لم يكن جراحاً عينياً، لكنّه أعاد النور لضعاف البصر ومرضى القرنية المخروطية، بعد دراسة علوم البصريات، وتخصصه بالإيكو العيني والعدسات اللاصقة العلاجية، إضافةً إلى أنّه تطوّع لرعاية المكفوفين منذ اثنين وعشرين عاماً، فكسب شهرةً واسعةً بشهادة كلّ مَن عرفه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 14 أيار 2020 التقت الدكتور " فيصل البارودي" ليحدثنا عن طفولته ودراسته قائلاً: «أبي مهندس ميكانيك، وقد سعى لتأمين أفضل ما يمكنه لمستقبلنا، فبعد أن أنهيت دراسة المرحلتين الابتدائية والإعدادية في "حماة"، سافرنا إلى "السعودية" بعد أن حصل أبي على فرصة عمل، فأكملت دراستي هناك، وحصلت على الثانوية في "الرياض" عام 1985، والتحقت بجامعة الملك "سعود"، قسم علوم البصريات والمتخصص بفحص البصر وعلم العدسات اللاصقة بأنواعها والعلاجية بشكل خاص، تخرجت عام 1991 وبعدها تدربت لمدة سنة بعدة مشافٍ، ثم التحقتُ للعمل بمشفى الجامعة نفسها، وأسست فيها قسم البصريات المؤلف من أربع عيادات بعدة اختصاصات، دام عملي هناك سبع سنوات درست خلالها تخصص الإيكو العيني بمشفى الملك "خالد" للعيون، والذي يعدُّ أكبر مشفى تخصصي في الشرق الأوسط».

نقطن معاً في حي "الشريعة" بمدينة "حماة"، طبيب متواضع يحب الخير ويسعى دوماً لفعله عبر الجمعيات الخيرية التي يعمل ويشرف عليها كجمعية "المكفوفين"، أما عمله في المجال الطبّي فهو رائد ومتميز، ومتابع لأحدث ما توصل له العلم بمجال البصريات

ويتابع الدكتور عن بداية عمله والأنشطة في اختصاصه قائلاً: «عدت إلى "سورية" عام 1998، وساهمت بشركة "الكحال" لطب العيون، وهي شركة مساهمة بين نقابة الأطباء بـ"حماة" وأطباء العيون، فكنت مساهماً ومسؤولاً فنياً عن إجراء الفحوص التشخيصية فيها، وفي عام 2010 انتقلت إلى مشفى "العيون والجراحة التجميلية"، وما زلت أعمل به، وقد أتممت فيها اثنين وعشرين عاماً خبرةً في التصوير، وإضافة لعيادتي الخاصة التي أستقبل بها مرضى القرنية المخروطية وتركيبها، وفي عملي هذا متعتي الكبرى، بالإضافة لكل ما يتعلق بالعين وجراحتها».

المحامي أحمد عسلية

وعن سعيه لتطوير خبراته ومهاراته يتابع قائلاً: «في عام 2005 التحقت بجامعة "سانت كليم نتس" في "دمشق" حيث تدرّس دراسات عليا بإشراف دكاترة من جامعة "دمشق"، وحصلت على ماجستير في الإدارة الصحية، بالإضافة لتطوعي منذ عشرين عاماً في جمعية رعاية المكفوفين في "حمص"، و"حماة"، وخلالها تعاقدت مع منظمة ألمانية تسمى "c b m" تعنى بمرضى ضعاف البصر، ومتعة عملي خدمتهم وجبر خواطرهم ومساعدتهم، وفي عامي 2008 و2009 وبرعاية جمعية "المكفوفين" وموافقة مديرية الشؤون الاجتماعية بـ"حمص" خضعت لعدة دورات تدريبية على يد مدربين قدموا لـ"سورية"، بالإضافة لدورات تدريبية في "الأردن"، وأصبحت مرخصاً لديهم كمختص بفحص ضعاف البصر، وتم فتح عيادة متخصصة في جمعية المكفوفين بـ"حمص"، وكنت أداوم فيها يومين بالأسبوع لمعاينة المرضى ولكن بسبب الأزمة القائمة توقف العمل فيها».

المحامي "أحمد عسلية" وصاحب مركز بصريات في "سلمية" يحدثنا عن "البارودي" قائلاً: «أعرفه منذ خمسة وعشرين عاماً، هو أول من طرح فكرة بناء مشفى خاص للعيون في مدينة "حماة"، وله اليد البيضاء في مساعدة جمعيات المكفوفين، وكان المسؤول الأول عن مراكز البصريات في المحافظة، ولكن للأسف تم إقصاؤه، كما أنه ظلم بعدم الموافقة على تعديل شهادته التي يحملها بعض الأطباء القدماء، وهم من نفس الدراسة والاختصاص، والتي كانت تعدل إلى طبيب مختص عينية بدلاً من دكتور بصريات، إنّ حبه وإخلاصه لعمله وصدقه مع الآخرين منحه شهرة واسعة في المحافظة وخارجها، وهو ناجح بكل المقاييس بالعمل».

المربية سوسن الشيخ عواد

المهندس "أمجد سلوره" قال عنه: «نقطن معاً في حي "الشريعة" بمدينة "حماة"، طبيب متواضع يحب الخير ويسعى دوماً لفعله عبر الجمعيات الخيرية التي يعمل ويشرف عليها كجمعية "المكفوفين"، أما عمله في المجال الطبّي فهو رائد ومتميز، ومتابع لأحدث ما توصل له العلم بمجال البصريات».

المربية "سوسن عواد" تحدثنا عن حالة معالجتها من القرنية المخروطية قائلة: «الدكتور "فيصل البارودي" هو سبب شفائي بعد أن يئست من عودة بصري وإكمال دراستي، كان ذلك في عامي 2005 و2006 عندما نصحني طبيب العيون بإجراء تصحيح لمشكلتي العينية بعدسات لاصقة، حيث قام الدكتور "فيصل" بإجراء صورة طبوغرافية لتحديد وضع القرنية لحالتي، وبناءً على ذلك جهز لي العدسات اللاصقة الطبية والقرنية المخروطية المناسبة لحالتي، كان متابعاً لكل ما هو جديد وقد لاحظت ذلك أثناء وجودي في "الإمارات" حين زرت أفضل المشافي، ونصحني أمهر الأطباء بالعلاج والتشخيص نفسيهما، فأيقنت أنّ لدى الدكتور "فيصل" من الخبرات والمهارات، بما يجاري به أيّ طبيب عينية».

ماجستير إدارة مشافي

يذكر أنّ الدكتور "فيصل البارودي" من مواليد "الرياض" عام 1966، مقيم في "حماة".