دراسته لعلم النفس جعلت من موهبة الرسم التي بداخله تتحول مع تخصصه الأكاديمي إلى إبداع من نوع آخر، فانعكس على طبيعة لوحاته وأسلوبه في تعليم الأطفال فن الرسم.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 19 كانون الأول 2018، التقت الفنان التشكيلي "رامي جوهرة"، وكان الحديث التالي عن نشأته ودراسته، حيث قال: «نشأت ضمن عائلة متواضعة، وكان مقرّ عيشنا في مدينة "دمشق" نظراً لطبيعة عمل والدي فيها، وتلقيت دراستي بكامل مراحلها هناك، وكان حلمي منذ صغري أن أدخل الجامعة، وبعد نيلي الشهادة الثانوية، دخلت كلية التربية، وتخصصت في علم النفس، وتخرجت عام 2004، وتابعت تحصيلي العلمي وحصلت على شهادة الدبلوم في التأهيل التربوي من جامعة "دمشق"، ولم تكن تلك المرحلة سهلة عليَّ، لأنني كنت أعمل إلى جانب دراستي، لكي أؤمن مصاريف الجامعة بما أستطيع».

نشأت ضمن عائلة متواضعة، وكان مقرّ عيشنا في مدينة "دمشق" نظراً لطبيعة عمل والدي فيها، وتلقيت دراستي بكامل مراحلها هناك، وكان حلمي منذ صغري أن أدخل الجامعة، وبعد نيلي الشهادة الثانوية، دخلت كلية التربية، وتخصصت في علم النفس، وتخرجت عام 2004، وتابعت تحصيلي العلمي وحصلت على شهادة الدبلوم في التأهيل التربوي من جامعة "دمشق"، ولم تكن تلك المرحلة سهلة عليَّ، لأنني كنت أعمل إلى جانب دراستي، لكي أؤمن مصاريف الجامعة بما أستطيع

وعن موهبة الرسم عند "رامي جوهرة" وكيف حوّلها إلى احترافٍ، أضاف قائلاً: «حبي للرسم بدأ معي منذ طفولتي، واستمرّ خلال سنوات الدراسة بمختلف مراحلها، لكنني أحببت تعلم أصول الرسم فانتسبت إلى معهد "أدهم إسماعيل" للفنون ودرست فيه سنتين، وتخرّجت في عام 2004، بعدها أصبحت عضواً في اتحاد الفنانين التشكيليين، وشاركت في معارض عدَّة، منها: معرض "خريجي أدهم إسماعيل"، وملتقى "إهدن الدولي" في "لبنان" عام 2004، ومعارض سنوية بالمركز الثقافي بـ"مصياف"، كل هذا ساعد على اكتسابي الخبرة، إضافة إلى أنني افتتحت مع صديق لي مرسماً خاصاً لتعليم الأطفال فن الرسم».

حصة تعليمية مع الأطفال

وعن توظيف دراسته لعلم النفس في تعليم الأطفال، قال: «الأطفال بطبعهم يحتاجون إلى طريقة خاصة في التعامل معهم، وكيفية إيصال المعلومة إليهم وترسيخها في أذهانهم، لذلك أطبق عليهم طريقة تعليمية بحسب المنهج السلوكي، وذلك من خلال تكليفهم برسم موضوع مشترك، وتقسيم العمل إلى مراحل تكون قابلة للقياس والمقارنة، فإعادة تصحيح الأخطاء أمامهم تعطي تغذية راجعة للطفل، وتسهم في ترسيخ الأسلوب الصحيح، ومن خلال مشاهداتي أكتشف شخصية كل طفل على حدة، فالطفل يستخدم الرسم في التفريغ الانفعالي، وذلك يسبب حالة من الاستقرار النفسي له، وتعمل بعض الرسوم عمل الاختبارات النفسية الإسقاطية على الأطفال، فيعبِّر الطفل من خلال الشرح عن مكنوناته النفسية، ومن خلال ذلك يمكن أن أعمل مع الأهل على المساعدة في حلِ أي مشكلة يعاني منها، وقد حصلنا على نتائج جيدة في هذا الأمر، والأهالي كانوا سعيدين ومرتاحين».

أمَّا عن لوحاته وأحبُّها إلى قلبه والألوان التي يفضّلها، فيقول: «بالتأكيد كل لوحة لدى الرسام غالية على قلبه، لأنها خرجت نتيجة تأثره بشيءٍ ما حدث أمامه، ولأن عينه وروحه قد أحبَت مشهداً ما، وهذا عائدٌ إلى انفعالاته النفسية، وبالنسبة لي فإنَ لوحة شهداء مستشفى "الكندي" هي الأفضل عندي كذكرى؛ لأنني رسمتها نتيجة تأثري بتلك اللحظة الصعبة التي كانوا فيها أولئك الأبطال، وزاد على ذلك أنه بعد نشري لها على صفحتي الشخصية، قامت والدة أحد الشهداء الموجودين في اللوحة بالاتصال بي لشكري، وأحسست بشدة تأثرها باللوحة؛ فقمت بإهدائها لها شخصياً، وكانت من اللحظات الأكثر تأثيراً في نفسي، وهذا دليل على علاقة اللوحة والرسم بالانفعالات داخل نفس الإنسان. أما عن تفضيلات الألوان والطرائق عندي، فأنا أرسم بجميع الأصناف إن كان الفحم، أو الألوان الزيتية، وغيرها، لكنني أحب الرسم أكثر بالألوان المائية، فهي تحتاج إلى مهارة عالية، وأنا بطبعي أحب التحدي؛ لذلك أغلب لوحاتي أرسمها بالألوان المائية، لأنها تعبّر عما أريد إيصاله بأسلوب أقوى في اللوحة».

لوحة الشهداء هدية لأم شهيد

"باسم عباس" فنان تشكيلي يعمل مع "رامي" في ذات المرسم، وعن رأيه به قال: «تعرفت إلى "رامي جوهرة" من خلال معرض أقمته وشارك به، وقد جذبني وشدّ انتباهي أسلوب رسمه بالألوان المائية، فهي لا تحتمل الخطأ من قبل الرسام أبداً، وتحتاج إلى صبرٍ وضبط أعصاب، ولديه نقاءٌ ونظافةٌ في الألوان المستخدمة، فالرسم انعكاس لشخصية الرسام، ومن هنا نعرف شخصيته الهادئة والرصينة، وشجاعته في العمل، لأنَّ معظم الرسامين يتهربون من الرسم بالألوان المائية، وهذا ما يميّزُه عن غيره، وحتى تعليم الأطفال يحتاج إلى صبرٍ وقلبٍ محب، ولديه أسلوب مميز في الشرح مع كل طفل على حدة، وهذا كله بحاجة إلى تعبٍ وجهد، لكنه يكون سعيداً بما يقدم».

"إيمان محمد" معلمة صف وفنانة تشكيلية وزوجة "رامي جوهرة"، قالت: «هو مثال للإبداع والإصرار، فاللوحة تمثّل بالنسبة له تحدياً يجب أن يفوز به من خلال إنجازها كما يريد هو، ولا يقف أبداً عند منهجٍ أو أسلوبٍ، أو تقنيةٍ محددة، لذلك تنوَّعت لوحاته بين عدة مواضيع وتقنياتٍ مختلفة، والأهم أنه لا يبخل بنقل معرفته للآخرين أبداً. أمَّا بخصوص تعليم الأطفال، فهو يتعامل معهم بأسلوبٍ أبويّ، ويؤمن بأنَّ كلَّ طفلٍ في داخله موهبة ما ويجب اكتشافها، وأنَّ تعليم الأطفال أي نوع من أنواع الفنون كالرسم، أو الموسيقا وغيرها مكسبٌ عظيمٌ نتائجه ستقطف لاحقاً، ولديه مبدأ أنَّ الأمم ترقى بالفن».

باسم عباس فنان تشكيلي

نذكر أخيراً، أن "رامي جوهرة" من مواليد عام 1977 في قرية "بعرين" التابعة لمحافظة "حماة"، وهو أب لثلاثة أبناء.