«من بين مئات اللوحات التي تقدم بها الطلاب تم اختيار أفضل ثلاثين لوحة بيئية، وهذه اللوحات شاركت في معرض أقيم في مقر الجمعية، وتشكلت لجنة مؤلفة من الأستاذ "ناصر الشعار" وهو مدرس لمادة الفنون التشكيلية، وكذلك الأستاذ "غسان جعفر"، وتم اختيار خمس لوحات من بين هذه اللوحات، واليوم نقوم بتقديم الهدايا لأصحابها».

هذا ما صرح به الأستاذ "حسن القطريب" أمين سر لجنة البيئة في "جمعية أصدقاء سلمية" لموقع eSyria لجنة تقييم أعمال الطلاب المشاركين في المعرض الفني البيئي، ثم تحدث عن أهمية دمج الطلاب في المحافظة على بيئة نظيفة، مضيفاً: «هم الأجيال القادمة، ومن خلالهم نستطيع أن نؤسس لأناس قادرين على حماية الطبيعة وبالتالي أنفسهم من أخطار التلوث، وهذه المبادرة من قبل الجمعية هو صلب من عملها».

في حين أن اليافعين من الطلاب يبحثون عن التميز في أعمالهم، وهنا يتخلى الطالب عن عفوية المرحلة الأولى، وبالتالي نستطيع أن نقيّم عمله بمعايير أكثر شدة

ومن الطلاب الذين تم تكريمهم "مهند الشيخ حسن" أحد الطلاب المشاركين، وهو من الصف الثالث الإعدادي، فتحدث عن الموضوع الذي جسده في لوحته، فقال: «تضم اللوحة الثورة الصناعية وبناء المصانع بطريقة عشوائية وغير مدروسة ما يؤدي إلى تلوث المناخ، وبالتالي ما قد نخلفه هذه المصانع من نفايات تسير في طريقها إلى البحر لتصب فيه، لاحقاً سيؤثر هذا على كل الكائنات الحية التي تعيش على وجه الأرض».

توزيع الهدايا بحضور الطلاب

أما عن موضوع البيئة فقال: «هي المحيط الطبيعي الذي نعيش فيه، وأعمل على نظافته والمشاركة في زرع الأشجار، ومن الطبيعي أن ننتبه جيداً لخطر الحرائق وما قد تسببه من أضرار في الغطاء النباتي، ويجب أن لا نجور في اصطياد الطيور، كذلك في رش المبيدات التي تضر بدورها كل طائر يمكن أن يلتقط رزقه من النباتات المزروعة».

الآنسة "أميرة اليازجي" مديرة المدرسة سعدت لهذا التكريم الذي يتم في مدرستهم، مضيفة: «هذا من شأنه أن يشجع بقية الطلاب على الانتباه جيداً لما يحيط بهم، مدرستنا تضم ثلاثمائة وعشرة طلاب، ولو جلنا في أرجاء المدرسة لما وجدنا ما يعكر صفو النظر».

الطالب "مهند الشيخ حسن"

ونوهت إلى الجهد الكبير الذي تم من قبل الكادر التدريسي في حمل الطلاب على الوعي والإدراك الكاملين لأهمية البيئة النظيفة.

الأستاذ "غسان جعفر" عضو لجنة التقييم، ومدرس لمادة التربية الفنية، تحدث عن أهمية العمل الفني المتعلق بالبيئة، مضيفاً: «لقد أخذنا بعين الاعتبار المستوى الفني من حيث الفكرة، وكذلك اختيار اللون، فلكل سن معاييره الخاصة في التعامل مع الحدث أو الموضوع المطروح عليه، فمثلاً طلاب المرحلة الابتدائية محكومون بالصدق والعفوية في لوحاتهم، كما نسعى لعدم تدخّل الكبار في أعمالهم، وبسهولة نستطيع كشف هذا التدخل أو المساعدة كما يحلو للبعض أن يصفها».

القاعة النظيفة تنال وساماً

ويتابع: «في حين أن اليافعين من الطلاب يبحثون عن التميز في أعمالهم، وهنا يتخلى الطالب عن عفوية المرحلة الأولى، وبالتالي نستطيع أن نقيّم عمله بمعايير أكثر شدة».

وحول مادة التربية الفنية، وهي المادة الأكثر نزهة في البرنامج التعليمي والأكثر تجاهلاً من قبل الطالب نفسه، يرى الأستاذ "غسان" العكس في ذلك، مؤكداً على تفعيل هذه المادة من قبل الجهات المعنية، وتابع قائلاً: «ولا نتجاهل صاحب الدور الأساسي في تفعيل هذه المادة بالشكل اللائق بها، وهو مدرس المادة، وكثر هم المدرسين الذين يتعاملون مع مادتهم وكأنها نزهة كما وصفها البعض، فالتعاون الذي نشأ بين إدارة هذه المدرسة التي نحن فيها اليوم، ومدرسي هذه المادة أنتج هذا التكريم لهؤلاء الطلاب الذين عرفوا جيداً ماذا يعني أن تحافظ على بيئتك خالية من الشوائب والملوثات الضارة بكل تأكيد».

يذكر أن التكريم أقيم في مدرسة الشهيد "فايز فخور" وبحضور كافة الطلاب، والمكرمون هم: "كريم حمود"، "الحسين عيشة"، "إسماعيل ديبو"، "مهند الشيخ حسن"، و"عدي الأحمد".