يعدّ طريقاً دولياً يربط بين المنطقة الشمالية الشرقية والقطر العراقي بـ"دمشق"، تنتشر على أطرافه عدة قرى، وبعض المواقع الأثرية، أنشئ الطريق في ثمانينيات القرن الماضي لأهميته الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 كانون الأول 2013 السيد "محمد مروان" من أهالي "دير الزور" الذي تحدث بالقول: «أيام زمان كان السفر في "دير الزور" يتم في منطقتين: الأولى اسمها "الدخولية" والثانية تسمى "الخروجية" وهي مخصصة للسفر، أما "الدخولية" فهي تقع تحت "الطنيرة" المقابلة لحلويات "حاج أبو اللبن" في الشارع العام وهي منطقة السفر الرئيسية، بينما "الخروجية" تقع مقابل "الشرطة العسكرية" حالياً بنفس الشارع المذكور عند "الدهدوانة" بالقرب من المتحف الوطني، وهي منطقة توديع العساكر من أبناء المحافظة».

يجذب انتباهك وأنت مسافر في الطريق قطعان الأغنام التي ترعى وسط البادية، وما إن تقترب من "الشولا" حتى تشاهد الجمال تسرح على جانبي الطريق، لترسم صورة لا تفارق مخيلتك، فخلال السنوات الأخيرة شهد الطريق أعمال توسعة على جانبي الطريق وتعبيد للطريق بأكمله، حيث شيد الطريق عام 1982م من قبل شركة "دودكو"، علماً أن الطريق يبلغ طوله 467كم

وأضاف "مروان": «كان السفر يتم إلى "حلب" قبل أن يشق طريق "دمشق"، ومن هناك تتجه إلى المدينة التي تريد، ويجب عليك أن تذهب ليلاً لتتفق مع السائق على حجز موعد وليس بالضرورة أن تجد لك مكاناً، وإذا وجدت لك مكاناً في السيارة، أشرت إلى السائق عن مكان بيتك وثاني يوم يمر على البيت بعد صلاة الفجر لتتجه إلى "حلب" في رحلة أقل وقت متوقع لها 16 ساعة، وكعادة أبناء "دير الزور" يحفظون أسماء السائقين أو ألقابهم حتى عند سفرك يقال لك: "مسافر مع مين؟"».

وأشار المهندس "أديب العبودي" بالقول: «مع مطلع الثمانينيات وضع في الخدمة طريق (دير الزور- تدمر- دمشق) وكانت نتائجه سريعة وفي غاية الأهمية، حيث تمكن -وفي وقت قصير- من ربط المنطقة الشرقية بالعاصمة، ثقافياً وسياسياً وتجارياً، وهو الأمر الذي كان ضعيفاً قبل ذلك؛ بسبب بعد المسافة واللجوء إلى "حلب" للوصول إلى "دمشق"، ما كان يستغرق يوماً كاملاً أحياناً لسوء وسائط النقل حينها، ورغم هذا فإن هذا الطريق مازال ذا اتجاه واحد، ويناهز طوله 500 كم».

وأضاف: «قبل إنشاء طريق (دمشق– دير الزور) كنا ننتقل إلى المحافظات السورية عن طريق "حلب" فكان هناك الكثير من الباصات والبوسطات وسيارات التكاسي وكان إيجار التكسي قديماً 8 ليرات سورية، أما إيجار البوسطة فكان 3 ليرات، وكانت آخر رحلة تنطلق من "دير الزور" باتجاه "حلب" عند العصر، وفي نهاية عام 1979م كان هناك طريق يربط "دير الزور" بـ"تدمر" لكنه ترابي، وفي عام 1981م قامت الدولة بإكمال طريق (دير الزور– دمشق) نصفه مزفت ونصفه الآخر ترابي».

الخط الأحمر طريق (دير الزور - دمشق) من غوغل إيرث.

ومن الناحية الآثارية قال الآثاري "ياسر شوحان": «تنتشر على الطريق قرية "الضمير" التي تبعد عن "دمشق" أربعين كيلومتراً باتجاه "دير الزور"، حيث عثر فيها على مواقع أثرية تعود إلى الفترة "الرومانية" وخاصة المعبد المخصص للإله "زيوس"، كذلك توجد في الموقع أقواس يعود تاريخها إلى العصرين "البيزنطي والأموي" وهناك أكثر من سد، وأقنية رومانية تحت الأرض، ومدافن من الفترة "البيزنطية" وحمّام لم ينقب حتى الآن، وفي وسط المسافة تقع آثار "تدمر" لتمر بعدها بآثار قصر "الحير الشرقي والغربي" وسط البادية، قبل أن تصل إلى جبل "البشري" وهو مستوطنة الأمويين قديماً».

وأضاف: «يجذب انتباهك وأنت مسافر في الطريق قطعان الأغنام التي ترعى وسط البادية، وما إن تقترب من "الشولا" حتى تشاهد الجمال تسرح على جانبي الطريق، لترسم صورة لا تفارق مخيلتك، فخلال السنوات الأخيرة شهد الطريق أعمال توسعة على جانبي الطريق وتعبيد للطريق بأكمله، حيث شيد الطريق عام 1982م من قبل شركة "دودكو"، علماً أن الطريق يبلغ طوله 467كم».

مدخل "ديرالزور" من "دمشق"