تعتبر محافظة "دير الزور" نقطة التقاء وعبور المحافظات الجنوبية والشمالية والساحلية وإلى القطر "العراقي" و"الجزيرة" السورية، وقد ساهم هذا الموقع في خلق ازدحام كبير في سيارات الشحن الكبيرة التي تخترق مدينة "دير الزور" ذهاباً وإياباً، وأصبح مصدر إزعاج وقلق لأهالي المناطق والشوارع التي تمر فيها هذه الشاحنات، ولتجاوز هذه المشكلة باشرت مديرية المواصلات الطرقية بتنفيذ شبكة طرقية جديدة لتسهيل عمليات النقل والعبور بين المحافظات "السورية" وتمثلت بثلاثة محاور وهي محور "دير الزور – الرقة" و"دير الزور – الحسكة" و"دير الزور – البوكمال" تم ربطها بتحويلة واحدة تسمى "تحويلة دير الزور الكبرى".

وللتعرف على مراحل تنفيذ هذه التحويلة والفوائد التي ستحققها في حال تم الانتهاء من تنفيذها التقى موقع eDeiralzor المهندس "عبد الكريم الخضر" مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في "دير الزور" والذي حدثنا قائلاً:

نعيش منذ زمن طويل في ضوضاء عارمة، ناتجة عن أبواق وزمامير الشاحنات ووحيف محركاتها الممزوج بأصوات تضارب حديد صناديقها، إضافة على الغازات السامة التي تطلقها عوادمها

«تعتبر تحويلة "دير الزور" الكبرى جزءاً من مشروع طريق عام "دير الزور – الرقة" الجديد الذي يتم تنفيذه ضمن مواصفات دولية، ويبلغ طول هذه التحويلة نحو /25/ كم، وهي مؤلفة من وصلتين الأولى بطول /8/ كم وتمتد من بداية طريق عام "دير الزور- الحسكة" الجديد عند مدخل المحافظة الشمالي حتى الضفة الشمالية لنهر "الفرات" في قرية "سفيرة"، أما الوصلة الثانية فيبلغ طولها نحو /17/ كم، وتمتد من الضفة الجنوبية لنهر "الفرات" في قرية "عياش" مروراً بالبادية "الشامية" حتى مدخل "دير الزور" الجنوبية، وسيتم الربط بين هاتين الوصلتين بواسطة جسر "الصداقة" المزمع إقامته على نهر "الفرات" بموجب الاتفاقية الموقعة بين هيئة تخطيط الدولة والحكومة "الصينية"، حيث تم رصد مبلغ عشرة ملايين دولار من قبل الحكومة "الصينية" لتمويل هذا الجسر.

أعمال التسوية

ويتم تنفيذ هذه التحويلة بمواصفات ومعايير نظامية، نظراً لطبيعة الآليات التي ستستخدم هذا الطريق الذي يتألف من مسرب وحيد بعرض /7.5/ متر لجسم الطريق، وأكتاف جانبية مزفتة بعرض ثلاثة أمتار لكل كتف، وبذلك يصبح إجمالي عرض الطريق /13.5/ متر، وتقسم الأعمال في هذه التحويلة إلى أعمال تكسير الصخور في المناطق الجبلية وأعمال الحفر والردم والتسوية ومد طبقات الحجر المكسر والمواد الحصوية ورصها ودحلها على مراحل، حتى تتناسب مع المواصفات الفنية للمشروع، وقد وصلت نسبة الإنجاز في كامل المشروع نحو /40/ بالمئة، وسيتم تنفيذ خمسة جسور على هذا الطريق، خصص جسران منها لسكة القطار، إضافة إلى تنفيذ عدد من العبارات القسطلية والإنفاق لتسهيل عبور الآليات وقطعان المواشي».

أما عن الفوائد التي ستحققها هذه التحويلة قال المهندس "الخضر":

تكسير الصخور

«ستسهم هذه التحويلة في نقل حركة الشحن والترانزيت العابر إلى خارج مدينة "دير الزور"، وبالتالي التقليل من الحوادث التي كانت تقع سابقاً، وإنهاء حالة الضجيج التي تسببها هذه الشاحنات عند مرورها في بعض شوارع المدينة، إضافة إلى سهولة معرفة الطريق الصحيح بالنسبة لسائقي هذه الشاحنات واختصار الزمن الذي كانت تستغرقه هذه الشاحنات أثناء دخولها وخروجها المدينة، أي سيصبح بإمكان القادم من "الحسكة" متابعة طريقه إلى "دمشق" دون الحاجة لدخول المدينة، وكذلك الأمر بالنسبة للقادمين من "الرقة" أو "حلب" أو "الساحل" حيث أصبح بإمكانهم متابعة طريقهم إلى "العراق" دون الحاجة لدخول المدينة».

ولمعرفة آراء المواطنين حول الفوائد التي ستحققها هذه التحويلة أجرى الموقع عدداً من اللقاءات وكانت البداية مع السيد "رامي الصالح" صاحب شركة نقل والذي قال:

تنفيذ العبارات

«لهذه التحويلة دور كبير في تسهيل عملنا، حيث نعاني في الوقت الحاضر من صعوبة دخول وخروج المدينة وبشكل خاص من تحت الجسور، لذا نضطر في كثير من الأحيان للتخفيف من حمولة الشاحنة لنتمكن من المرور من تحت الجسور».

السيد "عبد الله الحمود" أحد القاطنين في شارع "الكنامات" الذي تمر منه الشاحنات بشكل يومي قال:

«نعيش منذ زمن طويل في ضوضاء عارمة، ناتجة عن أبواق وزمامير الشاحنات ووحيف محركاتها الممزوج بأصوات تضارب حديد صناديقها، إضافة على الغازات السامة التي تطلقها عوادمها».

أما السيد "كرم الجابر" فقال:

«تؤثر هذه الشاحنات أثناء مرورها في المدينة على طبقات الزفت التي لا تتحمل أوزانها الكبيرة، لذا تشاهد هذه الشوارع تعاني الكثير من التشوهات، عدا عن الدخان الصادر عن عوادمها والحوادث التي تتسبب بها».