المعلّم النبيل، وصاحب النشاطات الكثيرة ضمن اختصاصه في مادة الرياضيات، ولا سيما ضمن هيئة "التميز والإبداع"، إضافة إلى سعيه الدائم لتطوير نفسه، من خلال اتباعه العديد من الدورات وحصوله على شهادات عدة منها؛ دمج التقانة والتكنولوجيا بالتعليم.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29 حزيران 2019، التقت المدرّس "سائر السامح" ليتحدث عن بداياته، فقال: «الرياضيات مادة تفعّل الفعل الصحيح بالعقل، فهي المادة التي تجعل المحاكمة عند دارسها منطقية في جميع مجالات حياته.

اتبعت عدة دورات للمناهج الحديثة والمطورة، ومنها دورة دمج التقانة والتكنولوجيا في التعليم عام 2017، وشاركت في الأولمبياد العلمي السوري المركزي لمدرّسي الرياضيات في "سورية" في هيئة "التميز والإبداع"، البرامج الأكاديمية

حبي للرياضيات بدأ منذ الطفولة؛ فقد كنت رائداً بها في المرحلة الابتدائية في المسابقات التي كانت تجريها المدارس والمنظمات الرديفة، وكبر حبي لها مع مرور الأيام حتى أصبحت هاجسي الوحيد إلى أن اخترتها كدراسة جامعية، وبهدف تدريسها كنت أفكر دائماً في كيفية إيصالها إلى الطلاب، وبأسلوب مدروس وبسيط، ولم أتخذ تدريس هذه المادة مهنة بقدر ما هي رسالة تربوية تعليمية.

في هيئة التميز والإبداع

بدأت تدريس الرياضيات مباشرة بعد التخرج في الجامعة، علماً أنني كنت أقوم بتدريس المادة كدروس خاصة عندما كنت طالباً، وتنقلت في عملي الوظيفي بين ثانويات "الحسكة" و"السلمية" حتى استقالتي بداية عام 2018، وكنت أتابع تدريس المادة في ثانوية الرواد الخاصة في "السلمية"».

ويتابع عن طرائق تسهيل وصول الرياضيات إلى الطلبة: «الانتقال من الطريقة التقليدية التلقينية إلى طريقة البحث، والحوار على الرغم من كثافة منهاجنا، لكنني أحاول قدر الإمكان إعطاء الطالب دورة في العملية التعليمية ليصل إلى مرحلة التعليم الذاتي، بإشرافي.

شهادة دمج التقانة بالتعليم

فقد عملت مدرّس رياضيات للصفوف الثانوية؛ الأول الثانوي العلمي، والثاني الثانوي العلمي، والثالث الثانوي العلمي، وقمت بتدريس مادة لغة "الباسكال" لطلاب الثانوية التجارية خلال وجودي في "الحسكة"، كما قمت بتدريب طلاب الأول الثانوي العلمي المتقدمين للأولمبياد العلمي للرياضيات للطلبة في عدة أعوام، إضافة إلى تدريس مناهج الرياضيات لطلاب كليات الهندسات، وكليات العلوم (قسم الرياضيات)، ومادة الرياضيات المتقطعة لبعض طلاب الجامعة الافتراضية السورية كدروس خاصة، ومادة الإحصاء الرياضي لبعض طلبة السنة التحضيرية للكليات الطبية من طلابي في "السلمية"، كما عملت مشرفاً على برنامج التميز والإبداع للطلاب التابع للهيئة التعليمية في المجلس الإسماعيلي لمدة ثلاث سنوات».

وعن أهم الدورات والبرامج التي تابعها بعد حصوله على الشهادة الجامعية، قال: «اتبعت عدة دورات للمناهج الحديثة والمطورة، ومنها دورة دمج التقانة والتكنولوجيا في التعليم عام 2017، وشاركت في الأولمبياد العلمي السوري المركزي لمدرّسي الرياضيات في "سورية" في هيئة "التميز والإبداع"، البرامج الأكاديمية».

وعن مشاريعه المستقبلية يتابع: «أهم مشروع الوصول بالطالب إلى الاكتفاء بما تعلّمه في المدرسة من دون اللجوء إلى الدروس الخصوصية، علماً أنني طوال مدة تدريس المادة، وحتى الآن لم أعطِ درساً خصوصياً لأحد طلابي، وكم أتمنى أن يستطيع كل مدرّس أن يوصل رسالته التربوية إلى الطالب بكل محبة وضمير، وتنال العملية التعليمية في "سورية" اهتماماً أكثر».

المهندسة "أماني ورد" إحدى طالبات المدرّس "سائر السامح"، قالت عنه: «هذا الإنسان الذي له الفضل الكبير بنجاحي في الهندسة المعمارية، كان معلمي في ثانوية قريتي "السعن" لمدة ثلاث سنوات، حيث أقنعني بدراسة الفرع العلمي بعد أن كان خياري الفرع الأدبي، لإيمانه بقدراتي على النجاح، وبفضله قرية صغيرة مثل قريتي كانت تخرّج سنوياً نحو أربعين مهندساً، حيث كان يجلس لساعات بعد انتهاء الحصص الدراسية والدوام المدرسي ليجيب عن تساؤلات الطلاب، واستفساراتهم فكان الأب، والأخ، والمربي الفاضل. لم يتوانَ في أي لحظة بالوقوف إلى جانب أي طالب، إنه إنسان يستحق كل الاحترام، وأنا أنسب نجاحي له».

"إسماعيل فرج" مدير ثانوية "الرواد" الخاصة، يقول: «"سائر السامح" من المدرّسين المتابعين لكل جديد ضمن اختصاصه، وسبّاق في اتباع أي دورة تعزّز خبرته بالتدريس، متميز بعطائه، صادق، وصريح، ولا يجامل في معاملته مع التلاميذ وأوليائهم، متابع متابعة ممتازة لطلابه، لا يكل، أو يتعب من التدريس،

إنساني بكل معنى الكلمة، ويستحق بجدارة لقب "المعلّم النبيل"».

يذكر، أن "سائر السامح" من مواليد مدينة "السلمية" عام 1978، حاصل على الإجازة الجامعية في الرياضيات البحتة.