استطاعت أن تترك بصمة كبيرة في مدينة "حماة" بقدرتها العالية على المخاطبة واستخدامها أسلوباً رفيعاً في الشعر، وقامت بإنشاء صالون "عكاظ" الحموي الذي يجمع كبار الشعراء.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 نيسان 2019، "ماجدة العلواني الكيلاني" لتتحدث عن بدايتها قائلة: «ولدت في مدينة "حماة" المدينة التي أعشقها حدّ الإدمان، ونشأت في أزقتها الضيقة وحاراتها العتيقة بين بيوتها المتعانقة، ومن نوافذها المشرعة للشمس كانت إطلالتي على الحياة، في بيئة شعبية يجمعها التعاون وتضمها المحبة تسمى حارة "الشيخ علوان"، درست المرحلة الابتدائية في مدارس تفوح منها رائحة العراقة مع أشجار الكباد المزروعة في باحتها، مدرستي تأخذ شكل البيوت العربية، حيث الجمال يحاصرني ويحكم هيمنته على قلبي، تابعت المرحلة الإعدادية والثانوية ومعهد إعداد المعلمات في "حماة"، ثم انتسبت إلى كلية الآداب بجامعة "حلب"، قسم اللغة العربية».

شاركت في عدة نشاطات ومواضيعي تخص الوطن والحب، عندي مجموعة نثرية اسمها "وريقات امرأة"، وشعر زجلي ومحكي، وشعر تفعيلة، ونلت شهادة دكتوراه فخرية وتكريماً من الرابطة الفنية

وتابعت قائلة: «هوايتي القراءة التي شغفت بها منذ طفولتي الأولى، وكنت أتبادل الكتب مع جيراني أو أذهب إلى المركز الثقافي، فألقي بنفسي بين أحضان الكتب، وعندما تخرجت صرت أقتني الكتب الأدبية والفنية والفلسفية، وفي المدرسة كنت مولعة بكتابة المواضيع الأدبية والإنشائية».

الشاعرة "ناهد شبيب"

وعن بدايتها في الكتابة، قالت: «بداياتي كانت في المدرسة، حيث كنت معلمة أنظم الحفلات وأزينها بالنثر والشعر، وحاولت أن أعلم الأطفال كتابة القصة وأشجعهم على فن الخطابة، أما الذين شجعوني، فهم كثر من خارج أسرتي، أولهم موجه اللغة العربية -رحمه الله- وهو شاعر أيضاً كان يشجعني على إقامة الندوات والمحاضرات عن اللغة العربية وغيرها، وكنت بارعة في هذا المجال أكتب ما تفيض به مشاعري حسب الحالة النفسية وتأثيرها الآني بي، قد يخاصمني القلم لمدة طويلة؛ فلا أكتب رغماً عنه؛ لأن ذلك سيجعلني ناظمة لقصيدة خالية من الروح».

وعن إنتاجها الفكري والمواضيع التي تطرحها في كتاباتها، قالت: «أكتب النثر والشعر والخاطرة وسيراً ذاتية لأدباء، وعندي عدة مقالات، أنشأت صالون "عكاظ" الشعري، وكان ذلك مجرد تسلية على وسائل التواصل، ثم قمنا بعدة لقاءات فعلية كل خميس تقريباً، وهو (مساجلة) بين كبار الشعراء والشعراء المبتدئين، ليكون ذلك حافزاً لهم على الكتابة والشعر في الصالون ارتجالياً دفاقاً.

الشاعرة" وفاء السمان"

أنا مقلة في كتاباتي حسب ظروفي التي تعدّ المانع الأكبر في متابعتي لأي نشاط أدعى له، وكثيراً ما أعتذر؛ فالأولوية عندي لبيتي».

وبالنسبة للمشاركات في المهرجانات والأمسيات، قالت: «شاركت في عدة نشاطات ومواضيعي تخص الوطن والحب، عندي مجموعة نثرية اسمها "وريقات امرأة"، وشعر زجلي ومحكي، وشعر تفعيلة، ونلت شهادة دكتوراه فخرية وتكريماً من الرابطة الفنية».

وجاء في نثر "وريقات امرأة":

«نعم أنا مثلك.. لم أجد بقيتي أيضاً.. كنتُ ضائعة على شكل أجزاء مبعثرة.. وها هي المدة الممنوحة لي كي أبحث عني قد شارفت على النزع الأخير.. كان الكون أشبه بشاشة تعرض صورة واحدة مملة لا حياة فيها ولا إحساس.. وهذا القنديل المعلق بعتمتي يمنحني ومضاً خافتاً بعد احتراق الآمال المكدسة على حافة رحلة قصرت بفعل عملية الضغط المعاكسة للنور.. حتى فيزياء حياتنا اليومية تبدلت.. وجوه بلهاء تلهث وراء السعادة المزيفة».

الشاعرة "وفاء السمان" تحدثت عن الشاعرة "ماجدة" قائلة: «باختصار هي سلطانة الحروف كما يحلو لي ولعشاق أدبها أن نلقّبها، متمكّنة من أدواتها، بديعة التعبير والحضور، تعشقها المنابر حين تعتليها، تكتب الخاطرة الأدبية بإيجاز العارف لتصل إلى القلوب بأقصر العبارات بعيداً عن الحشو والتكرار، لا تطارد القلم، بل القلم يتبع نبضها وإحساسها المرهف، لتخطّ به أحلى القطع الأدبية، ولديّ يقين بأنها ستفلح فيها؛ لأنها تمتلك اللغة الشعرية والإحساس الدقيق بالموسيقا».

الشاعرة "ناهد شبيب" تحدثت عنها قائلة: «"ماجدة" سيدة راقية محبة للشعر واللغة العربية، وتتابع جميع الأنشطة باهتمام بالغ؛ حتى إنها خصصت على صفحتها في "الفيسبوك" زاوية يلتقي فيها الشعراء بسجالات على صفحتها، وهي تدير هذه الزاوية بنجاح، كما تشارك في المحكي تحت مسمى خيمة "عكاظ" الحموية. "ماجدة" شخصية محببة من الجميع، طيبة القلب، نقية السريرة».

الجدير بالذكر، أن "ماجدة الكيلاني" من مواليد مدينة "حماة"، عام 1963.