على الرغم من امتداد "سهل الغاب" على مساحة واسعة تشكل مثلثاً واقعاً بين ثلاث محافظات، هي: "حماة، وإدلب، واللاذقية"، إلا أن لكل قرية فيه خصوصية تتفرد بها عن غيرها؛ وهو ما جعل قرية "الجيد" من أجمل القرى في السهل الفسيح، وأكثرها تنظيماً.

تعدّ قرية "الجيد" من أكثر قرى "سهل الغاب" تنظيماً وفق حديث المدرّس "فياض محمد علي" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 تشرين الثاني 2017، وقال: «تنفرد بغنى بيئي وجغرافي وحيوي، فهي قبلة جمالية صافية، والتنظيم العمراني سمح للبيوت الإسمنتية أن تقبع داخل القرية محاطة بالحقول من كل جانب، ويمكن اعتبارها مزرعة خالصة تقع وسط "سهل الغاب"، حيث تشرف عليها إدارياً وخدمياً ناحية "قلعة المضيق" التابعة لمنطقة "السقيلبية"، وتتوضع على بعد 2 كيلو متر إلى الشرق من المجرى القديم لنهر العاصي، وعلى بعد 1 كيلو متر ونصف الكيلو متر إلى الجنوب الغربي من قناة "شقة الطليان".

يبلغ عدد السكان 3500 نسمة تقريباً، ولا يزال أهل القرية يحافظون على معظم العادات والتقاليد التي ورثوها من الآباء والأجداد في مناسبات الأفراح والأحزان، حيث مازالت تجمعهم علاقات المحبة والتواصل الاجتماعي، والتعاون في جميع المناسبات خصوصاً أثناء المواسم الزراعية. أما بالنسبة للزي التقليدي، فلا يزال عدد قليل من أهالي القرية وخاصة كبار السن يحافظون على لباسهم الشعبي، حيث ترتدي النساء المنديل الحريري الأصفر

تمتاز بأن أراضيها سهلية وتربتها لحقية حمراء، ومساكنها حديثة، حيث إن معظم قرى "الغاب" لم يتم استصلاحها والسكن فيها حتى تم استحداث مؤسسة عرفت باسم "إدارة مشروع الغاب"، التي عملت على استصلاح الأراضي والمناطق السكانية، وربطها بوزارة الأشغال العامة التي تكفلت بنهوض الغاب اجتماعياً وخدمياً بعد أن عانى فترات طويلة من الإقطاع والرأسمالية، وانعكست آثار هذه الأعمال بعد شق المصارف الرئيسة التي نفذتها شركة ألمانية - إيطالية عام 1964، وتم معها إنشاء شبكة الري عام 1968، وتم التخلص من غمر المياه للغاب بالكامل؛ وهو ما سمح لسكان جبال "اللكام"؛ أي "اللاذقية" بالنزول واستيطان في هذه القرى بناءً على خطة التوزيع المعتمدة وفق قانون الإصلاح الزراعي المنفذ من قبل وزارة الزراعة.

"الجيد" عبر غوغل

يحدّ "الجيد" من الجهة الشمالية قرية "التمانعة"، ومن الجهة الجنوبية قرية "العزيزية"، ومن الجهة الغربية أراضٍ سهلية تتبع لقرية "شطحة"، ومن الجهة الشرقية قرية "الحويز". وتبلغ سرعة الرياح فيها نحو 8 كيلومترات في الساعة، وهي رياح غربية قادمة من سلسلة جبال "اللاذقية"».

وتابع بالقول عن أصل التسمية وعمل السكان: «أما التسمية التاريخية للقرية، فقد جاءت من الشيء الحسن، وأصله التربة الصالحة جداً للزراعة، حيث يعمل سكانها بالزراعة المروية بالضخ من نهر العاصي، ويقوم بعضهم بتربية المواشي بكل أنواعها، وخصوصاً الطيور والأبقار والمواشي والدواجن، كالبط والإوز، وتعدّ هذه الأعمال المصدر الأساسي للمعيشة في القرية، كما يعمل بعض السكان في التجارة والوظائف الحكومية، وبعض الصناعات المنزلية، كصناعة البسط والسلال، وهناك من يعمل على تيبيس البامياء والبازلاء والملوخية والباذنجان. ولا توجد أي حركة صناعية في القرية باستثناء العمل في الفرن الآلي».

جانب من القرية

وعن أهم العادات والتقاليد الموجودة فيها، يقول: «يبلغ عدد السكان 3500 نسمة تقريباً، ولا يزال أهل القرية يحافظون على معظم العادات والتقاليد التي ورثوها من الآباء والأجداد في مناسبات الأفراح والأحزان، حيث مازالت تجمعهم علاقات المحبة والتواصل الاجتماعي، والتعاون في جميع المناسبات خصوصاً أثناء المواسم الزراعية. أما بالنسبة للزي التقليدي، فلا يزال عدد قليل من أهالي القرية وخاصة كبار السن يحافظون على لباسهم الشعبي، حيث ترتدي النساء المنديل الحريري الأصفر».

وحول الواقع الخدمي في القرية، أضاف: «تشهد القرية حركة عمرانية لاستيعاب الزيادة المستمرة في السكان، وقد شقت البلدية عدداً من الشوارع والطرقات ضمن القرية وعلى أطرافها لتسهيل الحركة، وهي مُخدمة بشبكة كهرباء، لكن نتيجة ضرب محطات الغاز والوقود من قبل الجماعات المسلحة؛ فالقرية تحتاج إلى خط بديل يغذيها بالكهرباء، وزيادة عدد المحولات، وإصلاح ما تم تخريبه. أما المياه، فقد كانت سابقاً من مشروع "الحويز"، لكنه خارج السيطرة حالياً؛ لذا تم ربط شبكة المياه بمشروع "ناعور شطحة".

مشهد خارجي للقرية

تحتوي القرية مدرسة وحيدة للتعليم الأساسي، تحتاج إلى تأهيل كامل، ويطالب الأهالي بتخديم القرية بمستوصف أو نقطة طبية قادرة على تلبية كافة مطالبهم الصحية».

"سومر قبقلي" أحد سكان القرية، تحدث عن المنتجات الزراعية بالقول: «تعد زراعة الحبوب الأكثر انتشاراً؛ لكون القرية تملك سهلاً واسعاً وكبيراً، وتنتج عدداً مهمّاً من المحاصيل الاستراتيجية، أهمها القمح والقطن والعدس والفول والشوندر السكري والبقول والخضراوات الشتوية والصيفية بأنواعها، ويتم تسويقها عبر مركز الحبوب في "السقيلبية"، ومعمل السكر في "تل سلحب"، ومحالج القطن في "حماة"، والخضراوات عبر الأسواق المختلفة، كذلك يوجد فيها عدد من المداجن الخاصة بإنتاج الفروج والبيض، وتحتوي بعض الأشجار المثمرة، كالزيتون، والعنب، والتين، والجوز، والرمان».