تطويرُه الدائمُ لقدراته ومعارفه الميكانيكيّة والكهربائيّة والإلكترونيّة والبرمجيّة مكّنه من تحقيق حلمه في ابتكار آلة "CNC" والعمل المستمر على تطويرها لتصبح أكثر سرعةً ودقّةً في العمل، ومن خلالها يمكن الاستغناء عن استيراد المكنات التي قد تكلّف آلافاً من الدّولارات.

مدونةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23 تموز 2019 "سيمون أمون" ليحدثنا عن موهبته وابتكاره فقال: «في مرحلة عمريّة مبكرةٍ كانت القراءة أولى اهتماماتي، ترافق ذلك مع تفتّح موهبة النحت على الخشب، فعملت حينئذٍ على نحت بعض القطع القليلة لكنّها حملت الكثير من التّميّز، ولاحقاً عملت في مجال الدّيكور ونجارة الأثاث، وكان لعملي هذا دوره في تأمين تكلفة تجارب التّحكم الرّقمي، إلى جانب إصراري على النجاح في هذا المجال ودراستي المطوّلة عنه، والحقيقة لقد واجهني الكثير من الصّعوبات والعقبات، فمثلاً قِطعُ التحكّم تحتاج إلى درايفرات، والدرايفرات تحتاج إلى شركات عالميّة لتصنيعها كـ"توشيبا" على سبيل المثال، أمّا بلدنا فهي فقيرة نسبيّاً فيما يخصّ موضوع التّحكم الرّقمي».

في مرحلة عمريّة مبكرةٍ كانت القراءة أولى اهتماماتي، ترافق ذلك مع تفتّح موهبة النحت على الخشب، فعملت حينئذٍ على نحت بعض القطع القليلة لكنّها حملت الكثير من التّميّز، ولاحقاً عملت في مجال الدّيكور ونجارة الأثاث، وكان لعملي هذا دوره في تأمين تكلفة تجارب التّحكم الرّقمي، إلى جانب إصراري على النجاح في هذا المجال ودراستي المطوّلة عنه، والحقيقة لقد واجهني الكثير من الصّعوبات والعقبات، فمثلاً قِطعُ التحكّم تحتاج إلى درايفرات، والدرايفرات تحتاج إلى شركات عالميّة لتصنيعها كـ"توشيبا" على سبيل المثال، أمّا بلدنا فهي فقيرة نسبيّاً فيما يخصّ موضوع التّحكم الرّقمي

ويتابع قوله: «مصطلح الـ "CNC" هو اختصار Computer Numerical Control أي التّحكّم الآلي عن طريق الكمبيوتر، وفكرتي في ابتكار مكنة "CNC" هي فكرة قديمة، وكانت لي بعض المحاولات السّابقة في عمل أكثر من نموذج لها، لكنّها كانت عبارة عن محاولات فاشلة، وبمقابل كلّ فشل كان يزيد إصراري أكثر فأكثر، إلى أن تمكّنت في النّهاية من النّجاح في تحقيق حلمي الّذي لم يقف عند هذا الحدّ فقط، هي كانت البداية الّتي دفعتني فيما بعد لصناعة مكنة من الحديد ومحاور حركة من الكروم، وجميعها صمّمتها بنفسي، الحديد والمحاور والبرمجة وتوصيل الكهرباء، حتّى أصبحت قادرةً على الحفر والقص وتحريك أيّ شيء، وبإجراء بعض التّعديلات عليها سأكون قادراً على تركيب رأس ليزر للقص، أو رأس بلازما يستخدم لقص المعادن، أمّا تحديثي الأخير عليها فهو إنجاز نادر سواء على مستوى "سورية" أو حتى على مستوى البلدان المجاورة، ويتمثّل هذا الإنجاز في إمكانيّة الحفر على مقطع أسطواني من خلال المكنة التي ابتكرتها».

آلة الحفر

ويختم حديثه بالقول: «بعد أن اطّلع أكثر من أستاذ جامعي على هذا الابتكار، وهم جميعهم من المختصّين بالميكاترونيك، أبدوا إعجابهم الشّديد بالآلة، وبالأخص من ناحية أنّها لن تبقى مجرّد تجربة قمت بها، بل هي ابتكار متفرّد من نوعه، وهي قابلة للنزول إلى الأسواق بشكل فعلي، وما أودّ قوله أّنّه على مستوى العالم هناك ما هو أحدث بكثير من الآلة الّتي ابتكرتها بمجهود وإصرار فردي، لكنّنا من غير الممكن أن ننافس بلداناً وصل عمر التّحكّم الرقمي فيها إلى ما يزيد عن خمسين عاماً، لكنّ مكنتي تحمل ميّزات عدّة أهمّها تكلفتها الّتي تنخفض عن المكنات الصّينيّة مثلاً، إضافة إلى جانب إيجابي آخر وهو إمكانيّة تشغيل مختصّين في هذا المجال، وقد صنِّفت الآلة تحت بند الإبداع من قبل أكثر من أستاذ جامعي بالميكاترونيك، وستكون لها مشاركة في معرض "دمشق" الدّولي قسم "الباسل" للإبداع والاختراع».

وعنه يقول الدكتور "مصطفى دليلة" عضو الهيئة التدريسيّة في قسم هندسة الميكاترونيك بجامعة "القلمون": «تمكّن شاب مبدع كـ"سيمون" أن يسخّر ما لديه من قدرات ومعارف ميكانيكيّة وكهربائيّة وإلكترونيّة وبرمجيّة في تصميم وابتكار آلة حفر مؤتمتة متعدّدة الإحداثيّات "CNC"، وآلة الحفر هذه مدعاة للفخر، وقد كنت مرافقاً له من خلال الإنترنت ومطّلعاً على التّحديثات والتطويرات التي استطاع أن يجريها على الآلات التي صنّعها بإمكانيّاته الذّاتيّة، وفي أقل من سنة استطاع إحداث تطويرات وتعديلات رائعة على آلته، تتعلّق بالشّكل العام وسرعة الحفر ودقّته وتعقيده، واستطاع أن ينقل الصّور الملتقطة عن الهاتف الخلوي إلى ألواح الخشب أو الفايبر بدقّة رائعة، أمّا آخر تحديثاته على الآلة وتسجّل له كبراءة اختراع، فكانت تصميم آلة حفر على جسم أسطواني، وقد استطاع نقل لوحات زخرفيّة مستوية إلى أجسام اسطوانيّة بدقّة مذهلة، وهذا عمل إبداعي بكل معنى الكلمة».

ويضيف: «ما قام به "سيمون" أكبر دليل على أنّ الإبداع لا حدود له، ولا يحتاج شهادات عليا تعلّق على الجدران، وما هو مطلوب بالفعل هو البحث عن الجهة الإبداعيّة لكلّ فرد والتّركيز عليها وتطويرها، أمّا هذا الابتكار فيجب أن يعمّم في الثانويّات والمعاهد الصّناعيّة، وفي كلّيّات الهندسة في الجامعات السّورية الحكوميّة والخاصّة بدلاً من شراء مثيلاتها بل وأدنى منها في المستوى بعشرات الآلاف من الدّولارات، وأقسام هندسة الميكاترونيك بأمسّ الحاجة لآلات إنتاج مبرمجة، وهذه الأقسام تشتري آلاتٍ مبرمجةً بآلاف الدّولارات وعند أول عطل فيها تصبح بحاجة صيانة تعادل ثمنها في أحيان كثيرة».

يذكر أنّ "سيمون أمون" من مواليد "دمشق" عام 1986 مقيم في "حماة"، وهو خرّيج معهد تصميم داخلي (صناعي).