تشكل ثقافة الوعي المروري قضية هامة يجب إيصالها للناس بأفضل الطرق، لما في ذلك من محافظة على الأرواح والممتلكات، إضافة إلى أن التقيد بالنظام المروري يعكس الحالة الحضارية للبلد، ولتحقيق هذه الغاية السامية تعمل شركتي "الفرات" للنفط و"شل" على خلق ثقافة وعي مروري لدى أهالي "دير الزور" سواء بالريف أو بالمدينة، لذا فهي تتبع برنامج توعية يستمر طوال العام، وضمنه تقليد دأبا على إقامته منذ سنوات وبالتعاون مع فرع الهلال الأحمر في "دير الزور".

موقع eSyria زار هذه الخيمة المرورية والتقى السيد "محمد النجار" الذي أحضر عائلته كاملة إلى هذه الخيمة لتعليمهم قواعد المرور، فقال لنا: «من الضروري جداً تعليم ثقافة الوعي المروري لجميع الناس، وبالذات للأطفال في السنين المبكرة من العمر، لما لذلك من تكريس لحالة حضارية عالية المستوى، ولما فيه أيضاً من تقليل الأخطار التي من الممكن أن تقع».

نشارك كمنظمة مع شركتي النفط الداعمة في الخيمة المرورية، وعملنا هو توزيع بروشورات وبوسترات على سائقي السيارات، خارج الخيمة المرورية بالإضافة لتوعية مرورية للأطفال من خلال توزيع قصص إرشادية

المدرسة "سماح ميخا" متخصصة بالتوعية المرورية والسلامة الطرقية، في شركة الفرات للنفط، لخصت مهمة حملة التوعية هذه بقولها: «بدأ هذا المشروع منذ عشر سنوات بالتعاون بين شركتي "شل" و"الفرات للنفط"، بحيث بدأ المشروع بزيارتنا للمدارس القريبة من الطريق العام، بحيث نزور كل مدرسة مرتين في السنة، ونعطي في كل مرة محاضرة عن السلامة المرورية إضافة لمحاضرة عن التوعية البيئية، ونقوم بعد ذلك بفحص الطلاب بالمعلومات التي شرحناها لهم، ونوزع الحقائب المدرسية التي تحمل شعار الشركتين الداعمتين، بالإضافة لعلبة ألوان وأقلام مع كل حقيبة على الطلاب كمكافآت، وطبعاً مرسوم على الحقيبة بعض القواعد المرورية الهامة مثل كيفية عبور الشارع، ولبس الألوان القاتمة ليلاً، والفرق بين النسق والرتل في المسير.

المدرسة سماح ميخا

طبعاً نعطي نفس المحاضرات في فصل الصيف في معسكر طلائع البعث، بحيث نزور في العام الواحد أكثر من 220 مدرسة تعليم أساسي حلقة أولى.

ولكوننا نأتي دون نظرة مسبقة تميز بين الطلاب فهذا يعطي جميع الطلاب وبغض النظر عن مستواهم الدراسي فرصة واحدة للإجابة على أسئلتنا والتنافس فيما بينهم، وقد لاحظت أن الطلاب يستوعبون بنسبة عالية، لذا عندما اقترح علينا أن تقتصر عملية التعلم على المدرسين فقط كنت أحد المعارضين لهذه الفكرة.

المهندس عبد الحكيم الظاهر

نعتمد في شرحنا للطلبة على استخدام الوسائل التفاعلية، لإشغال كافة حواس الأطفال، كما أننا نعمل على لفت نظر الطالب من خلال التنبه عن المجهول وذلك بتعليمه استخدام كافة الحواس، مثل تنبيه الطفل للنظر يميناً ويساراً قبل عبوره للشارع».

المهندس "عبد الحكيم الظاهر" رئيس دائرة الصحة والسلامة والبيئة في حقول "شركة الفرات للنفط"، قال لنا: «عادة ما تعطي الشركات النفطية العالمية جزءاً من أرباحها كتنمية مستدامة للمجتمع الذي تعمل به، بحيث يقومون بدراسة النقاط الأكثر حاجة في المجتمع، ويقدمون المساعدة فيها، مثل إقامة المشافي كمشفى الطب الحديث في "الميادين" أو تقديم الأجهزة للمشافي المقامة كالأجهزة التي قدمت لمشفى "البوكمال"، أو إقامة البرامج الإرشادية، كبرنامج مسعف في كل بيت، أو حل مشكلة الخطر المروري التي يعاني منها القطر كله، و"دير الزور" خصوصاً، وبنسب مرتفعة جداً، فجاء برنامج التوعية المرورية بالتعاون بين شركتنا وشركة "شل" لحل هذه المشاكل، وصار عمر هذا البرنامج أكثر من عشر سنوات، فلدينا معلمة تشرح التوعية المرورية لطلاب المدارس في الريف والمدينة لتوعية التلاميذ، ومنذ فترة تم استقدام معلمة ثانية تساعد الأولى في مهمة التوعية، وتوسع البرنامج من خط الميادين ليشمل كافة مناطق المحافظة، ونقوم خلال زياراتنا للمدارس بتوزيع الحقائب المدرسية المزودة بعلب ألوان وأقلام.

الأطفال يحملون الهدايا المقدمة لهم من الحملة

ونظراً للنجاح الذي حققه هذا البرنامج فقد أصبح مهماً وضرورياً من قبل الجهات الرسمية بحيث حتى لو توقفت الشركات الداعمة عن القيام بمهمتها بتسيير المشروع، فإنها ستلزم شركات أخرى للقيام بهذه المهمة.

ومن أهم ثمار هذا البرنامج هو تراجع الحوادث المرورية كماً ونوعاً، ولدينا تحليل للحوادث المرورية بحيث نضع نقاط تعلم لتفاديها بالمستقبل، وهناك عامل زمني، وأدلة على تنفيذ خططنا».

الأستاذ "حسن العيسى" رئيس قسم سلامة الطرق في شركة الفرات للنفط، والذي شرح لنا كيف بدأ هذا المشروع من البدايات، فقال لنا: «كنا نعاني سابقاً من الطرق السيئة، ذات المواصفات غير الصحيحة، والتي أدت بدورها لكثرة الحوادث المرورية لموظفي شركتنا، الأمر الذي دفع شركتنا لأخذ الموضوع على عاتقها منذ عام 1996، وفي عام 1998 قمنا بدراسة شاملة لمختلف الحوادث لوضع قواعد وأسس لتقليل هذه الحوادث للحد الأدنى، إن لم نستطع أن نلغيها بشكل نهائي.

طبعاً منذ عام 1985 إلى اليوم وقعت في شركتنا حادثتا وفاة نتيجة انقلاب أو تدهور السيارة، وذلك لأن السائق لم يربط حزام الأمان، وأول حادث وقع عام 1989 والثاني وقع عام 2009».

الأستاذ "أحمد حداوي"، منسق الحد من المخاطر في فرع الهلال الأحمر، فرع "دير الزور" والذي بين دور المنظمة في الخيمة المرورية بالقول: «نشارك كمنظمة مع شركتي النفط الداعمة في الخيمة المرورية، وعملنا هو توزيع بروشورات وبوسترات على سائقي السيارات، خارج الخيمة المرورية بالإضافة لتوعية مرورية للأطفال من خلال توزيع قصص إرشادية».