في أقدم مدرسة زراعية بـ"سورية"، يهدف القائمون على العملية التعليمية؛ من خلال المعرض الزراعي البيطري المتجدد، إلى إشراك الطلاب في العملية التعليمية والعملية، وتدريبهم لكي تكون هناك أعمال وأفكار خاصة بهم، وربط الدراسة النظرية بالعملية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 كانون الثاني 2019، زارت الثانوية الزراعية البيطرية، والتقت "هيثم مقداد" مدير الثانوية، ليتحدث عن المعرض السنوي بالقول: «المعرض يقام ضمن خطة لمديرية التعليم والتدريس الزراعي، والهدف من هذه النماذج التي يقوم بها الطلاب التوافق مع المواد التي يقومون بدراستها بإشراف مدرّس المادة الذي يقوم بإنشاء مجموعات، وإعطاء كل مجموعة مشروعاً، فيتوافق تطبيق المقرر النظري مع الدروس العملية، فالمدرسة ثانوية مهنية؛ أي إن التدريس فيها يحوي 70% عملي، إضافة إلى 30% نظري.

قدمنا عينات تمثّل ما يتدرّب عليه الطلال هنا، مثل صناعة الألبان ومشتقاتها، والمربيات، وتجفيف المشمش، والعصير الطبيعي، إضافة إلى نموذج خلية النحل الحديثة، وعينات لدورة دودة القز وأطوارها، وعينات لنباتات الصبار

كما أن المعرض يتضمن أربعة أجنحة داخلية، وأقفاصاً خارجية تتضمن طيوراً حية، إضافة إلى أدوات زراعية قديمة».

طلاب المدرسة في المعرض الزراعي

داخل أحد أجنحة المعرض، تتابع الطالبتان "شيماء" و"خنساء الطلال" الحديث عن مشاركتهما بالقول: «كانت مشاركتنا بصنع مشتل زراعي مصغر، وذلك من خلال حفر جذع أشجار والزراعة داخلها، وإنشاء لوحات لأقسام النحل. كما قمنا بالعمل على عينة من التراب، فكل نوع تربة وضعناه مع التعريف بفائدته. إضافة إلى حيوانات حية تم الاعتناء بها وعرضها في المعرض».

أثناء التجول في جناح نباتات الزينة والزراعة، كان المنظر يشدّ الزائر إليه، فالنماذج المقدمة تدل على الجهد والتعب والترتيب الذي يريح العين، حيث تحدثت المهندسة "شادن القصير" المشرفة على الجناح بالقول: «نقدم من خلال المعرض ما تم تعليمه لطلابنا من تنظيم الحدائق المنزلية والعامة، وأعدنا تدوير المواد التالفة والمنتهية الصلاحية لاستخدامها للزراعة بمساحات صغيرة، وهي نماذج مصغرة، لكنها كافية لكي ينطلق الطالب من خلالها نحو الحياة العملية».

تجربة من صنع الطلاب

احتوى المعرض كافة الأقسام المرتبطة بالعملية التعليمية، كالكمياء والفيزياء، لإجراء تجارب علمية حقيقية توضح المعادلات وتشرح القوانين بدقة، حيث توضح المدرّسة "فاتن خلف" ذلك بالقول: «في هذا الجناح تتوضع المجسمات التوضيحية للصيغ الكيميائية والبنية الذرية، وأجهزة الكشف عن الحموض والقلويات وتقطير الماء، وكذلك أجهزة خاصة تستخدم لإثبات قوانين الفيزياء، وبعضها نماذج من صنع الطلاب، وقد كان الجهد واضحاً في الإخراج، وكأنك تشاهد مختبراً حقيقياً يغني عن الكثير، ويوفر الفائدة والمعرفة».

أما عن جناح الآفات الحشرية، فتحدث المهندس "عروة عفارة" بالقول: «تم تقديم مجموعات حشرية لمختلف أنواع الحشرات الاقتصادية في "سورية"، وعينات لمختلف أنواع التطعيم، إضافة إلى عينات من أشجار الفاكهة، كأوراق محنطة، وأنواع الخضار، واستنبات البصل بأطباق البيض، وعينات محنطة لبعض النباتات الرعوية في المنطقة الشرقية».

المدرّسون والمشرفون على المعرض

الدكتورة "فاتن باشا" المشرفة على جناح الإنتاج الحيواني، تقول: «قدمنا نماذج عن تكون الحيوانات من أبقار وأغنام وجمال وخيل، ونماذج لأجنة وحيوانات محفوظة بالفورمالين، وعظام الحيوانات (أبقار وأغنام) ضمن لوحة كبيرة بشكل منظم، ونماذج توضح الحيوانات في العصور القديمة والحيوانات المنقرضة، مقارنة بالعصر الحالي، إضافة إلى أعمال للطلاب، مثل الرسم على البيض والزراعة ضمنه، وبعض اللوحات التي توضح التشريح للعظام وأجسام الحيوانات المختلفة وأنواع المشارب والمعالف».

الجولة الأخيرة كانت في جناح الصناعات الغذائية التي تكتشف من خلالها قيمة التدريبات العملية المهمة للطلاب، حيث يقول المهندس "دريد المير" المشرف على الجناح: «قدمنا عينات تمثّل ما يتدرّب عليه الطلال هنا، مثل صناعة الألبان ومشتقاتها، والمربيات، وتجفيف المشمش، والعصير الطبيعي، إضافة إلى نموذج خلية النحل الحديثة، وعينات لدورة دودة القز وأطوارها، وعينات لنباتات الصبار».

المدرسة التي يزيد عمرها على المئة عام، وما زالت تتمتع ببنائها القديم، تقدم نموذجاً متفرداً في التعليم، وتسهم في اكتساب طلابها خبرة عملية مبكرة.