بسبب شقاوته ومشاكله في طفولته، تخلى عنه والده ليعيش في كنف جدته والدة أمه "صديقة برازي"، فدرس حتى حصل على شهادتي الأدب الفرنسي والحقوق، وبعد تقاعده الوظيفي تفرغ للبحث الأدبي وخاصة في التراث الحموي، والترجمة.

مدونةُ وطن "eSyria" بتاريخ 6 كانون ثاني 2020 التقت المحامي والأديب "معتز برازي" ليحدثنا عن طفولته ودراسته قائلاً: «كان والدي مزارعاً ووالدتي معلمة إبتدائي وبيتنا بيت علم، فجدي أبو والدي "خالد باكير البرازي" كان نائباً عن "حمص" و"حماة" بمجلس "المبعوثان العثماني" وعمي "محسن البرازي" كان رئيس الوزراء الذي قتل في الانقلاب الثاني مع "حسني الزعيم"، حصلت على (السرتفيكا) في مدرسة "فوزي القاوقجي" عام 1954 وبسبب شقاوتي كان والدي الكفيف ينهال علي بالضرب، وليتخلص من متاعبي أرسلني للدراسة في مدرسة القديس "يوحنا" في "لبنان"، وكانت واسطة النقل من "حماة" إلى "بيروت" هي (الأوتومتريس) وتعني (العربة الملكة) وكان عمري أنذاك أحد عشر عاماً، عدلت شهادة (السرتفيكا) السورية إلى الفرنسية عام 1956 وتابعت الصف السادس في قرية "الخنشار" قرب "ضهور الشوير" وعدت لـ"حماة" عام 1957 لأكمل الإعدادية، وفي عام 1958 طردني والدي من البيت وتبنتني جدتي، درست وحصلت على الدرجة الأولى في الشهادة الإعدادية عام 1960 وتابعت في ثانوية "ابن رشد" عام 1963 وانتسبت لجامعة "دمشق" لكليتي الحقوق والأدب الفرنسي عام 1964 وصرت أدرّس ساعات فرنسي خارج الملاك».

تربى في مدرسة وطنية، ومع أنه سليل عائلة ثرية من الأغوات إلا أنه نشأ في مدرسة الاشتراكية، وتقلّد فيها مهمات قيادية منها مؤسسة "العمران" في "حماة" وغيرها، وهو ينشر في الدوريات الثقافية عن رجالات الوطن وعن مآثرهم وما تسعفه الذاكرة فيدخل في دهاليز حياة شخوصه مترجماً لهم ومصوراً لأعمالهم وهو ذاكرة من العبير وقلب ينبض بحب الوطن وكلماته تدخل القلب لأنها من القلب بعيداً عن الزخارف اللغوية والمعجمية وتحمل كلماته شموخ الصفصاف وهديل اليمام وعذوبة "العاصي"

ويتابع عن المهام التي أوكلت إليه قائلاً: «التحقت بالخدمة الإلزامية عام 1968 قبل أن أتخرج من الجامعة، وخضت حرب "الاستنزاف" عام 1968 حتى عام 1973 حرب "تشرين التحريرية" حيث كنت بالقطاع الشمالي قرب قرية "حضر" المجاورة لـ"جبل الشيخ" وقرية "جباتا الخشب" وبعدها بالخدمة الاحتياطية وخدمت بالقطاع الأوسط وهو "الصنمين - تل أبو الندى" وبعد التسريح تم تعييني رئيس دائرة التجزئة ضمن المؤسسة الاستهلاكية عام 1975 ثم مديراً لفرع مؤسسة "العمران" بـ"حماة" عام 1978 حتى 1980 ثم مديراً إدارياً في معمل البورسلان من عام 1980 حتى عام 1986 ثم مديراً لمطاحن "أبي الفداء" من عام 1986 حتى 1987 واستقلت من العمل الوظيفي في عام 1987 واتجهت لممارسة مهنة المحاماة واستمريت حتى عام 2012».

مهندس الميكانيك حسان عربش

وعن نشاطه الأدبي يحدثنا قائلاً: «تفرغت للبحث الأدبي بعد التقاعد والذي كنت أمارسه أثناء العمل الوظيفي، وتناولت التراث الحموي سواء الذكريات الحموية، والحياة الاجتماعية منذ أكثر من ستين عاماً أو الأعلام الحموية بزاوية أسبوعية في جريدة "الفداء"، والأعلام في سطور وتناولت 164 علماً حتى الآن ومنهم "بدوي الجبل"، "إبراهيم الشيشكلي" وهو أول نقيب للمحامين في "حماة"، "بدر الدين الحامد" شاعر العاصي، "وجيه البارودي" وهو طبيب وشاعر مشهور، "خالد باكير البرازي" الذي منع انضمام "طرابلس الغرب" إلى "إيطاليا"، "كامل حمدو باكير" من المجاهدين ضد الفرنسيين والذي أعدم في "خان رستم باشا"، "سامي الجندي" وغيرهم.

ومن الذاكرة الحموية مثلاً "الكون" وهي تراشق الحجارة بواسطة المقلاع اليدوي بين حارتين، والمهن القديمة والعادات القديمة غير المقبولة مثل تذوق اللبن بالعلبة الخشبية، والعادات الحسنة مثل شرب الماء مع فنجان القهوة وهي دلالة على عدم تناول الطعام فمن الواجب إطعامه، ومن الأبحاث الأدبية محاضرة عن "وجيه البارودي" و"نزار قباني" ومتاعب الترجمة والأخلاق والقانون. كما كنت مديراً لإحدى الجلسات الدراسية عن "أبو العلاء المعري"».

المربية وفاء السمان

مهندس الميكانيك "حسان عربش" يقول عنه: «تربى في مدرسة وطنية، ومع أنه سليل عائلة ثرية من الأغوات إلا أنه نشأ في مدرسة الاشتراكية، وتقلّد فيها مهمات قيادية منها مؤسسة "العمران" في "حماة" وغيرها، وهو ينشر في الدوريات الثقافية عن رجالات الوطن وعن مآثرهم وما تسعفه الذاكرة فيدخل في دهاليز حياة شخوصه مترجماً لهم ومصوراً لأعمالهم وهو ذاكرة من العبير وقلب ينبض بحب الوطن وكلماته تدخل القلب لأنها من القلب بعيداً عن الزخارف اللغوية والمعجمية وتحمل كلماته شموخ الصفصاف وهديل اليمام وعذوبة "العاصي"».

وحدثتنا المربية "وفاء السمان" عن المحامي "معتز برازي" قائلةً: «"أبو مصباح" ذلك المحامي اللامع والأديب الفذ وهو محاضر ألمعي، يحرص الجميع على حضور محاضراته القيمة في شتى المواضيع، وهو مؤرخ جاد لكل رواد "حماة" في الفنون والآداب والشعر والصحافة، حموي حتى النخاع ومحدث مخضرم إن حكى أمتع وأفاد وإن أصغى انتظر ليأتيك بالرد الحاسم، ذاكرته سجل حافل بكل التفاصيل التي مرت على هذه المدينة العريقة منذ أقدم العصور، واسع المعرفة ثرّ الثقافة فحديثه كطبق فاكهة أنيق فيه ما لذّ وطاب من ألوان الأدب والشعر والذاكرة الشعبية التي لا تغفل عن صغيرة أو كبيرة مرت بها هذه المدينة المتفردة بأعلام من أمثاله».

يذكر أنّ المحامي "معتز برازي" من مواليد "حماة" عام 1944.