من يزور كليتي الهندسة في "السلمية"؛ يجدهما تحرسان المدينة من الجهة الغربية بالعلم والثقافة في أقدم ثانوية مهنية في "سورية"، التي يعود تأسيسها إلى عام 1910، واستمرت إلى عقود من الزمن منفردة في حملة راية التعليم الزراعي على مستوى بلاد الشام.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 آذار 2019، جالت في كليتي الهندسة، والتقت الدكتور "ماجد موسى" النائب الإداري في كلية الهندسة الزراعية، ليخبرنا بنبذة تاريخية عن الكلية، فقال: «الثانوية المهنية الزراعية في "السلمية" أول مدرسة زراعية في المشرق العربي، أسّست عام 1910، وكانت قبلة للدارسين ليس في "سورية" فحسب، بل للعديد من طلاب العلم. وفي ذاكرة المدرسة أسماء كبيرة درست فيها، منها: الرئيس السوري الأسبق "أديب الشيشكلي"، والأديب الكبير "محمد الماغوط"، والشاعر "أحمد الجندي"، و"أحمد قبلان" وزير الزراعة الأسبق، وغيرهم الكثيرون».

وجود كلية الهندسة الزراعية ضمن الثانوية الزراعية المهنية أسهم في استيعاب أعداد كبيرة من الطلاب، وخصوصاً من أبناء الريف لمدينة "السلمية" الذين يعتمدون الزراعة في حياتهم لتترافق سبل العيش مع العلم، وتحقيق نقلة نوعية في الحصاد

وعن الهدف من إنشاء الكلية، أضاف: «تعدّ كلية الهندسة الزراعية أول كلية تفتتح في "السلمية"، وها هي الآن تدخل عامها الثامن، وقد تخرجت فيها ثلاث دفعات؛ أولها كانت عام 2015ـ2016، والهدف هو المساهمة في زيادة الفرص التعليمية كمّاً ونوعاً؛ وهو ما يساعد في إتاحة الإمكانات للطلاب لمتابعة تحصيلهم العلمي بين ذويهم، وتجنبهم أعباء وتكاليف السفر. وتندرج هذه الإحداثيات في توسيع الخارطة التعليمية في "سورية". يوجد في الكلية قسمان: "الاقتصاد الزراعي"، و"الإنتاج الحيواني"، وهما يردفان الحياة العملية التي تناسب البيئة الزراعية في المدينة وما حولها».

من أحد الدروس العملية

داخل كلية الهندسة المعمارية، يضيف الدكتور "عبد الرزاق سالم" عميد الكلية: «كان الهدف منها إعداد مختصين في الهندسة المعمارية والعمرانية، وتأهيل الطلاب لمواكبة تقدم العلم والتقنية والحضارة العالمية وتطوير وسائل البحث والتعليم وأصول التدريس في مجال الهندسة المعمارية والعمرانية. وللكلية قسمان: قسم "علوم البناء والتنفيذ"، وقسم "تخطيط المدن والبيئة". وبوجه عام تعدّ النتائج جيدة جداً قياساً بكل الأحداث التي جرت في الوطن، التي استطاع طلابنا والكادر التدريسي تجاوزها محبة بالعلم والوطن».

أثناء التجول في الكلية، تحدث الدكتور "بشار الشيخ" قائلاً: «وجود كلية الهندسة الزراعية ضمن الثانوية الزراعية المهنية أسهم في استيعاب أعداد كبيرة من الطلاب، وخصوصاً من أبناء الريف لمدينة "السلمية" الذين يعتمدون الزراعة في حياتهم لتترافق سبل العيش مع العلم، وتحقيق نقلة نوعية في الحصاد».

منظر خارجي للمدرسة - الكلية

احتوت الكليتان مساحات من الأراضي، ويستطيع الطلاب من خلالها إنجاز المشاريع الزراعية، حيث يوضح الدكتور "إيهاب الضمان" ذلك بالقول: «وجود المساحة الكافية من الأراضي الزراعية، ووجود أنواع من النباتات والأشجار أسهم في تسهيل العملية التدريسية ضمن إطار التطبيق العملي، وتم تنفيذ العديد من المشاريع والتجارب البحثية للطلاب، منها تصنيع السيلاج وتخمير مخلفات المسالخ لإنتاج السماد العضوي، وتخمير الفروج النافق لإنتاج السماد العضوي، وغيرها من المشاريع البحثية التي تخدم العملية التعليمية، التي قام الطلاب بتنفيذها، وأشرف عليهم الدكتور "ماجد موسى" مع مجموعة من الطلاب».

وخلال الجولة تحدث الطالب "مجد عليا" عن سبب دراسته في كلية الهندسة وما قدمته له، فقال: «أنا ابن تلك القرية القريبة من مدينة "السلمية"، حيث إن وجود الكلية خفف من أعباء وتكاليف الدراسة في المحافظات البعيدة ومشقات الطرق، إضافة إلى وجود كادر تدريسي وإداري ممتاز، ووجود مشاريع متعددة تسهم في زيادة خبراتنا خلال مدة الدراسة».

طالبات الزراعة مع الدكتور موسى

يذكر، أن كلية الهندسة الزراعية التي تم افتتاحها عام 2011، وصل استيعابها إلى 828 طالباً وطالبة هذا العام.