لكل فعل نقوم به نتائج نرجوها، أو نعمل على تحقيقها، وهذا حقيقة ما قام به المتطوعون في المخيم الخدمي والبيطري الزراعي الذي أقيم في محافظة "حماة"، وتحديداً في قرية "جرجيسة"، فكانت النتائج حسب ما هو مرسوم لها، ولكن ماذا قدم هذا المخيم لأبناء هذه القرية والقرى المجاورة؟ كذلك ما مدى انعكاسه بالشكل الإيجابي على المتطوعين أنفسهم؟

موقع eSyria وخلال زيارة للمخيم الخدمي التطوعي الذي يقيمه فرع حماة للاتحاد الوطني لطلبة سورية في قرية "جرجيسة" استطلع آراء عدد من المتطوعين الشباب، وبعض من الأهالي، وكيف ينظرون إلى هذه التجربة.

يقدم التطوع خدمة لمن هم بحاجة، ووجدت أن اختيار هذه القرية مناسب جداً

السيد "محمد خير الخلف" رئيس بلدية "جرجيسة" أكد أن هذه المخيمات فرصة مناسبة لتعزيز مفهوم العمل التطوعي بين جميع الأهالي، وتابع يقول: «لقد تم تقديم العديد من الخدمات الكبيرة، كـ "تعبيد الطرق" غرس الأشجار، وتقديم لقاحات ضد الحمى القلاعية لتحصين الأبقار، كما أجرى المخيم زيارات منزلية لمعرفة حجم الإصابات وكيفية التعامل معها».

"هبه الداحول" والدكتور "محمد سعد الدين"

وأضاف: «لقد لمسنا مدى التفاعل والانسجام والتشجيع على مواصلة العمل التطوعي تحقيقاً للشعار الذي رفعه المخيم "سورية أمانتنا"».

ثم التقينا المتطوعة "هبه الداحول" وهي طالبة بكالوريوس تكنولوجيا المعلوماتية أعربت عن حبها للعمل التطوعي، ومساعدة الناس أمر في غاية السعادة، وتابعت تقول: «قمنا بأعمال إعادة تأهيل الطرق في القرية، وزرعنا أشجار الزيتون، والصنوبر، وأعدنا تأهيل جدران المدرسة بألوان زاهية».

"محمد الخلف" رئيس بلدية جرجيسة

وتتابع: «بعد يوم عمل طويل تأتي مهمتنا الثانية في كتابة تقرير يومي عن الأعمال التي ننجزها، وتنظيم استمارات ونستطلع رأي الأهالي بالمعسكر وبالخدمات التي قدمها لهم، كذلك نعمل على تحضير فيلم وثائقي قصير عن هذا المخيم بشكل كامل».

أما طالب الطب البيطري "حسين البلان" القادم من مدينة "معرة النعمان" فقد وجد هذا المخيم فرصة مناسبة لتقديم الخدمات لأناس هم بحاجة لذلك، وتابع: «جئت إلى هذا المخيم بدافع شخصي، فأجمل شيء أن تسمع كلمة "الله يعطيكن العافية" بعد انتهاء العمل، إنه شعور رائع».

من اليمين: "حسين البلان- محمد عسكر- رزان عاصي"

أما فيما تقدمه له مثل هذه المخيمات، فيقول: «ما نستفيد منه هو التطبيق العملي لما تعلمناه من مواد نظرية، ففي المخيم نعمل يداً بيد مع المشرفين أصحاب الخبرات، كما أنها فرصة لمشاهدة حالات مرضية حيوانية لم يتسن لنا مشاهدتها في الكلّية».

وختم: «أوجه رسالة لكل طالب متطوع أن يتمتع بكل الصفات التي تؤهله لكي ينخرط بالمجتمع وهو على مقاعد الدراسة وهذه فرصة نادراً ما تتكرر، وأنا سعيد جداً بمشاركتي هذه، وسأشارك في كل مرة لو أتيحت لي الفرصة».

من مدينة "مصياف" جاءت "رزان عاصي" وهي طالبة في المعهد الزراعي، ومشاركة في اللجنة الزراعية في المخيم التطوعي، ودورها تقديم الخدمات للأهالي، وهنا تقول: «تم تكليفي من قبل إدارة المخيم بأخذ آراء الأهالي، لذلك قمت بزيارة الأراضي والمزارع، وتقديم النصح، كما استمعنا لمطالب الأهالي، لاحظنا استجابة من البعض، وتردد من البعض الآخر، لكننا لاقينا استقبالاً جيداً من الأهالي».

بدوره طبيب الأسنان "محمد سعد الدين" القادم إلى المخيم متطوعاً من مدينة "حمص" وهو الذي شارك في كل المخيمات التي شارك فيها فرع "حماة"، وتحدث عن الخدمات التي يقدمها لأهالي "جرجيسة" قال: «باعتباري طبيب أسنان كان دورنا في تقديم العلاجات السنية، وسبق ذلك الإعلان عن هذه العيادة السنية بين أهالي القرية».

وعن أكثر الحالات المرضية التي تم علاجها قال: «قمنا بمعالجات ترميمية لثوية، وكذلك عمليات قلع، وتبييض الأسنان، وأكثر الحالات التي ينتهي علاجها مع نهاية المخيم».

وأضاف: «ما شد انتباهنا في هذه القرية أن هناك إهمالاً جماعياً للعناية بالأسنان، فأكثر الحالات متقدمة، وكذلك نخور في الأسنان بشكل متهدم أيضاً، أضف إلى التهاب اللثة عند معظم من راجعنا».

وحول التطوع في مثل هذه المخيمات، قال: «يقدم التطوع خدمة لمن هم بحاجة، ووجدت أن اختيار هذه القرية مناسب جداً».

ختاماً يبقى على الإنسان الذي تلقى خدمة ما أن يعمل على إيجاد الفرص المناسبة لتقديم خدمة لأشخاص يحتاجون مد يد المساعدة، فالحياة تعاون، والتعاون مثمر بكل حالاته، فلنتعاون معاً لأننا بذلك نحصن بلدنا، فسورية أمانتنا.