

ويتابع "الحسبات" قائلا"

«تم البدء بشارع "التكايا" على الشكل التالي: قشط الزفت ووضع حجر رديف ورصيف مبلط، واعتمادنا على إمكانياتنا المتواضعة حتى نوفر مبلغاً من المال يغطي جانباً آخر من أعمال مجلس المدينة، وأثناء العمل اقترحت شركة الكهرباء أن يتم استبدال أعمدة الكهرباء بتمديدات أرضية، حتى يظهر الشارع بجمالية أكبر، إضافة إلى إلغاء المزاريب الظاهرة من الأبنية، والتي تصب في الشارع، ‏ وقمنا بمطالبة الأهالي بتحويل المزاريب إلى نوازل مطرية تصب في الصرف الصحي، وأنذرناهم بضرورة الإنجاز خلال 15 يوماً، ولكن للأسف الشديد لم يتجاوبوا معنا، مما اضطرنا إلى الكشف على الشارع وقيامنا بتبديل هذه المزاريب وتحقيق التكاليف على المواطنين»‏.

وعن التأخير في الإنجاز قال رئيس المجلس: ‏

«هناك عدة عوامل ساعدت على التأخير، منها كما ذكرت عدم تجاوب المواطنين معنا، كذلك تأخر إنجاز أعمال الكهرباء ما يقارب 27 يوماً، وإن كنا نعذر الشركة بسبب ارتباطها بعقود التنفيذ، مما دعانا إلى وضع السيد "المحافظ" بصورة الأمر، وعقدنا اجتماعاً اتفقنا فيه على إعطاء الكهرباء مهلة يومين لإنجاز أعمالهم، إذاً التأخير له ما يبرره، ولا أحد يرغب بتعطيل مصالح المواطنين».‏

وعن سوء التنفيذ الذي اشتكى منه بعض المواطنين رد "الحسبات":

«بأن هذا الكلام غير صحيح، فمجلس المدينة يقوم بأعمال بورشاته وليس هناك متعهد حتى يقال إن هناك مصلحة أو فائدة من تقليل (مونة الجبلة والإسمنت)، ولكن هناك لامبالاة من أصحاب النفوس المريضة الذين يخرِّبون العمل ويعيقونه»‏.

**عيد سعيد بشارع جديد‏

السؤال الأخير الذي توجهنا به لرئيس المجلس كان؟ هل يعيّد أهالي الشارع عيد "الفطر" وقد أنجزت الأعمال كاملة؟‏

يرد "الحسبات" بنبرة قوية:

«أنا أجزم بذلك، ستكون الأعمال منجزة قبل العيد، وسيرى المواطن عملاً يسرُّ الناظر ويكون بادرة خير لأعمال أخرى، فقد نشدد ونطالب المواطنين بالتجاوب، والتعاون مع مجلس المدينة من أجلهم أولاً وأخيراً‏».

**الكهرباء توضح‏

ولأن الكهرباء ذكرت في حديث رئيس مجلس المدينة اتصلنا بالمهندس "عامر دندل" مدير التشغيل والاستثمار في كهرباء "دير الزور" فقال:

«أن الأعمال أنجزت كاملةً، ولم يعد هناك أعمال للكهرباء، وأنه لايوجد تأخير لأننا انتهينا منها وفق المدة العقدية المحددة ولم تتسبب الشركة بأي تأخير»‏.