مكّنته ملكاتُه ومواهبُه المتنوّعة من تحقيق طموحه في التحصيل العلمي، من شهادة الصف الخامس ثم التاسع، فدار المعلمين ثم كلية الحقوق، فكانت له بصمته في الحياة مربياً ومحامياً ورياضياً موهوباً وأديباً ومسرحياً وقائداً ناجحاً في مهامه التي أوكلت إليه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المربي "علي قنوع" بتاريخ 20 تشرين الثاني 2019 ليحدثنا عن طفولته ودراسته قائلاً: «بدأت بدراسة القرآن عام 1949 عند شيخ الكتاب الراحل "شهاب الحموي"، ثم درست الصف الأول حتى الصف الخامس في مدرسة "العروبة"، وهي آخر دفعة من شهادة الدراسة الإبتدائية التي تنتهي في الصف الخامس وهو ما يوازي امتحان الثانوية العامة للعام الدراسي 1956- 1957 ثم انتقلت للمرحلة الإعدادية في مدرسة "التجهيز" الحكومية حيث كان في "سلمية" مدرستان خاصتان هما "عقبة بن نافع" و"أبو العلاء المعري" وبما أنني كنت متفوقاً فقد سمح ذلك لي بالدراسة في مقعد حكومي صفوف السادس، السابع، الثامن والتاسع لأتخرج عام 1959- 1960 ثم التحقت بدار المعلمين العامة بـ"دمشق" ودرست لمدة ثلاث سنوات وكنا آخر دفعة من هذا النظام أيضاً».

هو الصديق والأخ ورفيق الدرب والنضال في داخل "سورية" وخارجها يتميز بالصلابة العقائدية والتصوف الفكري وعمق النظرة لا يهادن ولا يساوم وهو محارب بالفطرة، يدافع عن الفقراء وسيف في قتال المارقين وكان له باعٌ في البلاغة والشعر

ويضيف عن ممارسة التعليم قائلاً: «تم تعييني بمحافظة "الحسكة" وكان واجباً أن أدرس فيها لعام واحد، ولكنني بقيت فيها ثمان أعوام من 1963 حتى 1971 قدمت خلالها أعمالاً مسرحية ورياضية فكنت أؤلف النصوص وأخرجها ويقوم الهواة بتمثيلها من عدة مدارس على مسارح "رأس العين" والمركز الثقافي بـ"القامشلي" والمركز الثقافي بـ"المالكية" كمسرحية "المجزرة" وهي عن أيلول الأسود الذي جرى بـ"الأردن" ومسرحية "أنا بريء"، وأغان شعبية وفلكلورية ومنها المونولوج وتناولت من خلالها نقد ما كان دارجاً من عادات غريبة سيئة، وفي المجال الرياضي كنت مدرباً ولاعب كرة سلة وطائرة فقد بدأت رياضياً منذ المرحلة الابتدائية وبدأت مشاركاتي في المرحلة الإعدادية من خلال مباريات المدارس وتابعت في دار المعلمين الأنشطة الرياضية وكنت أشارك في المباريات التي كانت تقام آنذاك ولعبنا مع مدارس أخرى مثل "جودت الهاشمي" والثانوية الصناعية.

سمير علوش

وبالتعاون مع الجهات المجتمعية في "رأس العين" أنشأنا مجموعة ملاعب منها الملعب البلدي لكرة القدم وكنت مدرباً لكل الألعاب الرياضية مثل القفز بالزانة والقفز الطويل والعالي والجري، وفي إحدى سباقات الجري اختراق الضاحية والمسافات المتعددة 300،500،150 متر، وكان المشاركون نساء ورجالاً تتراوح أعدادهم ما بين 300 و500 مشارك ومشاركة من منطقة تدعى "السفح" وتقع على نهر "الخابور" وتبعد تسعة كيلومترات عن "رأس العين" ويشارك فيها المجتمع المحلي والرسمي والشعبي وكانت تقام بمناسبات وطنية، ومن الأعمال التي أشرفت وشاركت بها تعبيد طريق من "رأس العين" إلى محطة القطار، وهذا في يوم العمل الطوعي، ومن الأعمال أيضاً أسبوع القطن وكانت الغاية منه توجيه الفلاحين لتعليمهم أفضل الطرق لزراعة القطن وأهداف أخرى كالتنظيم النسائي ومكافحة الأمية وتعليم الفلاحات، وكان يشارك في ذلك مهندسون زراعيون من المحافظات لمدة أسبوع وتشارك فيه معلمات كوجوه نسائية في لجان العمل».

ويتابع عن مسيرة العطاء قائلاً: «بعد مضي ثمان سنوات، وفي عام 1971 انتقلت إلى مدينة "سلمية" كموجه في ثانوية "قتيبة" حتى عام 1975 وبعدها موجه لثانوية "علي بن أبي طالب" حتى عام 1977 وبعدها كلفت بعضوية فرع "طلائع البعث" في "حماة" رئيساً للمكتب الثقافي والمسرح والموسيقى من عام 1977 حتى عام1980 شاركت فيها بالندوات القطرية التي كانت تقام في "رأس البسيط" في "اللاذقية" لتطوير العمل التربوي، وكنت أول من اقترح ما يسمى بالنشاطات اللاصفية وهو استيعاب التلاميذ في العطل الصيفية، وكانت لنا أول تجربة بمدرسة "الهاشمية" بما يسمى النادي الصيفي وتكرر ذلك في عدة مدارس ونشاطاتنا فيها الرياضة والمطالعة والفنون بأشكالها وصناعة المجسمات العلمية وكانت هذه الأعمال نواة لما يسمى المدارس التطبيقية.

عبد الله فاضل

بعدها عدتُ لثانوية "علي بن أبي طالب" لمدة سنتين من عام 1981 حتى عام 1983 وبالوقت نفسه سجلت في كلية الحقوق بـ"دمشق" وأنهيت دراستي فيها عام 1988وبعدها ذهبت إعارة إلى "اليمن الشمالي" لعام واحد في العاصمة "صنعاء" بعدها عدت لـ"سورية" وتسلمت مديراً لمدرسة "الطالبية" حتى التقاعد عام 1992 ومارست مهنة المحاماة لمدة سنتين، ودرّست في الثانوية الزراعية مادة التربية القومية لعام 2003، ثم تركت التعليم لأعمل في الأنشطة العامة مثل عضو مجلس مدينة "سلمية" رئيس اللجنة الثقافية والاجتماعية لدورات متعددة، وفي الأحداث الدائرة التي تعرض لها وطني لبيت نداء الواجب لأعمل رئيساً لمكتب التوجيه المعنوي في مركز الدفاع الوطني في "سلمية" ورئيساً للجنة الإشراف على الواقع الخدمي والثقافي والاجتماعي طيلة فترة الحرب حتى عام 2018».

المدرس "سمير علوش" قال عن "قنوع": «هو من الرجال القلائل في زمن ندرة الرجال، إنه يمتلك العديد من المواهب، وشلال من العطاء لا ينضب، شغل المراكز الثقافية بإبداعه وهو فارس الكلمة وبعودته للأم "سلمية" شغل مراكز في نادي "الشواف" و"الحرس القومي" و"الطلائع" التي قدم لها كل شبابه ومدرسة "الطالبية" التي ظل فيها حتى تقاعده. كان الأب والأخ للعاملين ومضرب مثل للأخلاق التي كللته طيلة حياته في التربية، كما كان معلم الخط والرسم والقراءة والموسيقا والمواهب المدفونة عند أطفالنا في فن الخطابة وتدعيم اللغة العربية بورشة أطفال في مركز ثقافي "السلمية" كما ساهم في إعادة إحياء مهرجان التراث والنثر بخبرته كما أنه يقدم لذوي الشهداء المعونة والدعم النفسي».

وقال عنه المدرس "عبدلله فاضل": «هو الصديق والأخ ورفيق الدرب والنضال في داخل "سورية" وخارجها يتميز بالصلابة العقائدية والتصوف الفكري وعمق النظرة لا يهادن ولا يساوم وهو محارب بالفطرة، يدافع عن الفقراء وسيف في قتال المارقين وكان له باعٌ في البلاغة والشعر».

يذكر أنّ المربي "علي قنوع" من مواليد "سلمية" عام 1944.