لن يدرك الكثيرون من الناس أن نفاياتهم التي يتخلّصون منها يومياً قد تتحوّل إلى تحف فنية بأشكال جميلة، وصديقة للبيئة، قبل أن يشاهدوا العمل الفني الذي زيّن أحد شوارع مدينة "السلمية"، بفضل الحسّ العالي للفنان المغمور "أسامة الشيحاوي".

وعن الغاية من هذا العمل الفني، يقول "الشيحاوي" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 تشرين الأول 2017: «مع نموّ الاستهلاك الذي وصل حدود المبالغة، ازدادت النفايات بكل سلبياتها الضارة، فأصبحت تلوث الماء والهواء والتربة. وبما أن لكل مشكلة حلاً، وإن كانت الحلول في بعض الحالات نسبية فقط، فقد لجأت إلى إعادة تدوير النفايات كأمر ضروري، وطريقة صديقة للبيئة من أجل المساهمة في تقليص مخاطرها على مدينتنا والحفاظ على الحياة بقدر الإمكان خالية من التلوث البيئي. وبما أن الفن التشكيلي لا يلتزم الحياد، وإنما يحمل هوساً دائماً ويخلق الفرق، ويساهم في محاربة القبح ونشر الجمال، فقد تبنى الكثيرون من الفنانين التشكيليين إعادة التدوير، وحولوا نفايات عديمة القيمة ومهددة للبيئة إلى قطع فنية وجمالية».

هي مجسّمات فنية متميزة من التراث والفلكلور الشعبي لمدينة "السلمية"، فيها حضارة وتاريخ، وقد زيّنت دوار مدرسة "ميسلون" بالحي الشرقي للمدينة، وبخطوة غير مسبوقة للفنان الشاب "أسامة الشيحاوي"، وبدافع الإحساس بواجبه الوطني وحبه لمدينته، أحب أن يعطي جمالاً متميزاً وخاصاً لهذا الدوار، ويعطي منظراً راقياً وحضارياً للزوار والمارة

أما عن طريقة عمله، فقال: «هذا العمل بداية لمشروع يشمل كل ساحات مدينتي، فمنذ صغري وأنا أنحت في صدري إلى أن جاء الوقت المناسب. العمل أخذ مني أكثر من ستة أشهر، وعلى نفقتي الخاصة، والغاية منه إحياء التراث الخاص بمدينتي، وإعطاء صورة للأجيال القادمة عما كان أهلنا وأجدادنا يمارسونه في الماضي، وكثير منه اندثر مع التطور السريع للحياة. وقد قمت به بدافع الإحساس بواجبي تجاه مدينتي التي أفتخر بها، فأحببت أن أعطي جمالاً متميزاً ومنظراً راقياً وحضارياً للزوار والمارة على دوار مدرسة "ميسلون" في الحي الشرقي لمدينة "السلمية"».

الدوار كما بدا بعد العمل الفني

الفنان الفوتوغرافي في صحيفة "الفداء" المحلية "حسان نعوس"، قال عن أعمال "الشيحاوي": «هي مجسّمات فنية متميزة من التراث والفلكلور الشعبي لمدينة "السلمية"، فيها حضارة وتاريخ، وقد زيّنت دوار مدرسة "ميسلون" بالحي الشرقي للمدينة، وبخطوة غير مسبوقة للفنان الشاب "أسامة الشيحاوي"، وبدافع الإحساس بواجبه الوطني وحبه لمدينته، أحب أن يعطي جمالاً متميزاً وخاصاً لهذا الدوار، ويعطي منظراً راقياً وحضارياً للزوار والمارة».

يذكر أن الفنان "أسامة يونس الشيحاوي" من مواليد مدينة "السلمية"، عام 1968.

جانب من العمل التراثي من التوالف
سيدة تخبز على التنور القديم