اختار دراسة الهندسة المعلوماتية وتفوَّق بها، طموحه لم يقف عند حدٍّ معين، بل ثابر واجتهد في رحلته الدراسية مثبتاً ريادته من خلال أبحاثه العلمية المنشورة في كبريات المجلات العالمية المتخصصة، ليحصد المرتبة الأولى كطالبٍ أجنبي، وواضعاً اسمه بين الطلبة العشرين الأفضل في جامعته.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 13 كانون الثاني 2020 عبر موقع التواصل "فيس بوك" مع المهندس "فادي وليد فرحة" المقيم في "الصين" للتعرف على تميُّزه وما وصل إليه، وقال: «وصلت إلى هنا في عام 2013 موفداً من قبلِ جامعة "حلب" التي درست فيها اختصاص الهندسة المعلوماتية بعد حصولي على الشهادة الثانوية عام 2004 بمجموع علاماتٍ قدره 229، بعد خمسة أعوام كان تخرُّجي من الكلية بتقدير 75.14% حائزاً على المرتبة الأولى بين زملائي في قسم النظم والشبكات الحاسوبية، طبعاً كان لعائلتي متوسطة الحال الدور الأكبر في رعايتي مع أشقائي منذ صغرنا، وتوجيهها لنا نحو الاهتمام بالعلم والتفوق به، وهذا ما حصل خلال مراحلي الدراسية التي مررت بها».

وصلت إلى هنا في عام 2013 موفداً من قبلِ جامعة "حلب" التي درست فيها اختصاص الهندسة المعلوماتية بعد حصولي على الشهادة الثانوية عام 2004 بمجموع علاماتٍ قدره 229، بعد خمسة أعوام كان تخرُّجي من الكلية بتقدير 75.14% حائزاً على المرتبة الأولى بين زملائي في قسم النظم والشبكات الحاسوبية، طبعاً كان لعائلتي متوسطة الحال الدور الأكبر في رعايتي مع أشقائي منذ صغرنا، وتوجيهها لنا نحو الاهتمام بالعلم والتفوق به، وهذا ما حصل خلال مراحلي الدراسية التي مررت بها

المرحلة اللاحقة بعد تخرُّجه من الكلية عنها يقول: «بعد أن كنت طالباً فيها عدت إليها معلماً بعد تعييني معيداً عام 2010 ولمدة ثلاث سنوات قبل الإيفاد، لكن قبل ذلك كان طموحي كسب المزيد من العلم والمعرفة في تخصصي دافعاً لي للسفر إلى "الهند" من أجل الحصول على شهادةٍ إضافيةٍ تعزز رصيدي العلمي، بقيت هناك مدة ثلاثة أشهرٍ درست خلالها في أحد أهم معاهدها وهو "Netmetrix" المتخصص في مجال شهادات الشبكات الحاسوبية، الامتحانات جميعها كانت تجري في مراكز تابعة لشركة "Cisco" وهي من أهم الشركات على المستوى العالمي في هذا المجال، وشهادتها مرغوبة للتوظيف في جميع دول العالم، حيث حصلت على شهادتين منها هما (CCNA-CCNP) وبالترجمة تعني شهادة مبتدئ شبكات والأخرى محترف، وكانت تلك الدراسة كاملةً على نفقتي الشخصية، كان ذلك عام 2009 بعد تخرجي بوقتٍ قصير».

شهادات تكريمه من الجامعة

الإيفاد الخارجي وعن مراحله الدراسية تابع قائلاً: «في عام 2013 أوفدت طالباً إلى جامعة "بكين" للعلوم والتكنولوجيا وهي من أهم الجامعات على مستوى العالم، شعوب وثقافات متعددة وجديدة كان لزاماً عليَّ التأقلم معها، وطبعاً اللغة هي العامل الأهم في هذا الشأن، لذا كان العام الأول مخصصاً لتعلم اللغة الصينية وهي من اللغات الصعبة، استمريت مواظباً في تعلمها لأنال شهادة المستوى الخامس من أصل مستوياتها الستة المحددة، طبعاً كان ذلك كلَه إلى جانب دراستي للماجستير في علوم الحاسب والذي نلت شهادته عام 2017، وكان عنوان أطروحة البحث التي قدَّمتها بعنوان "حماية أجهزة الاتصال ZigBee المستخدمة بالحساسات والمتحكمات في البيوت الذكية"».

السنوات الثلاث الماضية في مسيرته وما حققه من إنجازاتٍ فيها عن ذلك يتابع القول: «هنا بدأت المرحلة الأصعب بالنسبة لي حيث كان عليَّ إثبات كفاءتي بين المئات من زملائي الدارسين المنحدرين من جنسياتٍ مختلفة، إضافة لأبناء البلد، التخصص العام لرسالة الدكتوراه كان حول بنية الحاسب وهو اختصاص عام في هندسة المعلومات، لكني تعمقت أكثر في تخصص أكثر تفرداً وبحسب معلوماتي لم يسبقني إليه أحد من قبل في "سورية" وهو تحت مسمى (أمن الكيان الصلب باستخدام التوابع الفيزيائية الغير قابلة للنسخ)، هنا كان لزاماً عليَّ القيام بأبحاثٍ ودراساتٍ ذات طابعٍ نظريٍ وعملي، وقد نالت إعجاب واهتمام المشرفين عليَّ وتمَّ نشر بعضها في كبريات المجلات العلمية المتخصصة ومنها مجلة "Information Sciences" التابعة لدار النشر العالمية "ELSEVIR" في شهر تشرين الثاني من العام الفائت، وكانت بعنوان "خطة استخدام مفاتيح سرية مبنية على التوابع الفيزيائية الغير قابلة للنسخ لتأمين الاتصالات في البنية التحتية للبيانات العملاقة"، أما أول مقالاتي العلمية التي نشرت فكانت بعنوان "إيجاد الحلول للتخفيف من هجوم التكرار في نظام الاتصالات ZigBee" وتمَّ ذلك في مجلة "Security Network" عام 2018، وأيضاً مجلة "IEEE" المتخصصة نشرت لي إحدى مقالاتي، كما شاركت في مؤتمرات علمية دولية منها "CyberCON 2019" و"IEEE Smartiot 2019" وكذلك مؤتمر "CSC" المخصص لطلبة إجازة الدكتوراه، بمحصلة تلك الإنجازات كلها تم تكريمي ضمن الحفل السنوي الذي تقيمه الجامعة كعادتها في الأسبوع الأخير من السنة الماضية، وحصلت على المرتبة الأولى من بين الطلاب الأجانب الدارسين فيها لعام 2019، مع العلم أنني حصلت على المرتبة الثالثة مرتين متتاليتين في العامين الذين سبقاه، أيضاً تمَّ وضع اسمي في قائمة الطلاب العشرين الأفضل على مستوى الجامعة، مؤخراً وبسبب رغبتي في تقديم معرفتي قمت بالانضمام لأسرة "الباحثون السوريون" بهدف القيام بترجمة أهم المقالات العلمية الصادرة حديثاً للغة العربية، من أجل إيصال الفائدة لمن يرغب من أبناء بلدي حسب اهتماماتهم العلمية».

مقالة علمية له منشورة على موقع ELSEVIR

"جورج وردة" مدرَّس مادة الرياضيات الذي أشرف عليه خلال المرحلة الثانوية عنه يقول: «جميلٌ أن يسمو الإنسان بإرادته إلى غايةٍ ساميةٍ تبلغ مستواها العظيم، والأجمل هو النجاح والتميز اللذان لا يبلغهما إلا من درس واجتهد بعزيمةٍ صادقة، دفعته ليتبوأ المراتب الأولى، هذا هو حال المهندس "فادي فرحة" الذي عرفته مع زملائي من المدرَّسين طالباً مجدَّاً ومتميزاً في جميع المواد العلمية والأدبية حتى، وقد شهد بذلك أيضاً رفاقه الذين درسوا معه في الجامعة، كمعلِّمٍ له أفتخر بما حققه من نجاحاتٍ، كان آخرها التكريم الذي حصل عليه كأفضل طالبٍ أجنبي على مستوى جامعته في "الصين" حيث يكمل دراساته العليا».

والده "وليد فرحة" الموظفٌ الحكوميٌ المتقاعد لـ "مدونة وطن" قال: «"فادي" هو أصغر أبنائي الذكور الثلاثة، منذ طفولته أحبَّ الاعتماد على ذاته وخاصةً في الشأن الدراسي، ظهر تفوقه في جميع مراحل دراسته؛ نتيجة إصغائه لمعلميه، والاستفادة من المعلومات التي كانوا يلقنونها للطلاب بحرصٍ شديد واضعاً التفوق نصب عينيه، وهذا ما حققه خلال المراحل الدراسية كافة، وقد انعكس ذلك على دراسته الجامعية والتي حصد فيها المرتبة الأولى عند تخرجه، إصراره على كسب المعرفة والعلم دفعاه لتعزيز لغته الإنكليزية ونال فيها شهادتي "TOEFL" و "IELTS" لأنه كان يضع نصب عينيه متابعة دراساته العليا في الخارج والنجاح فيها، وهذا ما تحقق له لغاية الآن، كأبٍ له أشعر بالفخر الكبير به وبأمثاله من الشباب الذين هم أمل هذا الوطن في التقدم والازدهار عند عودتهم، وهم يحملون تعب سنواتٍ طويلةٍ من الجهد والمثابرة في دراستهم».

خلال مشاركته في مؤتمر طلبة الدكتوراه

نهايةً نذكر بأنَّ "فادي فرحة" طالب بمرحلة الدكتوراه في السنة الثالثة منها، وهو من مواليد مدينة "السقيلبية" التابعة لمحافظة "حماة" عام 1987.