قرية غافية على هدب أشجار البلوط والسنديان في عمق الجبال، تضاريسها الجغرافية المميزة وطبيعتها الغنية والخصبة جعلتها جنة من الجمال والروعة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 1 تموز 2018، مع المختار "يوسف شما" ليخبرنا عن قرية "نبع الطيب"، فقال: «تتبع قرية "نبع الطيب" لبلدة "عناب" إدارياً ومنها لبلدية "عين الكروم" ناحية "السقيلبية" في محافظة "حماة"، ويحيط بها من الشمال قرية "عناب"، ومن الجنوب قرية "طاحونة الحلاوة"، ومن الغرب جبال "اللاذقية" الشرقية، ومن الشرق يمتد أمامها سهل "الغاب"، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يتم بذلها من قبل البلدية، إلا أن القرية تحتاج إلى العديد من التحسينات في الطرق التخديمية الرئيسة والفرعية من حيث تنفيذ أعمال صيانة لها وإعادة تأهيلها، أما في القطاعات الخدمية الأخرى، فالقرية مخدمة جيداً، وتم مدها بشبكة كاملة من الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وفيها فرن وجمعية ووحدة إرشادية، ولدينا مدرستان للمرحلة الابتدائية، وواحدة إعدادية، وأخرى ثانوية، ولدينا روضة للأطفال. أما بالنسبة لخطوط الهاتف، فالقرية متصلة بمقسم قرية "عناب"، وتبرز لدينا حاجة ملحة لوضع خطط مستقبلية لتنفيذ مشاريع استثمارية في المجال السياحي للاستفادة من جمالية القرية وتفعيل السياحة الشعبية إسوةً بقريتي "طاحونة الحلاوة" و"أبو قبيس"».

هناك حاجة إلى رفع مستوى السياحة الشعبية في المنطقة وتأسيس بنية تحتية، إضافة إلى القروض المسهلة ليتمكن سكان القرية من افتتاح مطاعم ومقاهٍ واستثمار غاباتها وينابيعها عبر القيام بحملات ترويج للقرية باعتبارها من الأماكن الاصطيافية، وتعريف الناس بها عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم تسهيلات للمستثمرين، وخاصة في الجانب السياحي ليتمكنوا من النهوض بواقعها السياحي؛ وهو ما يؤدي إلى تأمين فرص العمل للكثيرين من الشباب ورفع المستوى المعيشي للسكان

أما حول تنوع الغطاء النباتي، فقد تواصلت المدونة مع رئيس الجمعية الفلاحية "أحمد شما"، الذي قال: «تمتد "نبع الطيب" على مساحة واسعة من الطبيعة الخلابة، التي تضمّ غابات حراجية من أشجار "الدردار والسنديان والبلوط والسرو والدلب" وغيرها، إضافة إلى التضاريس المتنوعة التي جعلت منها مقصداً للمصطافين والمتنزهين على مدار العام، حيث تتميز باعتدال الجو معظم فصول السنة، وكثافة الغطاء النباتي وتنوعه نتيجة تربتها الحمراء وتوافر مياه الينابيع، إضافة إلى مياه نهر "العاصي"، وقد ساعدت هذه الظروف مجتمعة على زراعة مختلف أنواع المحاصيل الموسمية، وأبرزها: "القمح، والشعير، والقطن، والشوندر السكري، ودوار الشمس"، وغيرها. وتتم زراعة الأشجار المثمرة، ومنها: "التين، والرمان، والكروم، والجوز، والزيتون"، وغيرها. كذلك تزرع الخضراوات حول المنازل، مثل: "البندورة، والخيار، والباذنجان، والكوسا، والبازيلاء، والملوخية"، وغيرها. أما بالنسبة للثروة الحراجية، فقد تسببت الحرائق بتخريب جزء منها، لكنها لا تزال تغطي مساحات شاسعة من القرية».

خريطة لقرية "نبع الطيب"

وحول النشاط السكاني، قال: «يبلغ عدد السكان في القرية نحو 5000 نسمة يعمل معظمهم في الزراعة، كما يقوم بعض الأهالي بتوفير لقمة العيش عن طريق الصناعات الغذائية الخفيفة، كتجفيف المواد الغذائية وصناعة ربّ البندورة ودق الحنطة، ويقومون بتربية الدواجن والمواشي وصناعة الأجبان والألبان، ويعتمد بعضهم الحرف اليدوية والأعمال الحرة، كما قام بعض السكان بافتتاح بعض المحال التجارية التي تتناسب مع احتياجات سكان القرية، ويعمل بعض السكان ضمن قطاعات الدولة المختلفة، ولا يزال سكان قريتي يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم في الأفراح والأتراح كنوع من أنواع الألفة والمحبة والتعاون بين الأهالي».

أما حول الواقع السياحي، فقد تواصلت المدونة مع ابن القرية المدرّس "منذر عبد الله"، الذي قال: «يبرز جمال القرية في موسم الصيف بوجه خاص، فتبدأ العائلات البحث عن أماكن للتسلية والراحة للترويح عن النفس، وتمتاز القرية بطبيعة خلابة وأخاذة، حيث يمكن للمرء أن يرى عبرها جمالية السهل المنبسط أمامها وعلو الجبل الممتد إلى الأعلى، وهنا تبزر الحاجة إلى وجود أماكن لخدمة السياحة الجبلية، حيث يستمتع الزائر بما أبدع فيها الخالق من مناظر طبيعية ترتاح فيها الروح بعيداً عن صخب المدينة وجوها الملوث، كما تتمتع القرية بجوّ معتدل نتيجة هبوب الرياح طوال فصل الصيف، ويمكن القول إنها عبارة عن مصيف بمواصفات بسيطة يحتاج إلى التطوير».

المدرّس منذر عبد الله

وأضاف: «هناك حاجة إلى رفع مستوى السياحة الشعبية في المنطقة وتأسيس بنية تحتية، إضافة إلى القروض المسهلة ليتمكن سكان القرية من افتتاح مطاعم ومقاهٍ واستثمار غاباتها وينابيعها عبر القيام بحملات ترويج للقرية باعتبارها من الأماكن الاصطيافية، وتعريف الناس بها عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم تسهيلات للمستثمرين، وخاصة في الجانب السياحي ليتمكنوا من النهوض بواقعها السياحي؛ وهو ما يؤدي إلى تأمين فرص العمل للكثيرين من الشباب ورفع المستوى المعيشي للسكان».

بقي أن نذكر، أن قرية "نبع الطيب" تمتاز بكثرة المياه الجوفية، ومن ينابيعها: نبع "الطيب" الذي استمدت منه اسمها، ونبع "الأسود" الذي يروي أهل القرية.

طريق للغابة