«إن لقائي بفنانين كبار، والنظر إلي كطفل، ولكتاباتي على أن لا معنى لها، كما أنها لا تقدم، ولا تؤخر، إضافة لعدم وجود رعاية فنية، كل هذا خلق عندي حالة من الصراع الداخلي، والقوة في تطوير نفسي في إيصال رسالة الفن».

كلمات أسرّ بها الشاب "عمار عليا" لموقع eSyria وهو العاشق للموسيقا، فكان الحديث عن البدايات، فقال: «درست المراحل الأولى في مدارس "كفر سوسة" في "دمشق" خلال هذه المرحلة كنت أنا وأخي "فواز" نصدر أصوات عن طريق المعدات اليدوية، فقد كنت أقف إلى جانب عازف "الأورغ" في الحفلات، كنت حينها بعمر عشر سنوات، وعلى أثرها طلبت من والدي أن يشتري لي مثلها، ولأخي "عود" صغير، وبدأنا نعزف دون أن نميز بين الأصوات الموسيقية، بعد ذلك حدث خلاف مع أمي فكسرت "الأورغ"، وانكسر قلبي معه، فقد كان الصديق الوحيد لي في تلك الفترة».

الناي مثل الطفل لا تستطيع تركه فهو بحاجة إلى عناية بشكلٍ دائم

بينما انتقل ليحدثنا عن مراحل دراسته العلمية والفنية، فقال: «خلال فترة دراستي الثانوية تعرفت على العازف "طارق رحال" الذي لعب دوراً أساسياً في تغيير مجرى حياتي، فقد شجعني على متابعة طريقي في مجال الموسيقا، و قال لي ستصبح عازفاً متميزاً، وتابعت معه أثناء دراستي الجامعية، بعدها اشترى لي والدي "أورغ" جديداً، وبدأت أعزف جميع الأغاني دون معرفة للمقامات الموسيقية، فقد كان "طارق" مرجعي الوحيد».

"عمار عليا" وحب المطالعة

وعن رفض أهله لهوايته يقول: «فقد كانوا ضد الفكرة تماماً بسبب اعتقادهم بتعارض هوايتي مع دراستي الجامعية لكن حبي للموسيقا كان أعمق من ذلك ولم أستسلم للواقع».

أما عن طموحه فيحدثنا قائلاً: «أحلم في الظهور بمظهر العازف الملتزم، كما أحب المشاركة في الحفلات، إضافة إلى كتابة الأغاني، كلمة ولحناً».

أعطني الناي وغني

وعن الصعوبات التي تواجهه قال: «اجتمعت بعدة فنانين فنظروا إلي كطفل واعتبروا كتاباتي عبارة عن "فافوش" وعدم وجود رعاية فنية، فبرأيهم أن كل شخص يشتري آلة موسيقية يدعي أنه عازف، هذا من ناحية، من جهة أخرى كان الضغط الذي يمارس بحقي من قبل الأهل بحجة الانتباه إلى دراستي الجامعية، هذا ما جعلني أشعر باليأس فتخليت عن آلة "الأورغ" والتفت إلى "الناي"».

وعن "الناي" يقول: «الناي مثل الطفل لا تستطيع تركه فهو بحاجة إلى عناية بشكلٍ دائم».

والجدير ذكره أن العازف "عمار عليا" طالب سنة رابعة في كلية الآداب "قسم الفلسفة" في جامعة "دمشق" وهو من مواليد بلدة "تلدرة" لعام 1987.